ولاء عمران تكتب لـ(اليوم الثامن):
الجنوبيون ينتظرهم تحقيق حلم ثلاثة عقود من الصبر والكفاح
منذ سنوات، كتبت مقالة في صحيفة اليوم الثامن تحت عنوان "فاضل عن الحلم خطوة"، يومها كنت في العاصمة عدن، زرت العديد من المحافظات الجنوبية وأبرزها محافظة حضرموت التي زرتها مرة أخرى في منتصف العام الجاري.
ربما كنت على ثقة كبيرة بانتصار هذا الشعب العربي الأصيل في مواقفه وتاريخه وإرثه الضارب في الجذور، الذي طالما كانت مواقفه داعما لوحدة العرب في مواجهة كل المشاريع التي تهدد أمن واستقرار الوطن العربي الكبير.
لعلي أتذكر بدايتي في معرفة دهاليز قضية شعب الجنوب، التي ولدت من حرب الاجتياح العسكري وفتاوى التكفير الشهيرة إلى مسيرة الحراك الجنوبي، وتعرفي على جرحى أعمال القمع الوحشية التي مارسها نظام صنعاء ضد المتظاهرين سلميا في مختلف مدن الجنوب، قبل أن أتعرف عن قرب على هذه القضية الوطنية العادلة باعتراف الإقليم والعالم أجمع.
اقرأ في صحيفة اليوم الثامن - ولاء عمران تكتب: فاضل على الحلم خطوة |
وقد يسأل البعض اليوم، ما هو تعريف قضية شعب الجنوب؟
أولاً هي لا تسمى قضية الجنوب، بل تعريفها قضية شعب الجنوب، تعرض لحرب عدوانية يمنية شارك فيها تنظيم القاعدة بالقتال إلى جانب القوات الحكومية اليمنية الشمالية، واعتبر الجنوبيون تلك الحرب العدوانية بأنها قد قضت تماما على ما يسمى بالوحدة اليمنية نهائيا.
إن الحديث عن المشهد الراهن في الجنوب، وفي ظل الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي "عيدروس الزبيدي" إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العمومية للأمم المتحدة، يحتم علينا التأكيد انها زيارة تحمل العديد من البشائر لشعب الجنوب العربي في تحقيق حلم الـ3 عقود الماضية والمتمثل في استعادة دولة الجنوب العربي كاملة السيادة.
ولكن يبقى الخيار الأهم والأبرز ليس التعويل على الخارج في كل شيء، ولكن يجب أن تكون قويا على الأرض ثم تخاطب العالم للإعتراف بك بلغة القوي صاحب الحق، عندها يمكن نقول أن الحلم قد بات يتحقق.
أما محاولة تقييم الزيارة التي يقوم بها رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي لأول مرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لا شك انها زيارة مهمة يمكن من خلالها إطلاق صناع القرار في واشنطن ونيويورك على مستقبل المنطقة في ظل هيمنة إيرانية على اليمن الشمالي الذي أصبح سلطة أمر واقع للحوثيين.
إن نجاح الجنوبيين في تحقيق حلم استعادة دولتهم يتطلب المضي بسرعة كبيرة في تحقيق أكبر قدر من الإجماع الوطني، خاصة في ظل التدخلات الإقليمية الرامية الى السيطرة على جزء استراتيجي من أرض الجنوب في محاولة لعرقلة جهود الاستقلال الوطني.
لذلك يتطلب من الجنوبيين إعادة فتح قنوات بديلة مع أي طرف إقليمي لديه مواقف قد يراها الجنوبيون اليوم على انها عدائية، فلا شك ان هناك قنوات اتصال قد تبدد الكثير من المخاوف وتحقق تطلعات الشعب كهدف استراتيجي مع التأكيد على المحافظة على المصالح الإقليمية والدولية.
نتمنى ونتطلع الى اليوم المنشود الذي يعلن فيه الجنوبيون عن إقامة دولتهم العربية الفتية القادرة على تحقيق الامن والاستقرار في هذه الأرض من العالم.