افتتاحية حركة مجاهدي خلق:

إيران... وعود في الفراغ

طهران

اثارت وعود ابراهيم رئيسي الاخيرة بالسيطرة على التضخم، وتقليص قسوة الظروف المعيشية، حالة من السخرية في الشارع الايراني، الذي يأخذ على الرئيس المنصّب بعملية جراحية في نظام الملالي تجاوز سعر صرف الدولار الـ 50 الف تومان بعد عام ونصف العام من توليه الرئاسة.  

لم تكن مناخات مجلس الشورى بعيدة عن حالة التذمر من الوعود الزائفة التي يطلقها رئيسي بين حين وآخر، الامر الذي دفع رئيس المجلس محمد باقر قاليباف الى التدخل للتهدئة بعبارات فضفاضة، شكر خلالها وزير الاقتصاد ومحافظ البنك المركزي.  

جاء في مداخلة لعضو المجلس صباغيان بافقي ان الناس في ايران تحت الضغط “ولا توجد لدينا الاجابة” على تساؤلاتهم، وتطرق النائب  صديف بدري  الى ترديد رئيسي مصطلح “يجب” الذي تدلل سياقاته على الابتعاد عن واقع المجتمع مشيرا الى تقلص موائد الناس، فيما تندر النائب  نوروزي قائلا ان هذا الوضع من التضخم والاضطراب في السوق يحدث من تلقاء نفسه، ولا أحد مسؤول عنه.  

ولم يسلم رئيسي من تعليقات الصحف حيث كتبت صحيفة جمهوري إسلامي  انه “إذا قال رئيسي هذه الكلمات لكي يغطي الفراغ، لا داعي لذلك، ولكن إذا قال بصفته رئيسًا للحكومة ان اتجاه التضخم وسعر العملة في تناقص وفقًا للوقائع القائمة والبرامج الجارية نسأله عن معدل انخفاض التضخم والعملة حسب تقدير الخبراء، وعن موعد الوصول الى الخفض، مؤكدة على اهمية ايراد الأرقام حين يتعلق الامر بالاقتصاد، ومشددة على ضرورة  تغيير الطريق أو السائق أو السيارة للوصول إلى وجهة جديدة.  

الواضح ان الاشارة الى “تغيير الطريق أو السائق أو السيارة” موجهة إلى الولي الفقيه، لأن خامنئي هو الذي نصّب رئيسي رئيسا للبلاد، وهو الذي وصف التنصيب بالحلاوة، واعتبره “خطوة ذات مغزى”  واشار الى امتلاك سفاح مجزرة عام 1988 مبادرات جديدة.  

يعبر فشل حكومة رئيسي في السيطرة على العملة وإدارة الاقتصاد، الذي يعترف به أعضاء مجلس الشورى ويخافون من عواقبه، عن ازمة سياسية، ولا يقتصر على الازمة الاقتصادية، ففي جوهره اعلان فشل مشروع خامنئي، والواضح أن فشل مشروع رئيسي لا يمكن مقارنته بفشل رئاسة أحمدي نجاد أو محمد خاتمي وأي مشروع آخر في نظام ولاية الفقيه، لا سيما ان إبراهيم رئيسي كان آخر ورقة في جعبة خامنئي وعلامة محددة على نهاية نظام ولاية الفقيه.  المهم أن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية عازمين على دفع ثمن لإسقاط هذا النظام المجرم.