افتتاحية حركة مجاهدي خلق:
إيران... صدمة الفشل الايديولوجي
تتكرر في الخطاب الذي يستخدمه نظام الملالي في ايران معزوفة استعادة جيل أفلت من ايديهم، التي اطلقها خامنئي في وقت سابق، مؤكدا على ضرورة ادخال تعديلات على وسائل الاعلام، للحد من تأثيرات مجاهدي خلق في الشارع.
دعا المتحدث باسم قوات الحرس رمضان شريف في كلمة القاها مؤخرا الى التخلص من العيوب واستعادة الابناء الضائعين الى النظام، محذرا من توجههم الى مجاهدي خلق، وعبر نائب وزير الداخلية العميد محمد حسين سبهر عن مخاوفه بشكل مختلف بقوله ان “شبابنا الأعزاء، خذلناهم في التوجيه والإنذار والتعليم والتدريب، وأراد العدو توجيههم ضد النظام” ولم تغب عن هذه التحذيرات الاشارة الى عدم معرفة الشباب بتاريخ مجاهدي خلق.
تعود هذه المعزوفة بالدرجة الاولى الى خامنئي الذي قال في وقت سابق ان “جيلنا الشاب ليس لديه الكثير من المعلومات عن الماضي، بما في ذلك مجاهدي خلق، لدينا قصور في الإعلام وتقديم الحقائق “.
لم يأت تكرار التحذيرات التي اطلقها خامنئي من فراغ، فقد وجد النظام نفسه في الاشهر الاربعة الماضية أمام شبان ومراهقين ثائرين يواجهون قوات القمع، لا يخشون القتل و الاعتقال والسجن والتعذيب، ويصرون على الإطاحة الكاملة بالنظام.
اصيب الملالي بالرعب حين ادركوا اختراق الانتفاضة لمنازلهم، وانضمام ابنائهم للمنتفضين، حيث جاء في بيان لرئيس البرلمان المخلوع علي لاريجاني ان “الناس والشباب الذين نزلوا إلى الشوارع أبناءنا” ورأى قادة النظام ان المعارضين خدعوا واستقطبوا الشباب بالدعاية والفضاء الإلكتروني.
تأتي هذه التفسيرات رغم اعتياد النظام على شيطنة مجاهدي خلق خلال السنوات الـ 43 الماضية، واطلاقه هتافات الموت للمنافقين في التجمعات ومنابر صلوات الجمعة والبرامج التلفزيونيونية والإذاعية والإعلامية ـ بمعنى ان الجيل الخارج عن سيطرتهم عاش حياته تحت قصفهم الاعلامي ـ مما يظهر مدى ما وصفته وسائل اعلام اجنبية بـ “الفشل الايديولوجي” ويكشف عمق الصدمة التي اصيب بها حكم الولي الفقيه.
يتسع الحديث عن الظاهرة في وسائل الاعلام الغربية لدى تناولها الانتفاضة الشعبية التي تقترب من شهرها الرابع، فقد كتبت صحيفة ديلي ميل البريطانية في بداية العام انه “في كل يوم ينضم المزيد من الطلاب إلى وحدات المقاومة” ونقلت عن أحد أعضاء وحدات المقاومة قوله ان الهدف الوحيد هو تحرير البلاد والإطاحة بالنظام، مما يظهر الشوط الذي قطعه الشباب في الابتعاد عن الملالي وصعوبة استعادته الى مناخات العصور الوسطى.