أحمد سعيد كرامة يكتب لـ(اليوم الثامن):

الإمارات.. سند شعب الجنوب وقضيته

أفشلت الإمارات مخططات ومؤامرات أصحاب المشاريع الصغيرة والحزبية الضيقة في الشمال والجنوب , ووقفت بكل ما لديها من قوة ومال مع أصحاب المشاريع الوطنية الكبيرة , أما غالبية الشعب اليمني الذي يبحث عن فرصته الوحيدة بالعيش الكريم والعدالة الاجتماعية والأمن والأمان والاستقرار , ينظر للإمارات على أنها عنوان بارز وسند قوي لتحقيق تلك الأحلام والأمنيات .

الناجحون هم أعداء الفشل والفساد والمحسوبية والحزبية والمناطقية والشللية وشراء الولاءات , والفاشلون هم من يتخذون من الإشاعات والكذب وسيلة رخيصة للنيل من الدور الإماراتي العظيم في اليمن .

للإمارات مكان كبير ومقدار عالي في وجدان وقلوب غالبية الجنوبيين وبقية الشعب اليمني , وستظل تلك المشاعر الأخوية راسخة رسوخ الجبال حتى يرث الله الأرض ومن عليها .

عندما تخلى الكل عنا في عدن والجنوب , وهربوا تاركين شعبهم ووطنهم فريسة سهلة من دون سلاح أو غذاء , أو حتى دواء يكفيهم لمواجهة غزوا بربري شمالي حاقد لم يفرق بين صغير أو كبير كانت الإمارات سندنا الوحيد على وجه الأرض .

غزوا لم يفرق بين رجال ونساء , الكل في الأراضي الجنوبية كان هدف مشروع للحاقد الشمالي كالعادة , ولم يتغير نهج وفكر وطريقة ذلك الشمالي للجنوب , وكرروا سيناريوا جريمة حرب صيف 94م ضد الجنوبيين , وكانت 2015م أبشع من تلك الحرب وبكثير .

هرب الرئيس الشرعي هادي وحكومته من عدن إلى عمان ثم الرياض , وهرب قائد مقاومة عدن المهندس أحمد بن أحمد الميسري ( وزير الداخلية الحالي ) إلى جيبوتي , وهرب الكل وبقي الرجال والنساء والأطفال الأوفياء الذين فضلوا الموت والحصار والقصف والتشريد على الإستسلام والخضوع والخنوع لمليشيات الحوثي وعفاش .

حينما كان العالم يقف موقف المتفرج من معاناتنا وجوعنا ومرضنا وحصارنا وتشريدنا وقتلنا كانت الإمارات العربية المتحدة ممثلة بقواتها المسلحة من تقف معنا وبدون شروط أو إملاءات أو إبتزاز .

تحملت على عاتقها معركة حمايتنا وتحريرنا رغم أن نتائج الحروب دائما ما تكون خارج نطاق التوقعات والحسابات , ولكن النية دائما ما تسبق العمل .

ولن ننسى سفن الهلال الأحمر الإماراتي المحملة بالغذاء والدواء وغيرها من المؤن التي يحتاجها شعب محاصر من جميع الإتجاهات بإستثناء البحر , جازفت السفن الإماراتية الإغاثية بالدخول لميناء الزيت في البريقة رغم سيطرة مليشيات الحوثي وعفاش على مينائي المعلا والتواهي ونصبت صواريخها ومدفعيتها محاولة إغراق سفن الإغاثة الإماراتية ولم تفلح , وكنا سنعذرها لو تراجعت تلك السفن بسبب الاستهداف المباشر لاغراقها .

ولكنهم فضلوا المجازفة على الهروب كأبنا جلدتنا الهاربين الحاضرين اليوم بإسم الشرعية , جازفوا ونجحوا بحمد من الله ورعايته , ولن ننسى شهدائنا وجرحانا و شهداء وجرحى الإمارات الأوائل الذين سقطوا في عدن وندعوا لهم بالخلود والشفاء للجرحى بإذن الله تعالى .

بعيدا عن الحسابات السياسية أو المصالح الحزبية سيبقى الشعب الجنوبي وفي لدين الإمارات الذي لن نستطيع أن نوفيه أبدآ .

ولننظر إلى تصرفات وممارسات وسلوك مليشيات الحوثي في صنعاء وذمار وحجة وتعز لنعرف حجم الكارثة التي كنا قاب قوسين أو أدنى من الدخول في مستنقعها , ويعلم الله وحده متى الخروج منها بسلام .

ما يحدث الآن من تنكيل ونسف للمنازل والمساجد ودور العبادة وسجن النساء في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي , كنا سنعانيه أضعاف مضاعفة لولا فضل الله ورعايته ثم برجالنا الشجعان الأوفياء وبدعم دولة الإمارات لنا في كل المجالات العسكرية والمدنية .

سموها كيفما شئتم , أما نحن فالإمارات عندنا هي السند والعزة والمدد والكرامة والعزم والفزعة .