نهى الصراف يكتب:
سباق خاسر مع الزمن
ما سرّ هذا الشباب الدائم؟
تتعرص بعض النجمات العالميات إلى هذا السؤال التقليدي، خاصة من اكتفت منهن بملامحها الطبيعية ولم تسمح لمشرط الجراح بالتدخل لإصلاح ما أفسده الدهر، فهن متصالحات مع أنفسهن ومع الدهر.
كاميرون دياز، جوليا روبرتس، جودي فوستر، والجميلة ميريل ستريب طبعا التي رشحت وفازت بالأوسكار لمرات عدة. تعتقد ستريب أن فكرة التقدم في السن ومظهرها ليسا من الأشياء التي يمكن أن تشغل بالها أو تثير قلقها. وأشارت في حوار صحافي إلى أن “التطلع إلى الأمام.. إلى المستقبل، هو أفضل طريقة تشغلنا عن التطلع مرارا في المرآة”!
مثلها فعل الممثل والمنتج الأميركي جاك نيكلسون وما زال يراوح في بداية عقده الثامن، عندما قال ساخرا “أنا لم أجر أيّ عملية تجميل.. لا أريد أن أخيف الناس″!
فلماذا لا نقبل بالأمر الواقع؟
بعض من أبرز مظاهر التقدم في السن التي تشغل بال جمهور عريض من المشاهير وغير المشاهير، هي بصمات الزمن على الجلد وبشرة الوجه تحديدا؛ التجاعيد، الترهلات والأخاديد وحتى بعض البقع الداكنة التي تتوزع بغير انتظام على ملامح الوجه. في المقابل، هناك بعض الحقائق المضللة لكل ما يتعلق بصحة الجلد والبشرة، وكيفية الحفاظ على نظارتها مع التقدم في السن.
الشائع، أن تناول لترين من الماء في اليوم الواحد، يضمن الحصول على بشرة صحية، والصحيح، بحسب متخصصين، أن كمية الماء التي يتناولها الإنسان لا تؤثر مباشرة في البشرة، إذ يتم توفير الماء للجلد عن طريق الدم المتدفق عبر الطبقة الداخلية للجلد أو ما يسمى “الأدمة”. في الشخص السليم، تتحكم الأعضاء الداخلية مثل القلب والأوعية الدموية في كمية الماء التي تصل إلى الجلد، ولهذا، لا توجد كمية ثابتة من الماء الذي نحتاجه للشرب، إذ أن الأمر يعتمد ببساطة على الكمية التي نستخدمها أو نفقدها فيعوض عنها عادة بشرب الماء.
ثم يأتي من يقول إن تناول الشيكولاتة وبعض أنواع الحلويات يسبب زيادة ظهور البثور وحب الشباب الذي قد يمتد إلى مرحلة متقدمة من العمر، هذه واحدة من المغالطات العلمية أيضا، ومع أن النظام الغذائي المشبع بالدهون من شأنه أن يترك آثارا سلبية على وظائف أجهزة الجسم إلا أنه غير مسؤول مباشرة عن تشويه البشرة؛ فظهور حب الشباب والبثور مثلا يحدث نتيجة التأثيرات الهورمونية على الغدد الدهنية إضافة إلى الاستجابة المناعية التي تظهرها البشرة تجاه الميكروبات التي تعيش على الجلد.
ومع ذلك، فإن الأبحاث الحديثة تؤكد على حقيقة أخرى مفادها، أن ظهور الحالات الجلدية المزعجة مردها إلى الإجهاد والضغوط النفسية المتأتية من تعقيدات الحياة العصرية.
يؤكد متخصصون على أن المبدأ الأساس في الحفاظ على نظارة الجلد هو ببساطة غسل الجلد بانتظام، من دون مبالغة مع استخدام الكريمات بسيطة التركيب لترطيب البشرة الجافة، والالتزام بنظام غذائي صحي مع المزيد من الخضروات والفواكه وشرب الماء في حالات العطش والحاجة إلى تعويض السوائل المفقودة بفعل الطقس الحار مثلا.
الأهم من كل ذلك، محاولة تجنب الإجهاد والضغوطات النفسية وهذه من أكثر الخطوات صعوبة على الإطلاق؛ إذ من أين لنا أن نتجنب ضغوطات الحياة العصرية حتى في مدياتها البسيطة طالما أنها أصبحت جزءا من يومياتنا؟
التقدم في السن أمر طبيعي، فجميعنا سيحصل على التجاعيد الخاصة به يوما ما. ويتوجب علينا أن نكون على استعداد تام لتقبله لأن لا خيار لنا في ذلك.