نجيب غلاب يكتب:
انتهازية "الإخوان" حولت ربيع العرب إلی حروب مستدامة
مشكلة الأحزاب الاسلاموية المتشددة أنها لا تريد أن تفهم واقعها ولا نفسها ولا الاعتراض الشعبي الذي يتعاظم يوميا نتيجة أخطائها المتراكمة.
تحاول أن تحجب عقلها بالتفسيرات الغبية والحمقاء وعبر اتهام كل من يرفضها بالخيانة وهي تمارس الخطيئة مع سبق الإصرار والترصد وتبرر لنفسها بلا حياء.
والذهنية التي تتشكل في الأيديولوجيا الاخوانية بتحولاتها أن التنظيم هو الوطن وترتبط هوية الفرد المركبة كخلاصة في الولاء للتنظيم.
الولاء يتدرج فالخبرة تحكم طبيعة الولاء ويتدرج من المصلحة الأنانية إلى الطاعة العمياء من أجل عقائد التنظيم وفي كل الحالات الولاء للتنظيم أم العقائد كلها.
كما أن التنظيمات الاسلاموية المتشددة وعبر تاريخها لم تصنع غير الفتن والحروب الأهلية في كل بلد تتمكن من ان تتنفس فيه. حتى اذا اشتغلت الديمقراطية يخربوها اذا فشلوا ويحولونها الى فوضى ومجال لانتاج نزاع، وجعلوا من التحول الديمقراطي مدخلا للتثوير ليفقد معناه ووظيفته.
والتأسيس للعنف وإنتاج حروب اهلية داخل الدول كان يحتاج للتحريض المتبادل في ما اطلق عليه الربيع العربي.
وكانت السلمية اشبه بالتأسيس لتحريض شامل ومفاصلة نفسية داخل المجتمعات وحروب كلامية تجاوزت اي معايير اخلاقية وتحريش وتهديد بالعنف.
فقد خرج الشباب من اجل الإصلاحات ومواجهة الفساد واعادة الاعتبار للقانون وتفكيك شبكات التحالفات التي عرقلت التنمية واسهمت في اتساع دائرة الفقر.
وسعى الاخوان لتكون ثورات تأسيسية مضادة لما سبقها لبناء مشروعهم واقصاء الاخرين فانهارت دول ونجت اخرى بفعل قوة مؤسساتها ونضج الكتل الناظمة للمصالح.
ومن تجربة ٩٠٪ من الاخبار التي كانت تتصدر الصحف والفيسبوك وقناة الجزيرة فيما يخص احتجاجات المطالبة باسقاط النظام كانت محض اشاعات او وقائع مبالغا فيها او مزايدات.
وتزييف الوعي والتزوير لا ينتج غير فوضى شاملة وتطرف مضاد وعمليات هدم ممنهجة.
ولا أدري كيف دعاه كما يقولون ويتعبدون الله بالإشاعة؟
وذهنية الربيع التي تشكلت كأيديولوجية عمل وأدوات وأساليب في الغرب وتم إقناع المعارضة بها وتبناها الاخوان لتمرير اهدافهم ترتكز علی الاتي:
- تشويه كل شيء له علاقة بالنظام
- التركيز على القيادات المفصلية وتدمير صورة الخصوم
- السلمية وعنف محدود
- الضحايا واستغلال الدم
-شلْ الحياة العامة
-الضغط الغربي
وربط الاخوان ربيع العرب بدولة هامشية كقطر ودولة قوية كتركيا وفي الحالتين حولوا الربيع الى ارجوز صارخ في قطر يمتلك صوتا عاليا ومالا بلا تأثير منتج لفعل واقعي ملموس واصبح مع تركيا لا وطني ومثير للتنافس الإقليمي ورفض عربي كاسح.
ولقد قتل الاخوان ربيع التغيير بجشع الانتهازي الاحمق الجائع.
وفي الربيع الاخواني الذي تم تسويقه قطريا ومعهم امريكا الأوبامية بكل ضغوطها والناتو وخيارات وطنية مستجيبة اعتقدت ان الامور طبيعية وقوى مخلصة للتغيير ودفعت بهم الى الواجهة ورغم التمكن انتجوا تجارب فاشلة وسقطوا بحراك شعبي وبلا جهود معتبرة وأصبحوا اليوم ظاهرة صوتية.
ومحصلة ربيع الاخوان وملحقاتهم:
- فشل التغيير
- مصر كادت ان تسقط بحرب اهلية قاتلة لوجودها
- خراب في ليبيا وسوريا واليمن
- خسر الاقتصاد العربي مئات المليارات من الدولارات
- تعاظم سطوة الغرب وروسيا
-أرباح تركية وإيرانية
- هز النفسية العربية وتهيئتها للارهاب
- فشل التحول الديمقراطي
ومثلا في اليمن كان الربيع ضعيفا ولا يمتلك القوة الكافية لاسقاط النظام ومن اسقط النظام الخارج بينما فاعلية الداخل٢٠٪.
صحيح ان الحوثية كانت شريكا في الربيع الا انها تمكنت لاحقا بعد تفكيك أجهزة الدولة من تصفيتهم بالعنف بين ليلة وضحاها.
والدول في منطقتنا تقتلها قوى الفوضى ومن يساعدهم الغرب.
ففي اليمن سعى الاقليم والعالم وبكل جهوده لانقاذ التغيير وبناء تسويات وتوافق ملائم للتجربة اليمنية فأتى الهدم من داخل الربيع لا من الخارج وشكلت الحوثية رأس الحربة ومعها تحالفات داخلية وخارجية ملعونة.
واليوم العالم يقود معركة انقاذ الدولة وعملية الهدم مستمرة لأسباب داخلية لا خارجية.
وكل تنظيم عابر للحدود لا ينتج تغييرا ولا يحقق إصلاحات وانما يدير فوضى في كل بلد وسيطرة انانية وبلا مشروع وطني.
ويظل التنظيم الفرع مرتبطا بمخططات المركز المهيمن وحاجاته ومتطلبات الأيديولوجيا.
ولا فرق بين الخمينية والاخوان وما دخلوا بلاد ولهم سطوة فيها الا خربوها.. واقع معيش نراه يوميا.
واعتمدت الخمينية والاخوانية في اجهزتها الإعلامية على مجالين أساسيين الإشاعات بكافة اشكالها والدعايات السوداء ضد كل من يرفض مشاريعهم وتسويق انفسهم بما ليس فيهم.
وكثافة اعلامية مترسنة بالدجل والتزوير وتهيئة ذهنية اتباعهم للحروب المستدامة.
ولذلك لن ينتجوا غير الفتن وتحصيل الغنائم والفوضى.
والسؤال المهم:
هل بالامكان ان تحدث مراجعات جذرية بعد الواقع المأساوي الذي نتج عن صراعات الاحزاب الاسلاموية والعابرة للحدود وأساليبهم الدعائية بنزعة فاشية وبأساليب الدعاية النازية؟
اعتقد طالما أرباح التنظيمات لا تتأثر وشبكاتهم شغالة وهناك دول مركزية تمول فان موجات الفوضى لن تتوقف.
كما أن حالة الاحباط واليأس لدى قطاعات كثيرة من الاخوان في الدول والمهجر الغربي والتركي حولتهم الى اداة وظيفتها الانتقام من الجميع.
حالة مرضية تجتاحهم مع حقد ضد الشعوب ودولهم وجزء منهم سيغرق في انتهازية انانية وسيستغل بعضهم التنظيم وشبكاته في صراعات نفعية ودفع الحمقى الى هاوية الارهاب.
ويدير التنظيم الدولي للاخوان وشبكاته حروبا اعلامية محمومة وتشتغل في كل اتجاه وتوظف كل ما يمكن توظيفه بما في ذلك العنف لتجاوز الفشل المريع للربيع بعد ان افشلوه بجشعهم ومخططاتهم العوجاء وارتباطاتهم اللاوطنية.
واصبحوا اقرب الى كتلة حاقدة منتقمة ولا تبالي حتى لو احترقت المنطقة وشعوبها.