عفاف سالم تكتب لـ(اليوم الثامن):
يا محافظ ابين.. البسط على المنطقة الاثرية قد تجاوز حده
مازالت محافظة ابين وتحديداً مدينة زنجبار تشهد المزيد من التوافدا لافواج من مهمشي تعز الذين قاموا بالبسط عل المنطقة الاثرية وقد اوشكوا على الاجهاز عليها في ظل صمت و تخاذل الجهات المعنية والسلطة المحلية بالمحافظة.
وكما هو الشٲن بالبسط على الكثير من المرافق و المﯢسسات الحكومية من قبل نفر( اشخاص) بحجة التضرر من الحرب والمطالبة بالتعويض اللازم و هي الحجة التي يلجٲ اليها هﯢلاء لتبرير فعلهم المشين بحق مباني اعدت للمصالح العامة رغم تعرض غيرهم لأسوأ مما تعرضت له منازلهم .
فضلاً عن ادعاءات باطلة لبعض الأفراد الذين وفدوا آلى العاصمة زنجبار من مديريات اخرى تابعة لابين تلبية لاشباع شهية الفيد واعقب ذلك ايضاً التوافد من قبل جماعات للقيام بالبسط وامتدت المطامع إلى العاصمة عدن و بنفس الحجج الواهية مستغلين نكبة المتضررين .
ولم يتوقف الامر على ابناء المديريات التابعة لمحافظة ابين فحسب بل تجاوزه حيث تم البسط على المنطقة الاثرية الواقعة شمال زنجبار بالكامل من قبل افواج تعز الذين تداعوا و مازالوا وتم الاجهاز عليه تماما وما (حد احسن من حد) .
وكنا قد اشرنا في مقال سابق ان المسٲلة كانت قد بدٲت بنصب العشش المﯢقتة للراحة من شعثاء السفر ومشقته تلاها قيام بعض المنظمات بتسجيل هﯢلاء الوافدين على انهم من النازحين العائدين وبالتالي تعهدتهم بتوفير منازل خشبية (صنادق) لهم لتصبح الاقامة دائمة وتم عدهم مؤخراً من المقيمين واعطوهم الاولويات علئ حساب ابناء المديرية نفسها وهو
ما اسهم في جلب المزيد من نازحي تعز ومهمشيها و متسبباً في ذهاب الدعم الى غير مستحقيه في الوقت الذي يعد من نصاب ومخصصات المحافظة نفسها و هو ما انعكس سلبا على بسطاء وفقراء العاصمة.
الجدير ان البداية كانت منذ عودة ابناء زنجبار لديارهم عقب نزوحهم وتشريدهم جراء ما عرف بحرب القاعدةحيث ترافقت وكأن الامر قد خطط له و تزامنت العودة بنزول هذه الافواج في نفس التوقيت "!!!.
ومن حينها راقت لهم الامور وتعززت مﯢخرا بالمزيد منهم باعتبارهم نازحين جدد واعتمادهم من قبل المنظمات كواصلين للتو.
نعم حدث هذا فعلا ووجدنا عددا من عديمي الضمير والذمة من العاملين بالمنظمات يعززون ذلك الحرمان لابناء المحافظة البسطاء بتسجيلهم ومنحهم نصيب الاسد من الاعتمادات وطبعا على حساب أسر مدقعة في الفقر الا انهم يوزعونها و كأنها هبات منهم.
الجدير والمؤلم و المؤسف حقاً ان تواجدهم المكثف في منطقة كود الخاسفين قد شكل طمسا لمعالمه الاثرية حيث يهمون حالياً بتشييد البناء عليه بمنازل حجرية وتقاسمه وكأنه ملكية شخصية يحق لهم العبث بها .
المنطفة التي حيكت حولها الأساطير التي توارثتها الاجيال تئن اليوم ولا حياة لمن تنادي .
الجدير أن منطقة كود الخاسفين كانت منطقة محظور الاعتداء عليها والبناء فيها و ظلت المنطقة على حالها وتم الحفاظ عليها الى مدة قريبة.فجميع من تعاقبوا على قيادة المحافظة قد تعاهدوها بالحماية وحظر السكن فيها بل وفرضت حراسات امنية حين تمت محاولات الفيد ومنع الاستيلاء عليها بشباك تسوير للمنطقة الا ان شهية الفيد ابتلعت الشباك وفتحت الباب علئ مصراعيه للوافدين للاجهاز عليه .
نعم كانت منطقة الكثيب خطا احمر لا يمكن تجاوزه غير انها كانت جهودا عقيمة من وجهة نظرنا لانها لم تعزز ببعثات للتنقيب و اقتصر الامر على الحماية فقط و انفقت امكانيات و موازنات كلها ذهبت ادراج الرياح اذ لم تثمر ما يؤكد الجدوى من الابقاء عليها
نؤكد علئ ضرورة الاهتمام واستثمار المكان للخدمات العامة من مدارس مستشفيات متنفسات ... المهم تخليصه من العبث الحاصل اليوم فحرام عبث تلك الجماعات بمكان في غاية الحيوية مستغلين غفلة القائمين علئ المحافظة ولا مبالاتهم والواقع يترجم المذهب
ليٲتي بعد ذلك ما يزيد الطين بلة من قبل المهمشين الوافدين من تعز للبسط عليها..
بقي أن تﯢكد أننا لسنا ضد التعاطف مع هذه الفئة لكن ليس بهذه الطريقة المجحفة بحق المحافظة وتراثها الذي تنبه له البريطانيون وأهمل ماتبقى منه اليمنيون وغض الطرف عنه المسﯢولون الذين لم يﯢكدوا على ضرورة إعادة التنقيب واكتفوا بإبقائها كما هي عليه لتأتي الأحداث المﯢسفة بعد ذلك لتجهز على البنية التحتية للمحافظة وتحديداً العاصمة الجريحة التي مازالت تتألم وتدفع الضريبة حتى اللحظة و للأسف الشديد حتى من قبل أبناء المحافظة نفسها الذين أباحوا لأنفسهم الاستحواذ على الأخضر و اليابس فيها .
إننا نأمل اليوم أن تفيق الضمائر من سباتها وأن تؤثر المصلحة العامة على المصالح الضيقة والآنية وأن تتوحد الجهود نحو الاصلاحات والسعى لانتشال المحافظة من مستنقعات الفساد وبؤره و إعادة الاعتبار للمحافظة المكلومة .
وفي الأخير تحياتي لجميع القراء والشرفاء و لا تنسوا الصلاة على النبي المختار عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
عفاف سالم