افتتاحية حركة مجاهدي خلق:
إيران... ما بعد الاسلام الحكومي
تلقى الولي الفقيه ضربة قاسية برسالة عضو مجلس المرجعية لثلاث دورات انصاري راد، التي نشرتها بعض وسائل الاعلام الرسمية، وتضمنت تاكيدات على فشل الجمهورية الاسلامية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والسلوك الفردي، واشارات الى مطالبة الشعب بحقه في الحكم والسيطرة على مصيره وحياته دون إكراهٍ أو عنف او ترهيب، ودعم 85٪ من الأمة للتظاهرات التي تشهدها البلاد.
النتيجة التي وصل اليها راد ليست وليدة اللحظة، فهي تعود الى ما يزيد عن اربعة عقود، حين فقدت دكتاتورية القرون الوسطى شرعيتها السياسية والاجتماعية في 20 يونيو 1981، بقصفها المظاهرات السلمية النصف مليونية في طهران بأمر من خميني، تسليم فتيات مراهقات يبلغن من العمر 15 و 16عاما لفرق الإعدام، ورميهن بالرصاص دون معرفة أسمائهن، لكن الملا الحكومي تجرأ مع الضربات التي توجهها الانتفاضة على الوقوف في مواجهة الولي الفقيه والجهر بالحقيقة.
تأتي تحذيرات راد وغيره مدفوعة باحتمالات الاطاحة بهم التي تتزايد يوما بعد يوم في ظل الضربات التي توجهها الانتفاضة، فلم يكن مستغربا ان يشير الى “انفجار هائل” على الطريق، او ان تنشر صحيفة “جمهوري إسلامي” الحكومية افتتاحية بعنوان “من الدولة الإسلامية إلى الإسلام الحكومي” تتناول فيها الإخفاق الفاضح للنظام “منذ تخلينا عن الدولة الإسلامية، وجعلنا الإسلام حكومة، لكي يخدمنا الإسلام” وفي ذلك محاولة منها لابراء ذمة خميني وتحميل المسؤولية للذين جاءوا بعده، لكن هذه المحاولات تبقى بعيدة عن النجاح، حيث يعي الايرانيون جيدا دور خميني في الخراب، ومن واقع ادراكهم يأتي احراق صوره في الميادين، حرق منزله في مسقط راسه خمين، وهتافات “الموت لخامنئي واللعنة على خميني” التي تتردد في شوارع المدن الايرانية.
عمل مجاهدوخلق منذ الايام الاولى لتسلط خميني على فضح استغلال الاسلام، قالوا وكتبوا ان ما يقوله لا علاقة له بالاسلام والقرآن، وبذلك لم يكن “الاسلام الحكومي” الذي تتحدث عنه الصحيفة اكتشافا جديدا.
خلال كلمة ألقاها في جامعة طهران، قال قائد المقاومة مسعود رجوي بصوت مرتفع بعد 10 أيام من إعلان خميني للثورة الإسلامية “لا تتحدث عن الثورة، ولا تتحدث عن الثورة الإسلامية على وجه الخصوص، للثورة مسؤولياتها الكافية، ناهيك عن أن تكون الثورة بمستوى الإسلام”، وبعد 20 يونيو بدأت أكبر ملحمة في التاريخ الايراني ضد أقوى قوة رجعية، لا يمكن مقارنتها إلا بالمغول، وكان للمقاومة الملحمية لجيل بلغت تضحياته 120 ألف شهيد، دورها المشهود في الابقاء على القيم الوطنية والإنسانية والإسلامية.
قدم المجاهدون اثمن واغلى التضحيات على مدى الـ 43 عاما الماضية لالقاء خميني من صفحة القمر الى قاع بئر النكبة، وايصال الايرانيين للبحث عن خلاصهم في ما بعد الاسلام الحكومي، اطلاق الهتافات في الشوارع للمطالبة بنزع حجة الاسلام من الذين تسلقوا عليه لاذلال الناس، ارث مديد من النضال، لن يكون بامكان المأزومين التسلق عليه بعد ان اوشكت سفينتهم على الغرق.