عبدالباري الكلدي يكتب لـ(اليوم الثامن):
متى يكون قيادات الجنوب أوراق رابحه
لقد فرحنا فرحا ًشديداً عند ما عُين القياديان عيدروس الزبيدي وشلال شائع في قيادة محافظة عدن وإدارة امنها بعد حرب 2015 هللنا وكبرنا حينها أن ذلك نصراً عظيم لقضيتنا وشعبنا
كنت واحداً من الذين قطعوا المسافات الطويله لأجل السلام والتحية لهما في الرياض على ذلك التعيين وكنت مدركا ً تماماً حينها أن الشرعية لها أساليب استخدام قيادات الجنوب أوراق لكسب شعب الجنوب وستتخلص منهما في كل مراحل الأحداث وتبقي المناصب فقط شكلية تحرق معها أصحابها التي لم تمنح لهم أي صلاحيات
ناقشت مع القياديان الابطال أن هذا التعيين مجرد استغلال دورهم في المقاومة وكسب شعب الجنوب وتخدير عواطف الثوار وحماسهم من تحقيق الاستقلال الذي يناضلون من أجله منذ عشرات السنين
تحدثنا أنه يجب العمل بنفس الأسلوب مع الشرعية واستغلال وجودنا فيها والدعم من خلف الكواليس لحركة ثورية في الساحة للتصعيد ورفع سقف المطالب الشعبية والضغط لأجل توفير الخدمات والبناء والتعمير
بدأت الشرعية اللعب في أوراق التغيير والتعيين واستخدام قيادات أخرى بعد أن امتصت حماس الثوار والقاده الشجعان في الجبهات وزرع التشكيل في نزاهة من منحتهم المناصب القيادية الوهمية
صحيح أنه لم يستغل وجود قيادات الجنوب في الشرعية في تلك الفترة لدعم أي حركة ثورية تفرض قرارها في الساحة ولكن تدارك الوضع الأخوه وعملوا على الإعلان عن المجلس الانتقالي وهو قرار شجاع وموقف أربك خطط الشرعية وأوراقها
لا زالت الشرعية إلى هذه اللحظة تستخدم أساليب التخدير واللعب في أوراق التغيير والتعبين مع أن المجلس الانتقالي تفوق عسكرياً ويصعب على الشرعية النيل منه بسهوله ولكنها تضرب وحدة الصف الجنوبي بطرق كان يجب على المجلس الانتقالي الحذر منها ووضع الدفاعات لحماية مشروعه الوطني من خلال أبعاد من يشوهون صورة المجلس بالتحريض والتخوين وقد طالنا ذلك نحن حيث بلغنأ من يشكك في انتمائنا الوطني والذي كنا منذ قبل انطلاق الحراك الجنوبي ونحن نعد لتأسيس حامل سياسي للقضية الجنوبية ونعمل على إظهارها ، بدأنا في 2004 بالتجمع تاج ومنها جمعيات ودعم فعاليات والتحريض لرفض الاحتلال بالجنوب ومنها دعم المقاومة والمعسكرات وكنا مواكبين لكل الأحداث وفي الصورة عندما كان الكثير يخشون على انفسهم ومناصبهم ومصالحهم وربما البعض ممن يرفع بنا للأمن القومي والسفارات
لا يهم إن يطالنا التخوين والانتقاص منا لأننا ليس بحاجة إلى مصالح شخصية أو مناصب بقدر ما يهمنا استعادة وطن وهوية ولا زلنا نعطي ونقدم لأجل تحقيق هذا الهدف ولم نأخذ من أحد مقابل أي جهد
أنوه في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة ومع اللعب في التغيير والتعيين المستمر للشرعية والذي نرى أن الكثير قد أنقسم إلى قسمين تفاعل معه الجانب المناطقي بكشل محزن ومؤسف جداً وهو ما يقسم ظهر البعير إذا لم يتدارك ويعالج سريعًا
أنا فرحاً بالتعيين وخاصة عندما يكون قياديان مثل المناضلين الغريب وطماح ولكني أحزن وغضب عندما يكون مثل سابقتها أدوار تستخدم وما أقوله لكل الأخوة رفاق النضال في المجلس الانتقالي وفي الشرعية
أن التاريخ لا يرحم وكما فرحنا بتعيين القياديان عيدروس وشلال وسعينا في النصح لهما أننا نسعى جاهدين لنوصل إليكم هذه الرسالة جميعاً عيدروس وشلال والغريب وطماح
أن التعيينات ما هي إلا أساليب استخدام أوراق لتنفيذ مصالح آخرين على حساب الجنوب وقضيته ودماء أبناءه أدركوا المرحلة واستغلوا الفرص
فما الذي أوصلنا إلى تصنيف عيدروس وشلال بقيادة الضالع ومن أوصلنا إلى استقبال الغريب وطماح بقيادة يافع وكلاهما قيادات جنوبية وزملاء نضال وكفاح
أن وجودكم اليوم في هذه المناصب القيادية فرصة ذهبية لوحدة الصف وتدارك الأحداث والتطورات والتي قد تفوت عليكم غداً عندما يأتي لأعبين آخرين فلا المناصب تدوم ولا الفرص تعوض
تذكروا الاحتلال والطغيان والإستبداد والاهانه التي أسلبت حريتكم وطمست هويتكم وشرد أشرافكم وسجن أحراركم وقتل أبراكم ، وقد صبرتم أكثر من عشرون عاماً في نضال وكفاح وصمود جنبا ً إلى جنب في كل ساحات الشرف إيماناً منكم بأن ليل الظلم مهما طال لا بد أن ينقشع، وأن الطاغوت مهما أستبد لا بد أن ينخلع، وقد تحقق كل ذلك أمام اعينكم وشاهدتم كيف ُقُتل عدو ثورتكم وعدو الجنوب وعصابته
اجعلوا من ذلك انتصارا ً لثورتكم وانتصاراً على كل الخلافات والتبايانات وعدم السماح لدخول طاغوت آخر بينكم يضرب وحدة الصف ويشتت الشمل الجنوبي
افتحو باب التعاون والتنسيق مع قيادات الانتقالي وقيادات الجنوب بالشرعية والحفاظ على المجلس الانتقالي منجز وطني نعمل جميعاً ليكون ممثل كل الجنوب وعليه يفتح باب الأستيعاب لمكونات الجنوب
أن سر قوتكم هو في وحدتكم ووحدة صفكم والحفاظ على انتصارات ثورتكم ووحدة الشعب الجنوبي بكل فئاته ومكوناته وهو صمام الأمان لقطع الطريق على الفتنة المناطقية التي تنخر جسد الثورة الجنوبية ومشروع التصالح والتسامح بين أبناء الشعب الواحد، اجعلوا القيادات في المجلس الانتقالي قيادات جنوبية واجعلوا قيادات الجنوب في الشرعية قيادات جنوبية
اجعلوا العمل لأجل الجنوب ولصالح الجنوب، فليس فيها قيادات ضالعيه أو يافعيه أو أبينيه ، بل شعب واحد، وهدف واحد، وقضية واحدة، الحرية للجميع،
لا تقتلو الشارع الجنوبي وحماس الشعب واجعلوا التصعيد الثوري هو سيد الموقف في الساحات الجنوبية أن قوتكم في عدالة قضيتكم وفي سلمية ثورتكم فمهما حاولوا جركم إلى الدائرة التي يرسموها لكم فلا تمكنوهم منها وخلفكم شعب عظيم حر لا يقبل الذل والخضوع.