مصطفى منيغ يكتب لـ(اليوم الثامن):
إيران قد تفجر أشرس بركان
الاستعدادات على أشدِّها في إيران ، وحالة الطوارئ مكتملة هيأتها للأقصى في جنوب لبنان ، وتزكية البدء معطاة لإسرائيل من لدن الأمريكان ، والحماس المُغذِّي لإرادة المشاركة المباشرة يعم جلَّ اليمن ، وتركيا تستبق بحس الغانم من كل ميدان ، قد تصل العراق محملة بما يحدد وجودها بفرضية المساعدة المبطنة كالعادة بما يكشف حقيقته مرور الزمان ، وبهذا مختصراً الحرب وشيكة الوقوع بدافع إسرائيلي أمريكي ومواجهة التحدي الراغبة بها المقاومة اللبنانية لترسيخ قوتها كمؤهل يمنحها حق الهيمنة الإقليمية على كفة من كفتي الميزان ، القياس المعتمد لتغيير ما ألِفه الماضي بتدخل الغرب السافر في منطقة الشرق العربي كمكان ، لآخر لا ولن يقبل التعددية الفكرية السياسية العقائدية وإنما المنتصر من الأديان ، ممَّا يجعل دولة الفرس تبتعد هذه المرَّة على المناورة والاتكال على أجنحتها بما فيها السورية إلى الولوج المسبوق بالمكثف من الإعلان ، عساها تُصفِّي القديم بالجديد لتُلَوَّح بنجاحها المطلق في امتلاك سلاح الدمار الشامل الموجه للاستعمال عن غير استئذان ، والسبب إسرائيل والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية الثلاثي الفاقدة فيهم الثقة والأمان . ستكون حرباً مقدّسة شيعية لسحق أو انهزام أمام اليهودية المسيحية عبر العديد من الأوطان ، شكل تناساه العصر في ألفيته الثالثة لكن خداع الحرب الإلكترونية لن يحظي بنفس المفعول كالمتوفر في عقيدة تتعالى لدى معتنقيها على كل أوان ، التطور التقني بالنسبة لها لن يؤثر إطلاقاً في عقلية الواهبين أرواحهم فداءا للمرسوم كأنه حقيقة حق الوجود لإطاحة الموجود عن حقيقة حق معاكس المجسد في إسرائيل ومَن يرعاها مِن أعداء الشيعة مهما كانوا وأينما كانوا من بني الإنسان . لا علاقة لغزة بالموضوع لكنها تركيبة استغلها مَن يقدِّر الفرص ويعطيها ما تستحق عليه من إطالة لاستنزاف طرفٍ مقصودٍ بدحره ساعة الصفر حيث تلتقي هزيمة إسرائيل بدَكِّ لما تبقَّى فيها أو منها ما يروي ظمأ الإيراني العطشان ، لإزاحة مَن يراها في المنطقة بمثابة السرطان ، التي لولاها لما كان للمملكة العربية السعودية ومَن يتبعها صولة ولا صولجان ، ولا شنَّت أوربا بأكملها على الدولة الشيعية كل أنواع العدوان .
لبنان أو ما تبقَّى منها بيد الطوائف المتعددة المشارب لا خيار حيالها إلا الاندماج كلية تحت وصاية الشيعة أو الاصطفاف خلف دولٍ غربية تتزعمها فرنسا متربِّصة لاستقبال أفظع المحن ، داخل كماشة من الضغط العالي المؤدي ليكون مآلها بصيغة الماضي مجرد تقرير بلا عنوان ، لقراءة مأساة إنسانية لما جرى في قطاع غزة سيان ، ولن يستطيع أي حل مهما كان ، لأدراك المتلاشي بين توسيع ألآت الإبادة في يد مجرم غضبان ، وانتقاص المتدخلين عن فرارٍ يعقبه لما حَلَّ بتلك الربوع مِن نسيان ، أساسه الخوف من مقصلة المتطاحنين على شبر مِن تربة خالية من بقايا بارود أطلقته فتن ، لحصاد شوك مَن يلمسه قفز بقوة أكثر مِن حصان ، ليهوى في قعر حنين الحنان ، لاسترجاع لو بقي الزمن دون حراك عند صوت فيروز الصادح بأحلى الألحان ، وشجرة الأرز محتفظة بنفس الأفنان ، والحرية ساعة احترام الأغلبية لحقوق الإنسان كرمز وَلَّى برحيل أحاسيس كل فنان ، اقتبس من الجمال ليترجمه زقزقة كروان ، على لُجَيْنِ الوادي المحتضن الأساسي للحياة المزروعة في كلّ صنف وما يميزه في لبنان مِن ألألوان .