هدى العطاس تكتب:
الجنوبيون ومفاوضات السلام اليمنية
بعيدا عن صحف ومواقع التخدير الجنوبية..
وحسب مصادر عليمة فأن لقاء جنيف التشاوري القادم وصف بالطاولة الأولى في مسار المشاورات التي وضعها المندوب الأممي غريفيت، ستقتصر هذه الطاولة على اطراف الصراع الاساسيين (الحوثيون، الشرعية) وفي هذه الحالة ليس للجنوب ولا لقضيته مكان في هذه الطاولة واذا شاركت شخصيات جنوبية فسيشاركون بصفاتهم الشخصية وبأعتبارهم طرف محسوب على الشرعية.
السؤال الذي لابد من مواجهته - وهو سؤال سبق وسألته في أحد اللقاءات الدولية عن اليمن قبل ايام، وذكر اثناء النقاش موضوع المسار السياسي وأن مداولات المندوب الاممي تشير إلى تحديد طاولة أولى واقتصارها على اطراف الصراع فقط.
كان سؤالي: من هم اطراف الصراع؟ وكانت الاجابة (الحوثيون والشرعية) ومن البديهي أن الشرعية مكونة من الاحزاب اليمنية وعلى رأسهم بل وأهمهم حزب الاصلاح الذي اصبح هو الشرعية ذاتها، زائدا جماعة الرئيس عبد ربه منصور هادي، فأن سؤالي الرديف كان: والجنوبيون إلا يقاتلون في صفوف الشرعية ومحسوبين عليها؟
ولكن لم يأت جواب...
وأن لم يتغير الأمر حسب ما جاء في اخبار (المصادر العليمة) عن مشاورات جنيف فأن الواقع الذي يجب مواجهته والذي يحمل المجلس الانتقالي الجزء الاكبر من نتائجه: أن المجتمع الدولي لا يعتبر الجنوبيين طرفا اصيلا مستقلا في الصراع الدائر، رغم مايقدمه الجنوب من عتاد بشري قتالي، ورغم أنه فاتح اراضيه منصة لهذا الصراع، وربما بسبب هذا العتاد غير المشروط والمنصة السايبة تحت تصرف التحالف. فأن المجتمع الدولي بما فيهم التحالف ذاته يعتبرهم تابعين وأداة، وفي احسن الاحوال مثلهم مثل احدى الدول الهامشية الداخلة ضمن التحالف ولا تملك قرارا فيه كالسودان و مصر و المغرب و الاردن و البحرين.. الخ مع فرق هامش السيادة لهذه البلدان وأنها داخلة بأعتبارها دول، بينما الجنوبيين مجرد جماعات في نظر الآخرين تحولت إلى ادوات.
ولأن الشعار المرفوع سوى ضمنا أو فعلا الذي ضر صورة الجنوبيين وقضيتهم اكثر مما خدمها، هو شعار: ( أننا مع التحالف سندافع عنه ونقاتل من أجله)
يا #مجلس_انتقالي ماذا لو كان الشعار والفعل متوائمين كالتالي: ( سندافع عن أرضنا ونحن مع التحالف وفقا لما يخدم قضيتنا ولسنا معه إذا اختلت هذه المعادلة)