ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):
لبنان: عون وسلام ..ماذا عن قادم الايام
رغم توقيع الصهاينة اتفاق بوقف الاعمال العدائية مع لبنان والانسحاب من الاراضي التي احتلتها مؤخرا ,الا ان الصهاينة ورغم مرور اكثر من مائة يوم, الا انهم لايزالون يخترقون الاتفاق, يدمرون المباني السكنية, يستهدفون من يريدون عبر الطيران المسيّر في مختلف بقاع لبنان ,واخيرا وليس اخرا استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت.
رعاة الاتفاق ربما لم يعد يعنيهم الامر,وفي احسن الاحوال يستجدون الصهاينة لوقف الخروقات اليومية التي تجاوز عددها 1600 ,لم يسمح للأهالي بالرجوع الى مدنهم وقراهم فهي شبه مدمرة, أما عن اعادة الاعمار فيبدو ان ذلك ليس صعبا ولكنه شبه مستحيل, فالمطلوب كبرياء المقاومة والمتمثل في نزع اسلحتها,خاصة وان مسالة ادخال الاسلحة عبر سوريا لم تعد ممكنة بتغيير النظام السوري ,والابقاء على بعض المناطق الحدودية تحت سلطة الاحتلال.
السلطة اللبنانية ,لا حول لها ولا قوة, نفذت كل ما تسطيع تنفيذه, أسقطت بند المقاومة في بيانها الوزاري, تبسط سلطتها جنوب الوزاني, تتوسل الوسطاء للضغط على الصهاينة للتوقف عن الخروقات المدمرة والمميتة, الصهاينة يسرحون ويمرحون جوا في سماء لبنان .الحكومة اللبنانية تقول بانها ساعية في تطبيق القرار 1701 بكل حذافيره.
الصهاينة يريدون اتفاقا شبيها بالذي وقّع في 17 ايار مايو 1983,الذي اسقطته يومها القوى الوطنية ,يريدون من لبنان دولة منزوعة السلاح كما كانت ما قبل تكوين الحركات الجهادية بالجنوب ,حيث امكن لها ان وصلت بيروت العام 1982 أي انها استولت على نصف لبنان الجنوب ولم تردعها القرارات الاممية بل المقاومون الشجعان,وكان النصر شبه المؤزر العام 2000 ,مع احتفاظهم بقرى حدودية.
صحيح ان بند المقاومة(المتمثل في حزب الله) قد اسقط من البيان الوزاري, لكن حق مقاومة الاحتلال كفلته كافة النظم والشرائع الدولية وبالتالي فانه من حق الرعايا افرادا وجماعات ان يعملوا على مقاومة الاحتلال في حال تعذر ذلك على الدولة بشكل رسمي نظرا لأنها لا تمتلك جويا قويا بسبب الفيتو الذي وضعته امريكا والدول الغربية على تسليح الجيش اللبناني .
ندرك ان الامدادات عبر سوريا قد توقفت, ولكن يعلم الجميع ان ما بحوزة حزب الله من أسلحة مختلفة ومجندون محترفون كفيل بإنهاك الدولة العبرية, ومن هذا المنطلق يجب ان تنبّه الدولة اللبنانية المجتمع الدولي الى انه في حالة عدم تنفيذ بنود الاتفاق الاخير مع الصهاينة واستمرار الخروقات من قبله ,فإنها لن تقف مكتوفة الايدي وهي تتفرج على استهداف ابنائها وتدمير ممتلكاتهم ,وانها لم تجد بدا من الدعوة الى النفير العام والتعبئة لأجل صد العدوان واسترجاع الاراضي, وان المنطقة ستدخل حالة من الصراع قد لا يمكن التنبؤ به, وستكون وبالا على الجميع.
السلطة في لبنان في وضع حرج, لكنها يجب ان توحد الصفوف والاستفادة من قدرات الحزب عتادا وعديد البشر المدربين ,ان لم تفعل ذلك فلا محالة زائلة فبل انتهاء مدتها وان الانتخابات لن تجرى بل ستنقسم البلاد وتصبح محميات لدول اجنبية.حفظ الله لبنان.