افتتاحية حركة مجاهدي خلق:
صوت الانتفاضة الإيرانية وصداها
اثارت حملة المناصرة السابعة والعشرين لقناة الحرية التابعة للمقاومة الايرانية (سيماي آزادي) اهتماما استثنائيا، في مناخات الانتفاضة الشعبية المستمرة للشهر الرابع على التوالي، ولقيت تفاعلا من المنتفضين، يليق بدورها كصوت للانتفاضة، والصدى الذي احدثه اداءها على مدى الاعوام السابقة.
يتشعب الحديث حول رسالتها واهدافها واثرها على مختلف الصعد السياسية والاجتماعية والثقافية، ومدى حضورها في الاوساط الشعبية الايرانية، لدى تناول تجربتها في خدمة تطلعات الايرانيين نحو التغيير وفتح افاق الحرية.
تحضر مظاهر نجاحات القناة في تفاعل انصارها المنتشرين في مختلف مدن الداخل الايراني وعلى امتداد 41 دولة، متابعتهم لبرامجها، وتأهبهم الدائم لدعم منظمة مجاهدي خلق البديل الديمقراطي المستقل الوحيد.
تتجلى في المساهمة التي تقدمها لابراز معالم الوطنية والتاريخ العابرة لازمنة الملالي والشاه وتوضيحها لملامح الديكتاتورية والتبعية، وتأكيدها على استراتيجية الانتفاضة والارتباط بوحدات المقاومة وجيش التحرير كطريق للتغيير.
كرست قناة الحرية حضورها لدعم المواثيق الثورية لشباب الوطن المنتفض لاستعادة البلاد المحتلة من الملالي، فضح حيل مخابرات حكم الولي الفقيه الهادفة لحرف الانتفاضة عن مسار الإطاحة بالنظام وبناء إيران الغد الحرة والديمقراطية، وظلت وفية للمشاعر الفياضة والعواطف والروابط والتضامن وشهداء الانتفاضة وضحايا الإبادة الجماعية.
تأتي حملة المناصرة السابعة والعشرين لتعكس صورة الصفوف المتراصة القوية والعزيمة الصلبة لقوى الانتفاضة والحرية في مواجهة الانحطاط والانقسام والانهيار والتساقط في دكتاتورية الملالي الغارقة في الأزمات وتزيد من وضوح التناقض بين المؤامرات الرجعية والاستعمارية الرامية إلى حرف مسار الانتفاضة، ووضوح رؤية الثورة الديمقراطية.
ابرزت المشاركة في حملة المناصرة السابعة والعشرين طبيعة انصار قناة الحرية وجمهورها، تلك الصفوف القوية، الحازمة، المطلعة، اليقظة، التي لم تكن وليدة التو والساعة، وتستند الى ممارسة ملحمية على مدى أربعة أشهر من انتفاضة الشعب الإيراني، الحرب الميدانية، والمعركة السياسية التي شاركت فيها الأجيال والشرائح بعزم وتصميم وإرادة.
لم تكن المساعدة التي قدمتها النساء والرجال والشباب الثوريين قدر استطاعتهم لقناة الحرية غير تعبير صادق يتناسب مع دورهم داخل الوطن خلال الأشهر الأربعة الماضية وارتباطهم بمنظمة مجاهدي خلق والمقاومة المنظمة وقيادتها.
رسم المنتفضون وانصار المقاومة، بتفاعلهم مع الحملة، صورة مشرقة للمستقبل، ملامحها الوعي واليقظة، قدرة الثورة الديمقراطية على تحقيق الانتصار، هزيمة حكم ولاية الفقيه، ونيل الحرية والاستقلال.
اثارت مصادقة البرلمان الاوروبي على ادراج قوات الحرس الثوري على قائمة الارهاب موجة من الرعب في اوساط نظام الملالي في ايران سرعان ما انتقلت الى المنابر والوسائل الاعلامية التابعة له.
ربط ابراهيم رئيسي قرار البرلمان الاوروبي بالانتفاضة الشعبية المستمرة للشهر الرابع على التوالي قائلا انه جاء بعد محاولات فاشلة لضرب النظام في الشارع، وصف وزير الخارجية امير عبداللهيان القرار بالانفعالي والحاد وغير المهني مشيرا الى ان الحرس مؤسسة رسمية و سيادية، جاء في بيان للجيش ان القرار يعبر عن الفشل في دعم “الاضطرابات الأخيرة” في إيران، مشيرا الى ان ” القتال ضد مجاهدي خلق يضيئ سجل الحرس“، أعلن عضو لجنة رئاسة مجلس الشورى علي رضا سليمي عن جلسة مغلقة سيعقدها المجلس الأحد المقبل بحضور القائد العام للحرس ووزير الخارجية لبحث الموضوع، اعتبر بعض اوساط النظام إجراء البرلمان نوعا من إعلان الحرب، فيما اشار التلفزيون الرسمي الى تأثير الرئيسة المنتخبة من المقاومة مريم رجوي على الذين صوتوا لصالح القرار، وتطرق بيان وكالة انباء الحرس لادانة وزارة الدفاع للقرار الذي اعتبرته استمرارا لدعم مجاهدي خلق و “مثيري الشغب” الذين يريدون اسقاط النظام.
في محاولة لرفع معنويات اوساطه، حرص نظام الملالي على التقليل من اهمية قرار البرلمان الاوروبي، والتأكيد على جاهزية الرد، حيث قال إمام الجمعة آل هاشم المعين من قبل خامنئي في تبريز ان تسمية الحرس بالإرهابيين بلا تأثير ميداني، مشيرا الى ارتدائه زي الحرس، وافاد رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف بانه سيتم التعامل مع البرلمان الاوروبي بالمثل، ووضع الجيوش الاوروبية على لوائح الارهاب، وكتب حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة كيهان التابعة لخامنئي انه ” في حال تم تمرير القانون سيتم التعامل بالمثل واعتبار جنود الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إرهابيين”.
يزيد من رعب النظام أن إدراج الحرس على قائمة الإرهاب الاوروبية خطوة اولى على خارطة الطريق التي اتبعها “مجاهدي خلق” والمقاومة الإيرانية منذ عدة عقود، فقد اشار مستشار القائد العام للحرس مقدم فر الى ان قرار الأوروبيين حول الحرس يدخل ممرا مظلما، وان الاوروبيين “يغرون مجاهدي خلق لإرسال أنفسهم إلى مهلكة استراتيجية”.
تؤكد ردود فعل اركان نظام الملالي ووسائل اعلامه على اصابة السهم الذي انطلق من قوس البرلمان الاوروبي كعب اخيل حكم ولاية الفقيه في ايران والجهاز المركزي للقهر والقمع العسكري والاداة الرئيسية للحفاظ على الدكتاتورية الدينية، وتعزز القناعة بحالة الرعب من القرار التي انتابت الحكم، سواء مرره مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال إجتماع يوم غد الإثنين او لم يصادق على تنفيذ العقوبات بسبب معارضة واحدة من الدول الـ27 .