هدى العطاس تكتب:
هل الجنوبيون قادرون على اتخاذ هذه الخطوة الجبارة؟
اي بلاء وقعنا فيه بهذه الوحدة المشئومة منذ قيامها مجددا تجر القوى اليمنية في الشرعية، على راسهم حزب الاصلاح وفلول المؤتمر، تجر الحوثي إلى فخ الجنوب، بعد سلموا له الجبهات عن عمد .
نيتهم اولا: فلتكن المعارك والجبهات في الجنوب وليس في الشمال.
هذه القوى ذات السياسة الخبيثة ديدنها الاساسي التخلص من الجنوبيين واشغالهم بالمعارك المتتالية. وفي ذات الوقت لا باس ان انهكت الحوثي في ذات الوقت.
وغايتها يفسره التالي:
هي تدرك ان الجنوبيين عند اقتحام ارضهم ليس امامهم سوى القتال، وهي تدرك إلى ذلك انها قد اشتغلت على تفتيت صف الجنوبيين وتصديع لحمتهم الوطنية او هكذا تظن وكذلك تشتييت قوتهم واضعافها بسوقهم بدفع وضغط من التحالف واندفاع غير محنك ولا مسئول إلى جبهات خارج ارضهم، فقدوا فيها الكثير من شبابهم وراس مالهم البشري، كما تم اغتيال افضل كوادرهم، واغراقهم في الفوضى والانفلات والغلاء وانعدام الخدمات.
على الضفة الاخرى هناك الحوثي طرف منهم وفيهم غير انه اصبح مناوئا و_شبه عدو- وقد وصلوا مع التحالف إلى حقيقة انهم لن يستطيعوا القضاء عليه، هذا امر اصبح واضحا للعيان، لذا هاهم يغذون نهمه وجشعه في التمدد يغذون غطرسة انتصاراته عليهم، وما ناله من اعتراف ضمني غير معلن لمظلوميته من قبل المجتمع الدولي.
كل ما سلف هيأ لخطة جره مرة اخرى الى ارض الجنوب، وإلى معارك مع الجنوبيين قد خبروا انهزامه فيها سابقا، مع احتياط هذه القوى الخبيثة للخطة ب B، وتتمثل في رهانين: ان الجنوبيين سيندفعون إلى المعارك ويغرقون في القتال ومستتبعاته من خسارات بشرية، وانشغال عن التنمية وتطوير انفسهم شعبا وارضا، وآنهماكهم بالحشد القتالي، غفلتهم وانشغالهم عن المتطلبات السياسية للمرحلة، زيادة انتشار الفوضى والجوع والانقسامات في كل ربوع الجنوب مما يؤثر على الروح المعنوية للجنوبيين حتى دفعهم للرضى باي حل يقيهم نيران الاقتتال. والاخطر الزج بالارهابيين والدواعش والقاعدة واعادة انتاجهم في أتون المعارك .
رهانهم الآخر الذي يعدون خطتهم وفقه كذلك يتعلق بأن الجنوب اليوم ليس ذاته جنوب 2015 بعد ان انهكوا قواه وعاثوا في اوصاله مدة 5 سنوات كما اسلفنا اعلاه. ورهانهم ان الحوثي الآن بما توفر له من اسباب وظروف عديدة ذاتية وموضوعية يستطيع هزم الجنوبيين، وفي هذه الحالة اي حينما ينتصر على الجنوبيين، هو في نظرهم طرف شمالي، منهم وفيهم، وهم يعون ان القتال سينهكه ولو انتصر وانه سيبحث عن السلام ليتمتع بما حاز وغنم، حينها سذهبون معه إلى طاولة سلام وتقاسم، بما يحفظ لهم جميعا إعادة منظومة الحكم الشمالي متقاسمين غنائم الجنوب والشمال متراضيين إلى حين على قاعدة لكل حسب جهده لكل حسب موقعه وقوته.
آن مواجهة خبث هذه القوى وخطط اطماعها في الجنوب لن يصده سوى يقظة جنوبية، وآعادة ضبط مصنع القوى السياسية والثقافية والمجتمعية الجنوبية، مناهضة الارتهان وعقد شراكة واضحة ومشروطة، علاقة ندية وليست استجدائية مع التحالف.
فهل الجنوبيون قادرون اتخاذ هذه الخطوة الجبارة؟ عن نفسي متفائلة ليس فقط بالواجهات الجنوبية المصدرة، بل لان ارض الجنوب ولادة، وسينهض من بين ظهرانيها جنوبيون احرار.