حركة مجاهدي خلق تكتب:

لا كبيرة للدكتاتوريات

لا يترك الايرانيون وسيلة للتعبير عن فهمهم للقواسم المشتركة بين دكتاتوريتي الشاه والملالي، الاعلان عن رفضهم للدكتاتوريتين، اصرارهم على حكم مختلف، جوهره الحرية والديمقراطية، والتفافهم حول البديل الذي يمكنه التجاوب مع تطلعاتهم.  

كانت التصريحات التي اطلقها الايرانيون خلال حملة التضامن  الوطني السابع والعشرين مع فضائية “سيماي آزادي” التابعة للمقاومة الإيرانية فرصة للاقتراب من تطلعاتهم والتعرف على المزاج العام بعيدا عن المحاولات التي تقوم بها مخابرات الملالي لتزييف الارادات .

قال ايراني يقيم في الولايات المتحدة خلال حديثه  ان راية “لا للشاه ولا للملالي” ترفرف من أبعد قرى بلوشستان وكردستان إلى فريدام بلازا في واشنطن، فيما اشار مواطن شاب من المقيمين في الخارج الى قول الشعب الإيراني كلمته منذ اليوم الاول حين هتف بـ “الموت لخامنئي ” تعبيرا عن الرغبة في الاطاحة بالولي الفقيه.

تناول اخرون الشعار التالي الذي رفعه الايرانيون و هو شعار “الموت للظالم سواء كان الشاه أو الزعيم” الذي يعبر عن رفض الدكتاتورية، بنموذجيها القديم الذي يمثله حكم الشاه، و الحالي المتمثل بنظام الملالي، واسهب البعض في الحديث حول هتاف “لا لنظام الشاه، ولا لنظام ولاية الفقيه، بل المساواة والديمقراطية” المعبر عن دافع الايرانيين لتقديم الشهداء في الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ اربعة شهور.

قرا المتحدثون الهتافات والشعارات باعتبارها دلالة بحث الشباب عن الحرية واصرارهم على تقرير مصيرهم بأنفسهم، المضي قدمًا، وعدم العودة الى الوراء، شددوا على تأييدهم للطروحات التاريخية للمجلس الوطني للمقاومة التي وضعت حدا فاصلا مع الشاه والملالي، برفض الاستعمار والرجعية الدينية، فالقضية  ليست “في محمد رضا شاه أو طفله عديم النفع والعاطل عن العمل” بل التحرر من الرجعية وسلطة الفقيه، اللتين يرمز لهما بالتاج و العمامة.

لقيت تطلعات الايرانيين تفهما في الاوساط الاكاديمية الدولية، حيث اشار  أحد أساتذة الجامعات في أمريكا إلى الدعم الواسع الذي أبداه أساتذة الجامعات الأمريكية، من الإيرانيين وغير الإيرانيين، لانتفاضة الشعب الإيراني، فمن غير الممكن ان يقبل الأكاديمي، والمثقف، والعاقل قيادة شخص ما لارتباطه وراثيا، كما لا يمكن القبول بسلطة الولي الفقيه.

في بعض التصريحات تعبيرات لا تخلو من عمق فهم العلاقة المباشرة بتطورات الاحداث، تركزت حول الاشارة الى عدم كفاية المعرفة المجردة، فالمهم هو الالتزام، والشعور بالمسؤولية تجاه الشعب، من أجل الإطاحة بالنظام، والقيام بالواجب، عندما يحاول الانتهازيون والرجعيون والمستعمرون إخراج الحركة عن مسارها.

وضع شعار “لا للملالي ولا للشاه” البنية التحتية للثورة الديمقراطية في ايران، على حد تعبير متحدث فرنسي، وكان للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية الدور الاكبر في رسم الحد الفاصل، قبل سقوط النظام، للتعجيل في عملية التغيير، وضمان الحرية بعدها، مستفيدا من تجربة سرقة الملالي للثورة قبل اربعة عقود ونيف.