مصطفى منيغ يكتب لـ(اليوم الثامن):
قمة بلا سهول واقعها مشلول
وجوهٌ متجهِّمة تعكس بملامحها توتراً يعطي الانطباع الحقيقي عن سير أشغال مؤتمر القمة العربية الثلاثين التي وإن اجتهد الرئيس التونسي لتبدو طبيعية فالوقائع كانت أكبر لا تحتمل البقاء محبوسة بين الكواليس في بحثها المُكَلَّلِ بإنجاح تسللها ، لتُشبع المتتبعين الملتزمين بنقل الحقيقة للرأي العام العربي قبل الدولي ، عن فشل هذا التجمع في تحقيق ما يخدم مصالح الشعوب العربية العليا ويحافظ على استقرارها وأحيانا استقلالها بالنسبة لأجزاء معينة من المشرق في مقدمتها سوريا متبوعة باليمن، أما القضية الفلسطينية فذاك شيء آخر انطلاقا من مواقف فجر مضامينها محمود عباس، ستجعل المصاعب تنهال على "رام الله" و"قطاع غزة" معا، وفي ذلك الافتضاح الكلي لهشاشة القرارات المتخذة ، ليس في هذا المؤتمر وحسب، وإنما مؤتمرات رَوَّجَ فيها من روج الوقوف مع الفلسطينيين حتى تأسيس دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية .
... قلناها مرارا وتكرارا أن قمة تونس لم تكن غير وقفة فلكلورية لرقصة بعض القادة العرب للأسف الشديد نزولا لرغبة حامي المصلحتين الأمريكيتين والاسرائليتين وليست مصلحة واحدة لكل منهما ، وبتمويل شبه كلي من صندوق مفتاحه بيد ملك سعودي أراد عن طواعية إنهاء حكمه بتسليم رقاب المُغَرَّر ِبهم لملاك الشرق العربي الجديد وعاصمته الفعلية "تل أبيب" نجح في الانتخابات المقبلة "نتنياهو" أو غيره ، ما دام أمر التحوُّل الغريب العجيب محسوم ، والأدوار موزعة ، وأفواه قادة حلف الملك "سلمان" مختومة بالشمع الأحمر، والباقي شَرب في تونس آخر جرعة قبل استقبال آفة العطش ، أو الالتحاق بمن سيقطعون النََّفََس ، باستثناء الجزائر والمعرب وموريتانيا ذاك الثلاثي الباقية فيه شرارة الصمود المحافظة ستكون على دم وجه العرب ، إضافة للأردن وقطر كاحتياط يُعاد فيه النظر .
... انسحاب أمير قطر من قاعة المؤتمر لم يكن احتجاجا عما ورد في كلمة "أبو الغيط " الموظف بدرجة أمين عام لجامعة الدول العربية أو بالأحرى جامعة ملوك ورؤساء الدول العربية ، وإنما جاء الانسحاب ليبعث برسالة تتضمن عدم الثقة في مصداقية هذه الجامعة التي حولها ملك السعودية لدكان يبيع سلعته لخدام إسرائيل الحقيقيين المتحكمين السريين في بقاء بعض الحكام العرب على كراسي الحكم أو المغادرة ، وقد جاء تصرف الأمير القطري اعتمادا على ضمانات ممنوحة له من أربع دول اثنان منهما يتمتعان بحق الفيتو، المخابرات التونسية لم تفاجأ كالأمريكية بالحماية وحجمها ومصدرها الموجهة كانت لتتم مغادرة الأمير المذكور أجواء تونس في أحسن الأحوال بعد تأدية تلك المهمة وما تركته من أبعاد لها وزنها عن التقييم والتحليل لإفراز مواقف تضع النقط المطلوبة على الحروف المستعملة لكشف المستور.