د. عارف محمد أحمد يكتب لـ(اليوم الثامن):

أي الفريقين في الجنة!!

تبريرٌ بديع لكن مُسَّرِِفٌ للطريق عندما تأتي الحكمةُ من فاه يأكلُ بملعقةٍ من ذهب ؛ هنا يجب إزالة عشوائية الطرح بالنصحِ حيث يعتبر هذا الأداء أوضح بلاغ لعشوائية الهوى عند طلب التصويت على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ؛ لان ليس فيها من التحفيز كمجهود سوف يبذل لرفع معاناة من مطلوب منه التصويت ، سوى نسيان أدوات تعذيبه التي تعيشها ، وتعد وسيلة احتيال ذكية يريد بها تأثيث بيت خراب ما زال فاقد الكثير مما يجب عليه لترميمه ، كأنه يتحدث بلسان سلطة مُبرر بأفضلية وضعنا بوضع شعب تحت سلطة حوثي بعيد في سياق مقارنة بليدة تعزز أفضلية ثنائية للقتل لشعب فقير .

توجيه مؤشر البوصلة باتجاهٍ مُحدد صعب لأن إذا أشار احد إطرافها للشمال أشار الطرف الآخر لجهة الجنوب كأن الحديد لديه من الرأفة ما يعدلُ الطرح عند التصنيف لتخفيف ، وفك القيود على سلطة الاتجاه الآخر مهَّما قدمت لها من مساعدات الكلام لتصبح كرؤية سياسية خاطِئة تستهدِف من ورائها أصلاح منظومة اسْتنْفذت معها جميع المعالجات لسد عجز موازنة الحلول للعام الجديد أو تمنحها إعفاء جزئي أو إبطاء مؤشر منحنى السقوط .

مجال التمجيد المُبطن للأداء الخطأ لا يسهم في انتشالِنا من أوضاعنا الصعبة برفع القدرات المهنية لمن يسوسنا سياسياً ، وإدارياً بقدر ما يُمَّوِلُ سنوات بقائهم كأنظمة تتضافر معهم فرص الفشل ، وتُعزز لديهم وهم الكفاءة لإعاقة شعب توقف عن الأمل بوجودهم .

إن هذا الطرح باطل ، ويعبرُ عن تدني فكرة استخدام الكلِمة في المكانِ الخطأ عند استعراض مقدمة التصويت بدل أن تكون الكلِمة منصة العَّدالة وميزانها بدلاً من تطويعها للمقارنة  تحت مبرر حوثي ، وسلطة شرعية كابتزاز رخيص لمعاناة الناس بنسخة أشد تطرفاً من مفاعيل سلطة أيً كانت  فلا يحق اللهو بمعاناتنا كخيار بين ماركتين جميعها مهزوم بوجهات النظر المختلفة المناهضة لكلا المنهجين .

التدخلات الإعلامية المطلوبة هي وضع النقاط على الحروف ليسهل فهْمها والتمييز بينهما كحرفي الباء ، وحرف النون بدل التحسينات المؤقتة لوجه غير حَسَّن تزالُ عند دمعة أية ضعيف أستنفذ مخزونه الغذائي أو الدوائي أو ، أو ، وهي كثيرة فأجْبرته الهموم اقتحام حياته ، وحياة أسرته وأصبحت طوقاً قاتلاً قوضت كل لحظة في عامه السابق ، وتلاحقه في عامهِ الجديد بطريقٍ مُعَّبد سالِك لها لا يوجد من مانع سوى أقدار الله .

المُساعدات الإنسانية للإعلام يجب أن تتبع مصفوفة من القيم للتخفيف من معاناة مواطنيها بوضع تدخلات استجابة إيجابية بدل المقارنات ؛ لإنهاء المعاناة ، وقطع طريق التعدي على هذه الحقوق ، كاحتجاج يؤدي إلى وقف تدهور الحالة المعاشة كمتطلبات ، وليس نقل الحالة كما هي "صورة بدون تعليق" لأن الإعلام كيان ناقلٌ ناطقٌ بشخوصه لعكس مستوى العبث الذي وصلت إليه أشكال الظواهر المسيئة لآدمية الإنسان بحرمانه من كثير من حقوقه المنصوص قانونياً والتي يتمتعوا بها ساسَّتنا ، وتوزع فوائدها عليهم ، ومن يعولون من سنوات حكمهم علينا .

هنا يجب على الإعلام التحقيق مع المُتهم ، وفتح محاضر لتدوين الأقوال على الهواء في كل واقعة يئن بها الشعب وحجَّزهُم كمتهمين حتى تثبتُ البراءة أو الإدانة بالتصويتِ في وسائلِ التواصل العديدة كما تُبْدِعون الآن ؛ ماعدا ذلك يَعَّد استهلاك بمعاناتنا ؛ لذا يجب إيداع هذا الفعل في خانةِ العبثِ ، وغلق أبوابها حتى لا نعزز بقائهم كأفضلية عن غيرهم لضمان حكمهم لنا ، واستتاب الوضع لأنهم امتلكوا نقاط التصويت أكثر من غيرهم بنسب مئوية عالية كبيرة بأغلبية المُصَّوِتين ذو المَلاعِق الذهبية أبو "1000 دولار" أو تزيد ، كمعاشات شهرية .

بعد هذا الطرح يجب على وسائل الإعلام حسم خياراتها بالتصويت هل لتلبية حقوق شعب ، وتطلعاته كشريك أساسي بفتح مسارات تعاون معه تكفي لاستئناف دعم تطلعاتهم وإنهاء انقلاب السلطة على حقوقهم المشروعة دون تبرير للنظام بهدف التخفيف من معاناة شعب ؛أم مسك العَّصا من الوسط ثم الميلان بقدر ضئيل متى ما رأت ضروري لإرضاء الكل .

لماذا لا تتناول كل أسبوع وزير أو مدير عام وتنقل إليه هموم الناس ومن ثم يتم طرح نتائج المقابلة "للتصويت" لتقييم الأداء ؛ إن مثل هذه الدعوات يجب أن تتبناها وسائل الإعلام كمنهج استراتيجي يتمتع بالقبول كورقة لمحاربة الفساد وتطور إيجابي في موضوعات وسائل الأعلام لخلق مناقشة ثنائية على الهواء بين مقدم الخدمة ، ومتلقيها ليعزز الأعلام امتلاكه القدرة كقوة مؤثرة في معترك الأحداث بدلاً من محاولات الهروب من واقع يهدد بالمزيد من الدمار .

إن ما تم استعراضه في بداية البرنامج على اعتبارهِ تمرداً في بداية الطريق على الوضع في صنعاء أمل ضائع هذا ليس بجديد علينا ؛ فقد مارسوه بأعلى إخراج عالي الدقة " لا تحسبه رأس مال"يذكرنا بأشرطة الفيديو التي كانت تسجلُ قبل  حرب 94م لإقناع البيض بقيام ثورة مضادة للنظام من قبل القبائل آنذاك ؛ هذه السلوكيات هي من بقايا آثار تاريخ لم تقدم إجابات نافعة حينها لهدم جبل المرارات من أرشيف التاريخ المنسي البعيد ،والقريب ؛ جميعها بختم السلطات ، لعبة من الأفعال الضرورية لمواصلة التربح من سلطة شرعية ، والبحث عن تمرداً حقيقياً قد يظهر ؛ حيث يحدث لها "أبديت" تنشيط بين الحين ، والآخر لتبديد مخاوف لشيء مشابهاً لما يتم عرضه في وسائل التواصل كضرورة لا غنى عنها لحفظ الأمن الداخلي .

لذا يجب أن نمتلك الحصافة لما نشاهده ، وننتقده ، ونقيم أداءه لإبطاله حتى لا تسجل أهداف في مرمانا ، ونكسبُ الخسارة عند عرضِها كأنها حقائق نمنى النفس الضعيفة على فعل شيء آتي من بعيد يجري على الأرض فنصاب بعد حين بخيبة أمل  ، وخسارة لا تعوض برصيد صفري .

هل نعاود التمارين ذاتها لمواصلة أحلامنا بالنصر فنفقد رخصة الطرح من جديد وسمعة البرنامج ، وهذا ما نخشاه فيصبح قابل للمقارنة من قبل المشاهد .

شبيه ببرنامج د. اليوسفي ترك الشعراء يمَّتدِحون ، وهو يشرحُ العِبارات البلاغية من على صهوةِ حصانٍ بوجهٍ غضِب مشدود إلى مآثرِ التاريخِ الحديث .