نجيب غلاب يكتب:
خلود "صالح" الابدي و أوهام السلام مع الحوثي
يعد يوم استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح ال ٤ من ديسمبر ، أعظم أيامه .
فقد انتقل "صالح " في هذا اليوم من السياسة وصراعاتها الى خلود المعنى ورمزية التضحية بجلالها المنتج للحياة.
قتلته الحوثية فانبعث بالمجد ونسج ذاكرة لا تنسى يتمناها كل قائد سياسي حر.
تخلق بالتحدي وعزة المواجهة ورمزيته تجذرت في عروق التاريخ وستبلغ ذروتها على انقاض قاتليه.
ومن يعتقد ان اليمن سيحقق امن وسلام واستقرار ومليشيا الحوثية قائمة وكهنوتها متحرك كتنظيم فانه يصنع اوهام ويخدع نفسه.
هناك أوهام في اليمن وابرزها البحث عن سلام في طاولة مشاورات ومفاوضات مع مشروع كهنوتي يعتقد بالمطلق ان ولايته هي الدين وان اليمن ملكية خاصة بالسيد العلم وعرقيته وان بقية المواطنيين زنابيل كرامة الفرد منهم قبول عبوديته للولاية ومجد حريته ان يطلب رضى الله عبر الخنوع لعرق يدعي الاصطفاء.
وهذه نصيحة لكل الاحرار ولكل مواطن يمني، الحوثية تراهن على حروب لا تنتهي ولا يهمها شيء حتى لو قتل الشعب كله فمشروعها يقوم على اقامة ولايتها حتى ولو على قرية وان الحرب فرض عين ودائمة الى يوم القيامة فإما الولاية او الخراب الشامل.
إن الحوثية مشروع مدمر وتجريمه وتجفيف منابعه طريقنا الوحيد للنجاة.
زالحوثية بطبيعتها وتركيبتها ووظيفتها وضعت اليمنيين بين خيار الخراب المستدام او المواجهة الحاسمة والنجاة.
واي حل خارج سياق تفكيك الحوثية كمليشيا وكهنوت فهو بمثابة سموم قاتلة.
لا خيار امام اطراف الحركة الوطنية المنظمة والتكوينات الشعبية ومختلف الفئات اليمنية غير طريق وحيد لانقاذ اليمن ان يكونوا صفا واحدا من اجل انقاذ بلادهم.
ونقول لهم توحدوا جميعا من اجل هدف مركزي هو استعادة الجمهورية واسقاط سلطة السطو والسيطرة الحوثية.
فمشروع الحوثية بكافة تفاصيله لا يمكنه العيش ولا التنفس الا بالانقسامات الاجتماعية والتشظي اليمني والحروب الأهلية المستدامة وخراب التعايش الوطني .
ولذا كل ما زاد شتات وفرقة الحركة الوطنية طال عمر تنظيمها اما مشروعها فقد سقط ولم يبق الا مواراته ورميه الى مزبلة التاريخ.
وسعت الحوثية للاستيلاء على دولة اليمنيين بقضها وقضيضها وتأسيس ولاية حوثية قائمة على عقيدة كهنوتية عنصرية (حكم السيد العلم).
ولا شك ان مآلات سطوها ستقود الى جمهورية جديدة جمهورية الناس ويمن اتحادي اصبح الاتجاه الوحيد والإجباري.
وعلينا ان ندرك أن الحوثية فيروس يتآكل وسيجعل مناعة الجمهورية أرسخ من جبال اليمن.
و ستستمر الحوثية في تخريب بلادنا ولن تتوقف طالما استمر انقسامكم .
والحوثية تعادي ما ينفع اليمن وترى اي تطور في اي مجال من مجالات الحياة يجعل الشعب اقوى امام عصبيتها المغلقة.
كما انها تكره ان يكون اليمني مالك لإرادته لان ذلك يعني نفي كهنوتها الذي يستعبد المواطن في صندوق ولاية عنصرية.
وتكره في الوقت ذاته الحرية وتراها كفر لانها تجعل الفرد مستقلا وتنفي ولايتها من جذورها
ولإحداث تغييرات كبرى في معركتنا نحتاج ثلاثة منطلقات أساسية ليتم حسم المواجهة مع الحوثية:
- تناسي الماضي القريب بكافة صراعاته وتناقضاته ونزاعاته
- العودة الى ثورة ( ٢٦سبتمبر) كمرحلة تأسيسية والالتحام بالوعي المجيد ل ثورة ( ١٤ اكتوبر) و منجز ( ٢٢ مايو).
- بناء اجماع ملحمي جديدة مركزه الاصطفاف من اجل الجمهورية
وبمجرد ان يتمكن اليمنيون من طي صفحة الحوثية ستبدأ مرحلة بناء الدولة والمصالحات الوطنية والاجتماعية وسندخل حقبة سلام طويلة تركز على التنمية وبناء شراكة نافعة للشعب مع دول الجوار والعالم.
ولذلك فان طي صفحة الحوثية المقدمة الاولى لأي تغيير لاستعادة الناس لامنهم واستقرارهم والاتجاه الى المستقبل.
فكل يوم يمر تكتشف الحوثية صلابة القوى الاجتماعية والسياسية وموجات شعبية لا تقبل المساومة ولا التنازل عن مشروع جمهوريتهم النابذ والرافض للولاية باي شكل تجلت او تمظهرت.
لذا تبذل الحوثية جهود بالدجل والتزييف والتزوير لإخفاء قبح ولايتها و اين ما تجهت ستهزم ان قبلت بالمرجعيات او رفضتها.
وسيحتفل ابناء اليمن جميعهم على صعيد واحد في كل ارجاء الوطني يوم ان يتم انهاء سطوة الحوثية وتحطيم سيطرتها.
المسألة مسألة وقت وستنهار الحوثية هي هشة وضعيفة صحيح انها دموية وقاتلة وهذا ما يطيل عمرها اما الاهم فان تغولها في الجريمة سيقودها الى سقوط مريع
براكين الغضب تغلي وستنفجر حتما.