افتتاحية حركة مجاهدي خلق:
إيران... مأزق الدكتاتوريات
صعد نظام الولي الفقيه اجراءاته القمعية ضد الانتفاضة الشعبية التي تشهدها البلاد، بارساله المدرعات وناقلات الجند المحملة بالقوات الخاصة للحرس الثوري “نوبو” الى مدينة سميرم، لتدور مواجهات مع المنتفضين، ادت الى سقوط العشرات من الجرحى، واعتقالهم بعد سيطرة الحرس على المستشفى، فيما دعا المتحدث باسم مجاهدي خلق المواطنين الاحرار للتوجه الى المدينة والمدن المحيطة بها للمساعدة في اعمال الانقاذ.
اظهرت الاحداث التي جرت في المدينة سبب ارتباك النظام وإرسال رتل القوات الخاصة من الحرس، حيث اطلق المنتفضون في اجواء البرد والثلوج هتافات “لم نقدم قتلى للمساومة ومدح الزعيم القاتل”، “خامنئي قاتل وحكومته باطلة”،”هذا العام هو العام الذي سيسقط فيه خامنئي” واعترفت وكالة أنباء القيادة العامة للقوات المسلحة بمقتل عنصر واحد على الأقل من الباسيج.
وجاء في رواية نائب قيادة الحرس ان مجموعة من المشاغبين تجمعت ظهر السبت بشكل غير قانوني أمام مكتب القائممقامية في سميرم “رددت هتافات مخالفة للعرف و كانت تعتزم مهاجمة مبنى ديوان القائممقامية في أعقاب أعمال شغب” واصفا الذين تسببوا في مقتل الحرسي محسن رضائي بـ “الأوغاد المسلحين والمعارضين للثورة”.
ترافقت احداث سميرم مع نزول المنتفضين في مدينة جوانرود إلى الميدان في اليوم الأربعين لشهداء المدينة السبعة وعقد ميثاق دم مع هؤلاء الشهداء، مما ادى الى حدوث اشتباكات مع قوات القمع التي حاصرتهم في الشوارع، اسفرت عن استشهاد المواطن برهان إلياسي.
ونفذ المنتفضون سلسلة من الهجمات النارية على مراكز القمع ومظاهر سيادة النظام في عدد من المدن، ففي طهران وكرج كرمانشاه وشوش، أضرمت النيران في لافتات النظام، في شهر رضا اضرمت النار في حوزة الجهل، في أصفهان اشعلت النار في مصرف للحرس، في قزوين تم إشعال النار في قاعدة للباسيج، ورغم تواجد القوات القمعية في سميرم أضرمت النيران في مكتب إمام الجمعة، وفي اربعينية شهداء الانتفاضة نزل المواطنون الى ميدان مهاباد لمواجهة القوى القمعية بشعارات ثورية.
تم تكريم الشهداء في سميرم وجوانرود ومهاباد ودهكلان وأشكذر ويزد وغيرها من الأماكن وتجديد العهد لعهم، لتتكرس حقيقة شعار “كل شخص يقتل، يحل محله ألف شخص” الذي يردده المنتفضون في تظاهراتهم الامر الذي انتبه اليه خطيب جمعة اصفهان ابو الحسن مهدوي حين اكد هذا الاسبوع على استمرار ما وصفه باعمال الشغب والفتنة، كما دعت صحيفة جمهوري الحكومية للتخلي عن فكرة “حل المشكلة بالإعدام والشنق”.
كتبت صحيفة لوموند الفرنسية في وقت سابق ان “النظام الإيراني عالق في مأزق معروف للدكتاتوريين” يتمثل في ان تقديم التنازلات، مهما كانت قليلة، يفتح المجال امام مطالب أخرى، وعدم تقديمها يعني استمرار المظاهرات الاحتجاجية، وهذا هو سبب انتشار الخوف في الجمهورية الإسلامية.