د. سامي خاطر يكتب لـ(اليوم الثامن):

ماذا يعني إعلان بيان دعم نضال المرأة الإيرانية عشية الذكرى الأولى لانتفاضة المرأة 2022

طهران

 عاشت المرأة الإيرانية حالة من العبودية الطويلة وبكافة أشكال الاستعباد في الحقب الماضية، وفي حقبة الملالي كانت عملية استعباد المرأة أشد قشوة في عالمنا المعاصر، وعلى الرغم من تكريم الإسلام للمرأة إلا أن الملالي المتسترين بغطاء الدين قد اضطهدوا المرأة الإيرانية والعراقية واللبنانية والسورية واليمنية والأفريقية باسم الدين فمصادرة رأيها وجعلها مجرد كائن تابع وممارسة شتى أشكال الإكراه عليها هو شكل من أشكال العبودية المعاصرة التي لم تحترم خصوصية المرأة وحياءها وتصون كرامتها.

عشية الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة الايرانية، وقعت أكثر من 1000 شخصية نسائية بيانا يحض المجتمع الدولي على الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني في سعيه من أجل الحرية، وخصوصاً النساء، وكان من بين الموقّعات على البيان 50 من الرئيسات السابقات ونائبات الرؤساء ورئيسات الوزراء والوزراء، بالإضافة إلى 175 عضوة في البرلمان ومئات من رئيسات البلديات والبرلمانيات السابقات والناشطات النسوية والأكاديميات والخبيرات والحائزات على جائزة نوبل ورئيسات المنظمات غير الحكومية، والموقعات على البيان من نصف الكرة الغربي والعديد من الدول الأوروبية وأستراليا، ونيوزيلندا، والشرق الأوسط، ويمثلن مجموعة واسعة من وجهات النظر والانتماءات الاجتماعية والسياسية المختلفة، وقد شدد بيانهن على أن النساء والفتيات قد لعبن دوراً رائداً في ثورة 2022 الوطنية في إيران.

وجاء في البيان أنه : من بين 750 شخصاً قتلوا بشكل مأساوي على يد قوات النظام القمعية، كان هناك عدد كبير من الشابات والفتيات، ونتيجة للقمع الوحشي الذي يمارسه النظام فقد ما لا يقل عن 70 طفلاً حياتهم "، هذا وقالت الشخصيات النسائية إن مطلب الشعب الإيراني نساءا ورجالاً الذي تبلور في شعاراته  هو إنهاء الدكتاتورية الدينية وإقامة جمهورية ديموقراطية قائمة على أساس فصل الدين عن السياسة والمساواة الكاملة بين النوعين الاجتماعيين، ويذكر الموقعون كذلك بأن أهمية المرأة الإيرانية في النضال متجذرة بقوة على مدى قرن من مقاومة المرأة الإيرانية ضد شكلين تميزا بالاستبداد وهما: دكتاتوريتي الشاه والملالي، وأشاروا إلى أن المرأة الإيرانية عبَّرت عن أهدافها النهائية في شعارات من قبيل (سواء محجبات أو غير محجبات نحن متجهات نحو الثورة).

ولم يقتصر دعم المؤيدات للبيان على دعم بيان نضال فحسب حيث أوضحت الشخصيات الموقعة على البيان أنهن " يضممن أصواتهن إلى 3600 برلماني في جميع أنحاء العالم و123 من رؤساء الجمهوريات ورؤساء الوزراء السابقين، الذين أعربوا عن دعمهم للسيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وميثاقها المكون من 10 بنود من أجل تأسيس جمهورية حرة وديموقراطية في إيران وتحقيق المساواة بين الجنسين في جميع المجالات، وأبرزها حق المرأة في اختيار ملابسها بحرية". 

وحضّ الموقعون المجتمع الدولي على اتخاذ تدابير عملية " للوقوف إلى جانب الشعب الإيراني ونساء إيران الشجعان" في مسيرتهم الوطنية النضالية، ودعوا الحكومات إلى "إدراج قوات حرس نظام الملالي القمعية الإجرامية على قائمة الإرهاب، واتخاذ خطوات حاسمة لمحاسبة قادة هذا النظام الفاشي على جرائمهم".

وبناءً عليه يعني إعلان بيان دعم نضال المرأة الإيرانية عشية الذكرى الأولى لانتفاضة المرأة 2022 أن الشعب الإيراني مصمم على الإطاحة بنظام الملالي اللاإنساني، وأن القوى الحرة في العالم تقف إلى جانب الشعب ومقاومته الإيرانيين وأنه من الضروري أن تقوم الحكومات بتصحيح سياساتها تجاه النظام الفاشي في إيران، وتؤخذ مصالح الشعب الإيراني واستقرار دول منطقة الشرق الأوسط بعين الاعتبار، وعدم اتباع روايات نظام الملالي الكاذبة التي يروج لها هو وتيار المهادنة بشأن عدم وجود بديل، فمن يقر بهذه الرواية إما أن يكون ساذجا أو متآمراً أو من خارج هذا الكوكب، فكل العالم بما في ذلك النظام الإيراني يعلم بوجود قوة منظمة داخل إيران تقودها وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، وهذه القوة قادرة على قيادة الانتفاضة وتوجيهها نحو إسقاط نظام الملالي وتسير وفق مسارات قيادتها السياسية العليا، وأن الشعب الإيراني يرفض كافة أشكال الدكتاتورية حيث يتوق شوقاً إلى تأسيس نظام ديمقراطي والعيش في مستقبل يكون فيه جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات أمام القانون ولا يمكن لأحد أن يتمتع بامتيازات خاصة على غيره.

أكاديمي وأستاذ جامعي