افتتاحية حركة مجاهدي خلق:

رسائل تورنتو الى دكتاتورية الملالي في إيران

طهران

وجهت المقاومة الايرانية عددا من الرسائل التي تجيب على الاسئلة الراهنة، خلال المؤتمر الذي نظمته الجالية الايرانية في كندا مؤخرا، بمشاركة شخصيات سياسية و نيابية كندية، وتضمن كلمة للرئيسة المنتخبة من المقاومة مريم رجوي.

كانت فاتحة رسائل مؤتمر تورنتو، اكثرها وضوحا، وتأكيدا على سابقاتها، الموجهة الى دكتاتورية الملالي، ومفادها انه حان وقت الرحيل، ولم يخل الامر من رد على الدعاية المغرضة التي يروجها حكم الولي الفقيه بتحذيراته من عودة حكم الشاه، فقد اجتاز القطار تلك المحطة منذ اربعة عقود ونيف، لن يعود اليها مرة اخرى، ولا يتعين على الشعب الاختيار بين السيئ  والأسوأ، فهناك خيار المستقبل المتمثل بالجمهورية الديمقراطية.

تضمنت الرسائل الموجهة ردا على مركز تفكير الملالي وأيتام الشاه المقبور ـ الذي يحاول الايحاء بغياب البديل الديمقراطي وقيادة الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني ـ حيث اكد المؤتمر عدم امكانية انكار البديل الموجود على أرض الواقع والمتمثل في مقاومة منظمة، وائتلاف ديمقراطي لديه خطة من عشر نقاط، وله حضوره المحلي والاقليمي والدولي.

أكدت رجوي في كلمتها على تاسيس الشعب الإيراني ثورة 1979 لتحقيق الحرية والديمقراطية والاستقلال، ووضع حد للتبعية ودولة الدمى وتحقيق الجمهورية، اشارت لاهتمام مجاهدي خلق منذ ذلك الحين بحقوق القوميات التي اعتاد الشاه على وصفها بالانفصاليين وزاد الملالي من قمعها، ولم تغفل عن الثمن الذي دفعه المجاهدون لوضعهم الحد الفاصل مع نظامي الشاه والملالي وتمسكهم به، رفضهم فرض أي شكل من أشكال الحجاب القسري على نساء البلد، اصرارهم على موقفهم الرافض للجور والدين القسري، اكتشافهم بناء خميني استبداده الديني الوحشي على ارضية استبداد الشاه ولجوء خامنئي فيما بعد إلى فلول الديكتاتورية السابقة لكسب المزيد من الوقت والحياة.

تضمنت رسائل المؤتمر ما يكفي للتاكيد على ما كرسته المقاومة خلال مسيرتها النضالية ـ بما في ذلك الانتفاضة المستمرة حتى سقوط حكم ولاية الفقيه ـ متمثلا بوجود الثورة والبديل الديمقراطي على ارض الواقع، تحديد ملامح المصير بالدماء والمواجهات المباشرة مع النقيض، وليس في وسائل التواصل الاجتماعي.

شدد المؤتمر في احد رسائله على حق شباب ونساء إيران، أعضاء وحدات المقاومة بالحرية، مؤكدا على ارث الانتفاضة الشعبية المستوحاة من نضالات اربعة عقود، وما يزيد عن 120 الف شهيد، علق 30 الفا منهم على اعواد المشانق لاصرارهم على التمسك بموقف مجاهدي خلق.

لم تكن رسائل مؤتمر تورنتو مقتصرة على الملالي وفلول الشاه، فقد وجه بعضها للمجتمع الدولي، حيث طالبت رجوي بمحاكمة دولية لخامنئي، رئيسي، روحاني، ظريف، وكل من تلطخت أيديهم بدماء أبناء إيران، اكدت على اهمية تفكيك حرس خامنئي ومخابراته للسلم والأمن الدوليين، اغلاق سفارات النظام باعتبارها اوكارا للتجسس وتصدير الإرهاب والتطرف علاوة على دورها في دعم قمع الانتفاضة، حثت على ابطال صلاحية جوازات سفر مرتزقة النظام وطرد جميع عملاء ومستخدمي الحرس والمخابرات وفيلق القدس التابع للملالي، الاعتراف بحق الشعب الايراني في الدفاع عن نفسه وإسقاط الفاشية الدينية، كما جددت المطالبة بالتوقف عن تصدير أدوات التجسس ومعدات القمع والرقابة للنظام.

كعادتها، وقفت مريم رجوي، المرأة المثقفة الشجاعة، التي تمثل ائتلافا ديمقراطيا ـ يمتلك خطة واضحة من عشر نقاط، يريد فصل الدين عن الدولة، المساواة بين الجنسين، احترام حقوق القوميات في إيران غير نووية ـ امام مؤتمر تورنتو، لتجيب على الاسئلة الراهنة، من وحي تجربة نضالية تمتد الى اربعين عاما ونيف من المواجهة، تقدم النموذج الديمقراطي لايران  الحرة، وتضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته.