د. عارف محمد أحمد يكتب لـ(اليوم الثامن):

جمهورية اليمن الديمقراطية ومعطيات التاريخ

عدن

 أعادتني طرح حكمة الرئيس السابق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأب "علي ناصر محمد" لمعالجة مشكلة محورية تمثلت في مطالبات إخوتنا في الوطن المنشود بتشكيل وإعلان دولة حضرموت؛ وذلك من خلال تذكيره لهم بمعطيات التاريخ القديم لحدود هذه الدولة ، ويشير بقوله من الصعب اليوم قيامها في حدود مجزأة عن أصلها التاريخي ، وما تردد عن ظلم الجمهورية بعد عام 1976م في إقصاء أهلها في مشاركة الحُكم.

 فذكر سلسله طويلة من رجالات حضرموت الذي قد يجهل أبناء الجيل الجديد أسمائهم وأدوارهم البطولية في تأسيس مفاهيم دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، وبنائها من سبعينات حتى تسعينات القرن السابق . 

هذا الطرح الرصين أعادني إلى نهاية السبعينات ، وبداية الثمانينات عندما كنا في أطوار الشباب الأولى الخالية من خبرة السنين في مراحل دراسية محورية لحياتنا المستقبلية عندما كنا نجد من الصعوبة حل بعض التمارين في مادة الرياضيات "الهندسة الفراغية" بدأً من عدم معرفة استخراج معطيات السؤال من نص التمرين لاستخدامها كأساس لاستكمال البرهنة للوصول إلى الإجابة الصحيحة المطلوبة ؛ فيما نجد بعض من أصدقاء المرحلة يتخطوا هذا المطب ، والوصول إلى الطرح الصحيح لحل مُعَّقد التمرين المطلوب إيجاد نهاية صحيحة له عند عرضه للمناقشة بين عموم مجتمع الفصل.

 فكان يدور حينها في خاطري كيف أستطاع أن يربط بين معطيات موجودة في صيغة طرح طلب حل السؤال ، وأستخدمها الاستخدام الأمثل لتسهل له طرح إجابة شافية لا يختلف عليها اثنان.

 وأنا وغيري نقرأها دون أن نعتبرها بأنها من مفاتيح الحل حيث تمثلُ الخطوط الأساسية المُيَسِّرة للوصول إلى إجابة طرح السؤال المُعَّقد ؛ فكنا نضع قناعات لأنفسنا هدفها التقليل من قدرات صديق المرحلة مبررة لنا لعدم استيعابنا المُعَّطيات وتَأْطِيرها كما عمل صديقنا في إطار حل نموذجي حتى نكسبُ مثله من وراءهِ الإشادة دون ارتكاب أخطاء تقلل من مقبولية الحل . 

وهكذا لعبة السياسة يجب أن تكرمَ "المَعْلومة الصَّحيحة" عند طرحها والتي توصِلَّنا إلى حلٍ مبدع يلامس حقائق التاريخ ، وعِبَّره لنستشرف منها خبرات ، وتجارب الآخرين بهدف التخفيف من أزمات المرحلة المُعَّقدة بدل بطولات قد تقودنا إلى الفشل ؛ مازالت ماثِلة أمامنا من عِبر التاريخ الجريح الذي يحكي لنا مثل هذه المناهج المُدمِرة له لا تشارك في وضع الحلول للوصول إلى حل وسط يرضي الجميع ويخمدُ ناراً مدعومة من الحَّول الكثير بعدها يصبح الأمر تلقائياً للالتقاء لوحدة ، والتئام الصفوف . 

إذا إعداد خُطة الإجابة للوصول للحل الصحيح هي كل هدف التوجه بضرورة استغلال كل معطى جامع يشاركُ بتنظيم شئون المجتمعات المتنازعة عند كثرة طرح الحُلول ليساعدها للخروج بمهنية للوصول إلى نهاية شوط للفوز بنجومية الاتحاد حتى نتجاوز الخِّلاف ؛ لتحمل مسئوليتنا الوطنية.

 لذا تصبح ضرورة جمع كل الطاقات ، وتوجيهها الوجهت الصحيحة هي الخطة الرئيس .

 فراسة البديهة تصنعُ التاريخ ، وتطوعه لمواجهة التحديات ، رغم قوتها وتصديها لها ، ولكن يجب علينا أن نحتضِنها كبذرة في بداية الحياة للنجاة من واقع أليم لنوفر من خلالِها خطوط السير لاقتناء الجديد كرهان لا بديل عنه لنتحرر من رباط أعيُنينا المعتم بالسواد لنذهب إلى واقع جديد لتأمين استكمال تسهيل وقف حملات العدوى التي تشهدها حضرموت الذي أصيبت بها خلال الأشهر الماضية وسط جهود للحد من خطورتها لنزع الشقاق في وضع حساس للغاية . اختزال تنفيذ المهام الوطنية في مكون سياسي واحد لا يحقق المصلحة العامة لمواجهة موجة شرسة قد تلحق أضراراً جسيمة في أرض الواقع أمام تنفيذ أنشطة عديدة قد تحصل الإصابة من أحدهما به فيعجز فتضيق مساحة المُناورة مما تسبب إعجاز المكون السياسي الواحد لذا يجب أن ننمي عناصر المواجهة للتقليل من فرص الفشل.

 والإشادة بكل واحدة منها بتعليقات إيجابية ترفع من ايجابيات النداءات الأخرى كضرورة لتكاثف الجهود ، والإبقاء على شعرة معاوية قائمة حكمة من حكم التاريخ البعيد . 

لقد اتضحت النية الحَّسَنة للتواصل للخروج من تعقيدات الأطروحات السلبية ، وتصريحاتها ، وأصبحت كعائد إضافي مربح لتجارتنا مع الشعب بإجبار النفس الأمارة بالسوء بالتجاوب لكل نصح يقرب لا يفرق ، وان نتجاوز بها كل الوعود الصادقة بإعادة اللُحَّمَة لِتصبح كصورة جداريه على جبل شمسان تعبر عن التطلع باتجاه الاستقلال وإعادة الدولة . كلمات السر هي مفتاح الحل السريع كأساس للاستجابة يفترض إعادة النظر في استخدامها ، والاهتمام بها خاصة لؤلائك اللذين ينتمون إلى ثقافة الانفتاح على فلسفة مشاركة كل القوى الوطنية كمدافعة أساس لفكرة التوجه بعد أن خرجت تلك القامات من صمتِها لنترجم طرحها إلى جانب قيمتها التاريخية ، ونجعلها من ضمن مرتكزاتنا الثمينة لمواردنا الشحيحة التي ستعمل نقلة كبيرة في مشوار الحوار كونه أصعب نقاط الإنجاز .

 يجب فهم متطلبات المرحلة ، وشدة احتياجاتها لجهود داعمة لنتجاوز بها ، ومعها إشكاليات المراحل السابقة التي فرضتها التباينات الزائِفة في إدارة الدولة حينها ، ونجعل منها بداية انطلاقة لصد تداخلات بعثرة الجهود وتحفيزاً لدعوة المصالحة ، ومرجع لتثبيت واقعة الحق ضد كل الخيارات المفتوحة .

 د. عارف محمد احمد علي