افتتاحية حركة مجاهدي خلق:

أزمة الغاز في إيران.. كذبة تلد اخرى

يواصل نظام الملالي في إيران بحثه عن ذرائع جديدة لازمة الغاز التي تشهدها 21 محافظة ايرانية، وتتسبب في مفاقمة الاوضاع المعيشية، وحرمان الايرانيين من احتياجاتهم الاساسية، رغم امتلاك بلادهم ثاني أكبر احتياطي للغاز في العالم.  

بين الخدع التي يحاول الملالي تسويقها على الايرانيين القاء المسؤولية على انقطاع واردات الغاز من تركمانستان، مما اثار تندرات الشارع الايراني، الذي يذكر ادعاءات النظام بقدرته على شل القارة الاوروبية بقطع صادرات الغاز عنها.

يجرى الحديث في إيران عن تصريحات وزير النفط جواد أوجي التي حذر فيها من “شتاء صعب ينتظر العالم هذا العام” ولا سيما الدول المستوردة للطاقة، في اشارة للاوروبيين، كما  يتداول الايرانيون وهم يتابعون حيل النظام وخدعه حقيقة ان كمية الغاز في اتفاقية التبادل مع تركمانستان تتراوح بين 5 و 6 ملايين متر مكعب يوميا وهي كمية لا تؤخذ بعين الاعتبار في حال مقارنتها باستهلاك الغاز في البلاد الذي يتراوح بين 600 و 700 مليون متر مكعب في اليوم، ولا يخفى على المتابعين تدمير الملالي للبنى التحتية، الذي ساهم في حدوث الازمة الحالية، حيث كشف النائب السابق للمنظمة البيئية عن إهدار 100 مليون متر مكعب من الغاز في عملية الاستخراج بسبب سوء الإدارة وعدم التخطيط.

تشير التندرات المتداولة في الشارع الايراني الى امتلاء مستودعات الاوروبيين بالغاز المسال، واتجاه اسعاره نحو الانخفاض في الوقت الذي يعاني الايرانيون من البرد القارس، ويعجز حكم الولي الفقيه عن توفير 200 مليون متر مكعب من الغاز تتيح للايرانيين قضاء فصل الشتاء في ظروف أفضل مما هي عليه.  

يزيد من سخرية الايرانيين حالة التخبط التي يعيشها نظام الملالي في تعامله مع الازمة حيث منح محمد مخبر ـ نائب ابراهيم رئيسي ـ  وزير النفط جواد اوجي لقب “مدير مستوى مدرسة قاسم سليماني” الذي يليق ايضا بوزير الخارجية أمير عبد اللهيان وأعضاء آخرين في الحكومة، يدعمون خط خامنئي على أساس “العمق الاستراتيجي” الذي يعني التدخل في شؤون دول المنطقة، دون اي اعتبار لتدمير الحرث والنسل في إيران.

دعا قائد المقاومة مسعود رجوي الى تلقين النظام درسا ناريا في مسألة الغاز، كما جرى مع قضية البنزين، التي تسببت في اندلاع انتفاضة نوفمبر 2019، وساهمت في تعرية وكشف اكاذيب الدكتاتور، الذي ينفخ في بوق الاقتدار على الحاق الاذي بدول المنطقة، ويقرع طبول الاقتصاد القائم على المعرفة.

جاءت ازمة الغاز التي زادت من معاناة الايرانيين لتكرس قناعتهم بعجز النظام عن توفير حاجاتهم الاساسية، هدره مقدرات البلاد في معاركه الدونكيشوتية، واكاذيبه التي تلد الاكاذيب لاخفاء فشل حكومته، مما يعطي زخما جديدا لمطالبة انتفاضة الشعب الايراني بالتغيير الحقيقي.