نظام مير محمدي يكتب لـ(اليوم الثامن):

المؤتمر العربي الإسلامي في بروكسل والتضامن مع ثورة إيران (2)

طهران

عقد يوم الجمعة 27 يناير المؤتمر العربي الإسلامي في بروكسل بمشاركة برلمانيين وشخصيات سياسية من مختلف الدول العربية تضامنا مع ثورة الشعب الإيراني الجديدة.
ناقشنا في المقال الأول مقتطفات من خطاب السيدة مريم رجوي.
وكان هذا المؤتمر الذي عقد للمرة الأولى من نوعه انعكاساً للدعم العميق من قبل ممثلي الدول العربية، وخاصة الدول التي شهدت بشكل مباشر تدخل ووحشية نظام الملالي في بلادهم، لانتفاضة الشعب الإيراني على الصعيد الوطني.
ونذكر في هذا المقال مقتطفات من بعض خطابات ورسائل الشخصيات المشاركة في المؤتمر من الدول العربية الصديقة والشقيقة.
وقال الدكتور أحمد كامل، أحد شخصيات المعارضة السورية الذي كان مسؤولاً عن إدارة المؤتمر، في افتتاح الاجتماع: "إن هدف من وجود هذا المؤتمر هو دعم ثورة الشعب الإيراني على نظام استبدادي معادي للإنسان، يقتل الشعب الإيراني ويقتل شعوب المنطقة ويغرقها ببحر من الدماء والدمار، إنه نظام يشكل خطرًا وجوديًا على الشعب الإيراني وخطرًا وجوديًا على شعوب المنطقة وخاصة الشعب العربي. 
هذا المؤتمر يعقد في لحظة نهوض عظيم للشعب الإيراني للتخلص من الأخطبوط الذي تسلط على هذه الأمة العظيمة منذ ثلاثة وأربعين عاما". 

وحول انتفاضة الشعب الإيراني قال الدكتور نذير الحكيم، أحد قادة المعارضة السورية: "انتفاضة رجال ونساء إيران تقوض رموز حكم العمائم، والسيدة مريم رجوي ومجاهدي خلق حطموا هذه الأصنام وفضحوا وجه العصابة الحاكمة الشريرة ومخططات هذا النظام لتدمير الشعوب والبلدان".
وأشار عبد الحكيم بشار، الشخصیة الکردیة‌السوریة‌ البارزة ونائب رئيس الائتلاف الوطني السوري، إلى نقطتين مهمتين للغاية وقال: "نحن نؤيد خطة السيدة مريم رجوي المكونة من 10 نقاط من أجل إيران غد حرة... نحن كشعوب في سوريا والمناطق العربية في اليمن ولبنان والأردن، عانينا الكثير من النظام الإيراني. من واجبنا دعم انتفاضة الشعب الايراني". 

وأضاف عبد الحكيم بشار: "نؤيد المجلس الوطني للمقاومة الايرانية لأن هذا المجلس وافق في عام 1983 على خطة الحكم الذاتي لكوردستان ايران في 12 مادة. هذه واحدة من أكثر خطط الحكم الذاتي الوطنية تقدمًا في العالم ". 

وقال إسماعيل مشاقبة، عضو مجلس النواب الأردني، تضامناً مع المقاومة الإيرانية: نحن هنا لنقف إلى جانب المقاومة الإيرانية المتمثلة في مجاهدي خلق. ونقف ضد النظام الإيراني الشرير الذي يتستر خلف رداء الإسلام. على العالم أن يقف إلى جانب هذه المقاومة لإزالة الديكتاتورية. 

وذكر الدكتور موسى المعاني، المستشار السابق لرئيس الوزراء الأردني، بخصوص رفض ديكتاتوريتي الشاه ونظام الملالي، أن "الشعب الإيراني يرفض نظام الملالي ونظام الشاه السابق. إن نظام الملالي وفلول الشاه لديهم موقف موحد ضد الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني، لأن العودة إلى عهد الشاه ليست ممكنة تاريخياً ولا سياسياً واجتماعياً. وستكون نتيجة هذا الأمر الخطير هي أن على المرء أن يستسلم لحكم السلطة الدينية الإجرامية الناهبة والمدمرة".

قال أشرف ريفي، وزير العدل اللبناني الأسبق، في جزء من رسالته بالفيديو إلى المؤتمر حول ضرورة إعادة السلام والأمن إلى إيران والمنطقة: 

"إن خلاص إيران علي يد ثوارها وشعبها المنتفض فيه خلاص للمنطقة برمتها لتعود إلى العيش بسلام وتجانس وتعاون فيما بينها ولتعمل معنا على تطوير اقتصادها وتنمية مجتمعاتها والخروج من دائرة الصراع والمواجهات الدينية العقيمة، واستحضار أحداث تاريخية لا تخدم إلا من يريد إذلال المواطنين والتضحية بهم."
وحول الإجراءات التي يجب اتخاذها ضد نظام الملالي، قال أنور مالك، رجل قانون والباحث في الشؤون الدولية من الجزائر: 

"... هناك مطالب يجب أن نهتم بها. هذه المطالب تتمثل أساسا في نقاط من الضروري أن نطالب بها. أولاً طرد سفراء ملالي إيران من كل الدول وتسليم مقرات السفارات إلى المقاومة الإيرانية بصفتها الآن هي الممثل الشرعي للشعب الإيراني. ومن دون ذلك فإن العالم متواطئ مع الإرهاب بحق الشعب الإيراني. 

أمر آخر كما ذكرت السيدة مريم رجوي هو إدراج الحرس الثوري وكل أذرعه في قائمة الإرهاب الدولي وحظر التعامل معه بكل الوسائل سواء سياسية أو إعلامية أو دبلوماسية، فالتعامل مع منظمة إرهابية هو نوع من الإرهاب."

وقال عبد السلام حرمة رئيس حزب الصواب في البرلمان الموريتاني، متمنيا النصر للشعب الإيراني: أبعث بتحياتي للسيدة مريم رجوي، مثلما وقف العالم لإنقاذ جنوب إفريقيا من الفصل العنصري، الآن يجب أن يقف لإنقاذ الشعب الإيراني من هذا الفصل العنصري.
نتمنى الانتصار لهذه الانتفاضة لتكون مقدمة لتحرير المجتمعات العربية والإسلامية.
و في الختام قالت السيدة حنان عبد اللطيف من العراق، رئيسة الفرع الأوروبي لحقوق الإنسان الرافدين، عن قيادة السيدة رجوي ودور المرأة في الانتفاضة الإيرانية: أحيي معركتكم ضد النظام القمعي والسيدة رجوي لقيادتها هذه المعركة. واجه الشعب الإيراني الذي بدأ هذه الانتفاضة القتل والذبح.
لقد نجحت جهود نساء هذه المقاومة لطرد النظام من اللجنة المعنية بوضع المرأة في الأمم المتحدة، وكان من العار على العالم أن يكون هذا النظام عضوًا في هذه اللجنة العالمية.
أسمي هذه الانتفاضة انتفاضة النساء، وكانت صرخة النساء مطالبين بإسقاط النظام وليس ضد الحجاب.
وفق الله خطوات ونشاطات المجلس الوطني للمقاومة برئاسة السيدة مريم رجوي. 

النتيجة:

كانت خلاصة وجوهر خطاب المتحدثين في مؤتمر بروكسل كما يلي: 

إن الدول والشعوب التي تعرضت للإرهاب والتدخلات السافرة لنظام الملالي تريد أن تتبنى سياسة تقوم على إرادة حقيقية لإنهاء سياسة التهدئة والاسترضاء مع الاستبداد الديني الحاكم لإيران.
انتفاضة الشعب الإيراني التي استمرت 5 أشهر تحمل نفس الجوهر، ومطالبة المتظاهرين إسقاط نظام ولاية الفقيه ورفض أي ديكتاتورية.
وأكدت السيدة مريم رجوي على نفس النقطة في حديثها وقالت:  

"إن نضال الشعب الإيراني لإسقاط هذا النظام يشمل المصالح العليا لدول المنطقة وأجزاء كثيرة من العالم. منذ سنوات طويلة ونحن ندعو دول المنطقة إلى إقامة جبهة مشتركة ضد نظام ولاية الفقيه، والتي يعتبر الشعب الإيراني ومقاومته جزءًا ضروريًا مهمّا فيها...
لذلك فكما أن الشعب الإيراني لن يصل إلى الحرية والديمقراطية ما لم يسقط نظام الملالي.
لن تنال المنطقة والعالم السلام والطمأنينة إلا إذا تم الوقوف بوجه مركز إثارة الحروب والإرهاب، أي نظام الملالي".