افتتاحية حركة مجاهدي خلق:
إيران... طريق الى الهاوية
ارتد اعدام الشابين محمد مهدي كرمي ومحمد حسيني في ايران على نظام الولي الفقيه، مع اتساع ردود الفعل على الجريمة في داخل البلاد وخارجها، وتسليطه المزيد من الضوء على عزلة الملالي وعمق مأزقهم.
شهدت البلاد حالة من الغضب، حيث جدد شباب الانتفاضة العهد للشهداء الذين انتفضوا بأيدٍ فارغة لمعاقبة عناصر خامنئي، وسخروا من نهج عدم دفع الثمن وتجنب العنف الثوري ضد العدو المعادي للإنسان ـ المتمثل بعناصر الباسيج وحرس ولاية الفقيه ـ وأبرموا ميثاق الدم .
القى المنتفضون الزجاجات الحارقة على مراكز الحرس والباسيج القمعية في مدن الأهواز وهمدان ولنكرود وقزوين ويزدان شهر و طهران وأشعلوا النار في لافتات صور قاسم سليماني، نظموا مسيرة في شوارع اصفهان مرددين قسم الصمود حتى النهاية وكرم أهالي المدينة الشهيدين بوضع الزهور وإضاءة الشموع أمام صورهما، واطلقت النساء في نجف آباد هتاف “إذا قتل شخص سيحل محله ألف شخص” معبرات عن عزمهن على الاستمرار في طريق الشهداء وغضبهن وكراهيتهن لسفاحي العصر، وردد المواطنون في قزوين وكوهردشت بكرج شعارات “الموت لخامنئي” و”الموت للحكومة القاتلة” خلال مظاهرات ليلية، ونظموا في أجزاء مختلفة من العاصمة ـ طهران بارس واتوستراد فردوس وشارع معلم وشارع شريعتي وشارع انقلاب وستار خان وصادقية وهفت حوض في منطقة نارمك وأرياشهر والجامعة الوطنية وبالقرب من جامعة طهران ـ مظاهرات ليلية هتفوا خلالها بـ”الموت لخامنئي السفاح” مؤكدين على ان “كل شخص يقتل يحل محله ألف شخص”.
نزل أنصار المقاومة والإيرانيون الأحرار إلى الشوارع في عدد من عواصم ومدن العالم، مرددين شعارات من قبيل “سنقف حتى النهاية …. قسما بدماء رفاقنا” ناقلين صدى غضب واشمئزاز الشعب الإيراني الى الخارج، ليستيقظ الضمير العالمي على ممارسات الفاشية الدينية الحاكمة في إيران.
تبعت فعاليات الغضب المكثفة موجة غير مسبوقة من الإدانات الدولية ضد ديكتاتورية ولاية الفقيه، حيث دان العشرات من البرلمانيين ووزراء الخارجية ورجال الدولة في مختلف دول العالم عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء، وشددوا في رسائلهم على ضرورة محاسبة الفاشية الدينية الحاكمة في ايران، وفي هذا السياق استدعت وزارة الخارجية الهولندية سفير نظام الملالي لتبلغه اشمئزاز واحتجاج الحكومة الهولندية، كتبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك ان محمد مهدي كرمي ومحمد حسيني ليسا مجرد اسمين شنقهما النظام الإيراني مشيرة الى رفضهما الرضوخ لأعمال نظام الملالي الوحشية واللاإنسانية، وعبر اللورد أحمد عضو مجلس اللوردات البريطاني عن اشمئزازه من الاعدام، مشددا على مشروعية احتجاج الذين تم اعدامهم على ظلم النظام.
تكشف ردود الفعل على اعدام كرمي وحسيني عن حماقة تكتيكات المأزومين التي يتبعها حكم الولي الفقيه لترهيب المنتفضين، فقد زاد استمرار اصدار وتنفيذ احكام الاعدام من حالة الغليان في الشارع الايراني واصرار الايرانيين على التخلص من النظام، كما دفع باتجاه المزيد من عزلة الملالي في الخارج، اكد عجز خامنئي عن ايجاد الحلول التي تخرجه من دائرة الازمات، واندفاعه نحو الهاوية .