إلى نائب وزير الداخلية..

أين السادة الوكلاء من معاناة الناس؟

ما أكثر السادة الوكلاء حين تعدهم ولكن تفتش عنهم فلا تجدهم فهم يذكرونني بأبين فحينما تعدد فيها تعيين الوكلاء وكثر دب التكاسل والتخاذل والنتيجة سقطت المحافظة في الهاوية وحالها غير خاف على أحد .
فما الجدوى من اسماء تملأ كشوفات ودرجات تذهب هبات لهذا وذاك والنتيجة شاهدة عيان ولا تحتاج منا لبيان .

ان ما كتبنا ونكتب اليوم ليس من باب الاثارة الاعلامية بل إننا نعده من باب توصيل الرسالة الانسانية لتلك الاصوات المكبوتة والانات المكنونة والآهات المخنوقة والدمعات الحرى التي تغلي كغليان القدر على النار لمرضى بأمراض مزمنة أو جلطات وما اكثر ما تصادفهم على هذه الشاكلة فضلاً عن جرحى أو عجزة .

اما اهالي الشهداء فحدث ولا حرج عن معاناتهم والمبالغة في جعجعتهم وجعجعة الايتام الذين بذل والدهم روحة ليأتي من بعده وتحديداً من الفئة المكلفة بلجنة الصرف للمعاشات ليذل فلذة كبده ويتعامل معهم وكأنهم شقاة عنده او يصرف عليهم من جيبه .

نعم مؤسف ان تكون هذه اخلاقيات يتعامل بها من اوكل امانة تسليم المعاشات لهذه الفئات المسحوقة والمطحونة التي كانت اكثر مصداقية وتضحية من ذاك الذي يجلس اليوم على كرسيه يأمر وينهي يبتسم في وجه من يعرف ويقلب وجهاًً عبوساً في وجه من لا يعرف حتى يتمنى مراجعه لو ان الارض ابتلعته قبل ان تسوقه المقادير اليه.

ولك ان تتخيل شعور ذاك الشخص المقهور والمغلوب على امره وهو يستجدي معاشه او معاش ولده من شخص يجلس بكل اريحية ليس لوجه الله ولكن بحساب والثمن المضمون ثم يتفنن في العرقله والتعذيب فقد احضر والد شهيد كل الوثائق والمستلزمات عدا الوكالة التي قدم صورتها وعليها توجيه من احد الوكلاء وبموجبها كان قد استلم معاش الشهر الماضي وقدر انه لم يحضر الاصل بل البطائق وشهادة الوفاة الاصل و.. الا ان الاخ رفض تسليمه معاش ولده الذي يعول ايتامه لكن للأسف كان اسلوبه متحجراً جداً .
حاول معه مرات ومرات واكد انه يأتي من مكان بعيد ومواصلاته ثلاثة الاف ريال لكن من دون جدوى.
واقترح عليه الذهاب للوكيل وهو يعلم يقيناً انه غير موجود في ذاك التوقيت ولولا رحمة الله به لما توجه للوزارة وتحديداً للد. خالد العكيمي الذي وجه له مشكوراً وخفف عنه مشقة وعناء الذهاب والاياب.

الجدير ان د. خالد العكيمي من اكثر السادة المعنيين مرابطة بالوزارة وإن كنا نأخذ عليه تردد بعض المراجعين عليه لمرات كثيرة من دون حسم لمشكلتهم سوى غرس الامل في نفوسهم وانها مسألة وقت وسيكون كل شيء على مايرام.

ونحن نأمل أن تعرف تلك الوعود التي يقدمها الدكتور العكيمي طريقها للنور ولا تكون مجرد مسكنات فقط يفيق المراجع بعدها على نعيق غراب رغم انها تعد افضل بكثير من كسر النفس وبتر الامل الصادم لكل ذي حق . سيما وان المدير من النوع الذي لا يتذمر ولا يتضجر مهما بلغت درجة الضغوطات عليه وهذه خصلة حميدة فيه .

لكن وضع المعالجات العاجلة ضرورة ملحة عليهم فمفعول المسكنات مؤكد انه لن يدوم.

ونذكر دوماً وابداً أن من كان في عون العبد كان الله في عونه ومن يسر يسر الله له ومن عسر عسر الله عليه.

نأمل ان يظل الدكتور على بساطته وتواضعه وان لا تغيره الايام ومثله زميله انيس العاطفي الذي يبذل جهده بكل جد وإخلاص .

وأذكركم بحديث شريف ان الله يعذب من يعذبون الناس في الدنيا فأيهما بالله عليكم خير شهيد مستضعف ام موكل بصرف ومتعنت وأيهما أوجب منا للتقدير .

طبعاً هذا لمن وجد معاشه اما من يأتي على امل ثم يتلاشى ذاك الامل بإن لا وجود لرقم ولا اسم او معاش فالطامة كبرى وهذا ما حدث مع أم انزوت واجهشت بالبكاء قائلة اما كفاني عجزي وفقدي لولدي الذي خلف لي ايتاماً واليوم هذا يصدني عن الدخول وذاك ينهرني وذاك لا يحتمل سماعي ايش اعمل بطاقة ولدي العسكرية بيدي وتأكيد استشهادة بالمقاومة وايش عاد اصلح فين اروح وما عندي امكانية للمواصلات والتنقلات ...

وفي اوج المها ودمعها الذي انهمر بغزارة رغماً عنها فخنق انفاسها والجمها عن الكلام فصار وحده معبراً عن حالها جاء اليها احدهم ويدعى رعد فخفف عنها ووعدها خيراً فطابت نفسها وعادت لبيتها على ذاك الامل القريب.

وترى كم من المجلوطين تشفق عليهم بالكاد يجرون اقدامهم لا يدرون اين يتجهون تغلق في وجوههم الابواب ويعانون من السقوط او من اللجان التي اعتمدت لتمارس دور الآمر والناهي ولجان تعتمد ولا تصل فذهاب واياب واغلاق للابواب والأسباب .

ولا عجب من تلك اللامبالة المقيتة بحق المراجعين سيما وانت تنظر الى لجان النصر وهي تمارس عملها في اماكن تتكدس فيها اكوام القمامة بشكل مقرف للغاية وكأنهم يعملون في زرائب حيوانية وليست مرافق حكومية وأعجب منهم تلك الحراسات التي تنام على الأوساخ والقذارت فهل يعجز هؤلاء عن المشاركة في تخصيص مبلغ زهيد من نثرياتهم او حوافزهم لعامل تنظيف وإن كان الأمر كذلك فكثر هم الشباب الذين سيتطوعون للقيام بالمهمة إن دعوهم لذلك.

ليتهم يعلمون ان اماكن عملهم ومستوى ترتيبها هي واجهتهم وهي من يعطي انطباعاً عن اداء وزارة وليست فقط ادارة.

ما رأي المعنيين وهل كثير على الوكلاء المداومة ولو بالتناوب في اماكن تواجد لجان الصرف لتذليل العقبات واعطاء التوجيهات المناسبة التي تريح المراجع وتهدئ من روعه .

ام ان دور كل من ولي مسؤولية من نواب او وكلاء فقط الزيارة كتحصيل حاصل ولدقائق معدودة للتباهي بمواكبهم ودرجات تفحيط سائقيهم التي تثير استفزاز العامة حيث تبدو وهي تهم بالمسير وكأنها توشك ان تطير وربنا يلطف بالمارة .

فضلاً عن استعراض مرافقيهم دونما مراعاة لذاك الكم الهائل من البشر الذي يحشر بطقم واحد لتكون الخسارة فادحة ان حدث لهم لا قدر الله حادث أو ألمت بهم والعياذ بالله ملمة .

ونؤكد ايضاً للسادة الوكلاء ان وجهوا اللجان بالرفق فإن كانت المصداقية ضرورة والتحري واجب فإن الرحمة مطلوبة .

ومؤكد ان لكم ايها المعنيون طريقتكم في معرفة الاسلوب الذي تتبعه هذه اللجنة او تلك وطريقة تعاملها ان كانت انسانية او متجردة منها شاكرين للوكيل عبد الناصر عثمان تجاوبه مع قضايا المنتسبين آملين منه مضاعفة جهوده .

هذا غيض من فيض سكبناه عله يجد الأذن الصاغية ويوليه المعنيون اهتمامهم.

وإنا إن كنا نثمن جهود الاستاذ لخشع نائب الوزير الذي نزل للمواقع اكثر من مرة كما تردد ورأى بأم عينه حالات العباد في زياراته التي وسمت بالخاطفة إلا انها قد لخصت له الواقع بكل مصداقية.

وكم وددنا لو وجه الوكلاء بترتيب وضعهم وتداول مهامهم بين الوزارة ومواقع الصرف والاماكن التي تقتضي تواجدهم طوال ساعات الدوام وليس لساعة اوساعتين في احسن الاحوال وذلك لتذليل العقبات التي قد تعترض سير العمل بالصورة المثلى .

في الاخير كل كلمات الشكر والثناء تعجز عن الوفاء لكل من اتقى الله وأدى واجبه بالصورة المثلى ولا تنسوا الصلاة والتسليم على سيدكم المصطفى الذي تبتغون الشرب من حوضه عليه افضل الصلاة وازكى التسليم

عفاف سالم