افتتاحية حركة مجاهدي خلق:

إيران... منزلق تصفية الحسابات

ينزلق نظام الملالي في ايران نحو موجات من  تصفية الحسابات الداخلية، وسط الصراعات الناجمة عن اقصاء احد تياراته، والخلافات المتزايدة حول طريقة قمع الانتفاضة الشعبية، التي تقترب من نهاية شهرها الرابع.

ظهرت بعض البوادر مع التحركات التي بدأها الرئيس السابق حسن روحاني مؤخرا بعد صمت طويل، وتمثلت في عقده اجتماعا للمحافظين الذين عملوا خلال توليه الرئاسة واعضاء حكومته بحضور نائبه الاول اسحاق جهانجيري، الذين اطاح بهم خامنئي لجلب ابراهيم رئيسي وتنصيبه رئيسا للبلاد.

اطلق روحاني بعد الاجتماع تحذيرات من السياسات التي يتبعها النظام، تضمنت الدعوة الى عدم تدمير صناديق الاقتراع اذا كان المطلوب التوقف عن دفع الناس الى الشارع ـ في اشارة واضحة الى تقديمه نفسه ومجموعته باعتبارهم الحل ـ ولدى تطرقه الى الاوضاع الاقتصادية قال انه تسلم الخزينة فارغة وسلمها مليئة.

لم يقتصر تناول روحاني على الاوضاع الداخلية المأزومة، فقد تطرق للمأزق الدولي الذي يواجهه نظام الولي الفقيه، بادعائه انه كان على وشك توقيع اتفاق ينهي الأزمة النووية في مارس 2021.

جاء تحرك روحاني بعد خمسة اشهر من تلقيه صفعة من خامنئي، حيث هاجمه عضو مجلس الشورى نقد علي المقرب من الولي الفقيه، قائلا  “ان الرجل المفترض أن يكون خلف القضبان اليوم خرج من وكره مرة أخرى” مما احبط بداية لتحرك كان يحاول القيام به في ذلك الوقت.

الواضح من سياق الاحداث ان روحاني يحاول الاستفادة من مناخات الانتفاضة لتسديد ضربة لسياسة الاقصاء التي اتبعها خامنئي، لكن الولي الفقيه والرئيس الذي تم تنصيبه لم يعدما ادوات الرد، فقد نشرت صحيفة ايران الرسمية التابعة لرئيسي مقالة بعنوان “كلمة من سلطان العجز والإحباط ” جاء فيها ان روحاني الذي كان أداءه وحكومته السبب الرئيسي لابتعاد الناس عن صندوق الاقتراع، يجلس اليوم في مكان المدعي مع الدائنين، لكن الجراح التي أصابت أرزاق الشعب واقتصاد إيران وسياستها الخارجية كبيرة لدرجة أنها لا تسمح له بالتباهي بإنجازاته وطموحاته، كما نشرت صحيفة كيهان التابعة لخامنئي مقالة جاء فيها  “ان أكبر عملية احتيال في تاريخ البلاد ونهب رأس المال الشعبي في البورصة لتعويض عجز ميزانية 2021 دليل على زيف ادعاء روحاني”.

يظهر التحرك الذي قام به روحاني بعد صمت دام خمسة اشهر التفسخ العميق في حكم الولي الفقيه، ومحاولات اطراف النظام استغلال مناخات الانتفاضة الشعبية لتسجيل نقاط على الاطراف الاخرى، وفي جميع الاحوال يحول تورط جماعات النظام في جرائم وتجاوزات ضد الشعب الايراني دون نجاح اي طرف من الاطراف في انتشال حكم الولي الفقيه من ازماته، فالمعروف عن الرئيس السابق مشاركته في ممارسات حكم الولي الفقيه، وتنفيذ سياساته، بما في ذلك  قمع انتفاضات 2009 و 2017 وما جرى في 2019، و نهب اموال الإيرانيين.