احمد كرامة يكتب:
الإمارات .. ومن يقدر يوفي دينها
الرئيس الشرعي المؤقت هادي هرب من عدن وتركنا حتى بدون سلاح شخصي ندافع به عن ديننا وعرضنا وأرضنا في عدن والمحافظات المجاورة لها , إكتسحتنا قوات الحوثي وعفاش وبأيام قليلة فقط , ولم نستطيع أن نقاوم لافتقارنا ولو 10% مما كنا عليه من قوة وعتاد بحرب صيف 94م .
البعض لاضير لديه فيمن قد يحكمنا أو كيف سيحكمنا , فهو دائما مع المنتصر أجير وعميل ومتزلف ومتملق , ودائما مصالحه الشخصية فوق مصالح وطنه ودينه , والبعض الآخر أخر ما يفكر فيه الحرية والدين , وجل إهتمامه أن يعيش ليأكل ويشرب ويمارس هواياته وملذاته وكفى .
لكن البعض الآخر حر وغيور على دينه وعرضه وأرضه ومستعد أن يقدم حتى رأسه فداء لتلك الثوابت والقيم , ويدرك بأن حرب صيف 94م كانت سياسية بإمتياز , ولكن حرب 2015م كانت طائفية مناطقية وجهوية وهدفها إبادة أهل السنة وإجتثاثهم من على وجه الأرض اليمنية .
لنتذكر تلك اللحظات التي عشناها نحن وليس غيرنا , ولم تمر على تلك الحقبة الزمنية سوى ثلاث سنوات فقط , أكتسحوا جنوب اليمن ووصلوا إلى عدن ونحن كنا في ذهول وحزن وإنهيار معنوي كبير , تخلى عنا القريب قبل البعيد , والبعض لسان حاله يقول اللهم نفسي نفسي , وتجمهرنا أمام شاشات التلفاز لعلا وعسى أن يكون هناك خطب في الموضوع أو تأتينا أخبار أخرى مفرحة .
رفعنا أكفنا إلى السماء نطلب العون والمساعدة من الله وحده فقط , بعد أن هرب رئيسنا وقادتنا العسكريين وزعمائنا وكبرائنا عند أول طلقة رصاص تاركين شعبهم لمصيرهم المجهول , فأستجاب لنا مقلب القلوب وعلام الغيوب , وسخر لنا عاصفة الحزم وكانت أول عاصفة يفرح بها الناس , لأنها عصفت بالمشروع الرافضي المناطقي الحاقد .
تحديدا بعد منتصف الليل أغارت طائرات دول التحالف وتحديدا سلاح الجو الإماراتي على مليشيات الحوثي وعفاش في عدن وجنوب اليمن وقلبت موازين القوى رأسا على عقب لصالحنا , وتحولت مشاعرنا من اليأس والإحباط والحزن , للفرح والسعادة والشجاعة , سنظل مدينين لدول التحالف وخصوصا السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ما حيينا .
ونحن بجنوب اليمن وعدن بالخصوص للإمارات دين كبير جدآ في أعناقنا وصعب جدآ أن نوفيه , لم تتبقى حينذاك سوى مديرية المنصورة ذات الكثافة السكانية العالية والبريقة وجزء من الشيخ عثمان ودار سعد , وكادت أن تسقط عدن وتعلن مليشيات الحوثي وعفاش نصرها الأبدي في جنوب اليمن وندخل في عصر مظلم لا يعلم سوى الله وحده ماكان يخفيه لنا ولديننا وعرضنا وأرضنا .
أما آن لهذا الشعب أن يتذكر تلك الأيام ومن ساعدنا على تجاوزها أم أنه قد نسى ذلك المعروف , أما آن لتلك الأقلام المرتعشة الانتهازية أن تتقي الله فيما تكتبه ضد دولة الإمارات العربية المتحدة التي لم نرى منها إلا كل خير , وغاية تلك الاقلام معروفة سلفا وهي من أجل الابتزاز المالي والسياسي لا أقل ولا أكثر , أما آن لهذا الشعب أن يتعلم من ماضيه مع المستعمر البريطاني الذي عمر ولم يهدم , وعلم ولم يجهل , وعدل ولم يظلم .
نفس تلك الفئة الحاقدة الجاحدة التي كانت حليفة لبريطانيا وغدرت بها , هي نفسها من تغدر اليوم بالإمارات وستغدر غدا بغير الإمارات لأن جيناتها الوراثية لا تعرف سوى الغدر والخيانة , ولأن جيناتها الوراثية جبلت على اللؤم ونكران الجميل والمعروف .
لمن يقول عن الإمارات إحتلال , مانوع وشكل وطعم ذلك الإحتلال , كل مايقال إفتراء وكذب وبعيد عن الواقع والحقيقة , بيد من ميناء عدن , وهاهو ذا الرئيس يعين محافظا لسقطرى ووكلاء ومدراء وبحسب مواصفات علي محسن الأحمر وهل إعترضت أو طردت القوات الإماراتية من عينهم هادي مؤخرا أم رحبت بهم وساعدتهم .
يكفي إساءة لمن أحسن إلينا ومد لنا يد العون والمساعدة , نحن شعب كريم وعظيم والقلة فينا لئام على موائد الكرام , ويجب وضع حد لتلك القلة التي بسببها حرمنا من الخير والعطاء وكان بسببها أن تفشى الشر والجفاء .
سنظل نرفع علم الإمارات وصور شيوخها على روؤسنا قبل صدورنا , فهم من رفع رؤوسنا حتى بلغت عنان السماء , وهم من ردوا إلينا وبمساعدة الشرفاء منا أرضنا التي لولا الله ثم هم ما ردت إلينا ولو بعد ألف عام .
كيف لا نرفعهم على رؤوسنا وهم من ضحوا بفلذات أكبادهم قبل أموالهم لنصرتنا ومساعدتنا , بغض النظر عن مصالحهم الإقليمية والحفاظ على أمنهم القومي , نحن أول من قطف ثمار هذه الحرب في جنوب اليمن أما التحالف فما زال ينتظر إعلان وقف الحرب والشروع بالعملية السياسية وبعدها ستتبين ملامح ذلك الإنتصار .
( لم أكن في يوم من الأيام أنتظر كلمة شكر أو جزاء من أحد على مبادئ أؤمن بها أو ثوابت مستعد بأن أضحي من أجلها ) .