فيصل الصوفي يكتب :

ما ضرهم لو اعترفوا بهذا العفاشي؟!

الشرعية والإخوان المسلمون يتباهون بانتصارات من جنوب الساحل الغربي إلى باب الحديدة، ليست لهم.. ينسبونها إلى كائن خرافي غير موجود، ويسمون الأشياء بغير أسمائها، وكل ذلك كي يهربوا من حقيقة كبيرة تفقأ العين.
تابعوا أخبارهم.. يقول لك: الرئيس يتابع الانتصارات المتسارعة التي يحققها أبطال الجيش الوطني والمقاومة التهامية، في جبهة الساحل الغربي.. الرئيس يشيد بمحافظ الحديدة.. الرئيس يهنئ قيادة الجيش الوطني في محور الساحل الغربي، بالوصول إلى مشارف مدينة الحديدة.. نائب الرئيس يتصل بقائد المحور ويحث ويهني ويشيد بالجيش الوطني.. محافظ الحديدة - الذي في الرياض طبعا- يطلع الرئيس ونائبه على ما قام به الجيش الوطني.. قائد يطلع الرئيس.. أركان حرب يضع النائب أمام التطورات.. وكل وسائل إعلام الشرعية والإخوان المسلمين تذهب المذهب ذاته، وعنهم تنقل قناة العربية.
على من تضحكون يا جماعة؟ على من تكذبون؟ الناس في اليمن وخارج اليمن يدركون أسباب تغير الموقف العسكري في الساحل الغربي ضد المليشيات الإرهابية الحوثية.. الناس يعرفون من هم الذين غيروا الموقف في غضون أسابيع قليلة.. فما ضركم لو اعترفتم أن هذا التغيير أحدثه رجل مخلص ومزود بقدرة على التغيير، اسمه طارق محمد عبد الله صالح، الذي يقود رفاقه حراس الجمهورية في المقاومة الوطنية؟ وبالمناسبة، جميعهم متساوون في ميدان الشرف والمنازلة، وهذه ميزتهم، وهي من خصال تفوقهم.. فقد قرر طارق أن يكون طارقاً دون رتبة العميد.. ترك الرتبة العسكرية، وقال لن أرفعها على كتفي إلا عندما نحرر صنعاء من المليشيا الإرهابية الحوثية، فتجاوب معه رفاقه وخلعوا رتبهم، وقالوا: ليس قبل بلوغ صنعاء.

يا شرعية، ويا إخوان، ما ضركم لو اعترفتم أن الذي يحدث ضد المليشيات الحوثية في الساحل الغربي، يحدث بفضل حنكة وبسالة وإخلاص هذا العفاشي ورفاقه في المقاومة الوطنية؟ ما ضركم لو أسميتم الأشياء بأسمائها وقلتم: المقاومة الوطنية.. المقاومة الوطنية بقيادة طارق محمد عبد الله صالح؟ ما ضركم لو نسبتم الفعل لفاعله الحقيقي، بدلا من نسبة كسر المليشيا الحوثية الإرهابية في الساحل الغربي إلى كائن خرافي اسمه الجيش الوطني؟ فهذا لا علاقة له بالمقاومتين الجنوبية والتهامية اللتين تشاركان المقاومة الوطنية في التضحية والنصر على العصابة الحوثية.

جيشكم المسمى بالوطني له خمسون شهرا في شمال غرب الحديدة وبالكاد وصل ميدي بكلفة بشرية يمنية كبيرة، وبكلفة مالية وعسكرية مهولة دفعها السعوديون والإماراتيون.. سبعون ألفا من الجيش الوطني لهم أربعون شهرا في نهم شمال شرق صنعاء، فما فعل؟ لا شيء، وعاد الرئيس هادي ونائبه والإخوان المسلمون يفشرون كأنهم في فتح الفتوح، وما رأينا شيئا من عمورية المتنبي: سبعون ألفا كآساد الشرى نضجت.. جلودهم قبل نضج التين والعنب!
بينما هذا العفاشي، وألوف قليلة من رفاقه، كنسوا مقاتلي العصابة الحوثية كنساً، بداية من معسكر خالد وطريق طريق.. وهم الآن عند أبواب الحديدة.. كل ذلك خلال أسابيع معدودة، وليس لهم مساند سوى دولة واحدة هي الإمارات العربية المتحدة، ولكن لديهم قضية وطنية كبيرة نبيلة ونزيهة.. لقد جعلوا رئيس العصابة عبد الملك الحوثي يقر أن مليشياته تخسأ وتبلس وتدحر من الساحل الغربي، وهذا الإقرار غير المسبوق وغير المعتاد منه مقدمة لاعتراف بهزيمة نهائية في قادم الأيام.