موسى افشار يكتب لـ(اليوم الثامن):

إدراج قوات الحرس نقطة تحول التوازن الإقليمي

إن وضع قوات الحرس (IRGC) على قوائم الإرهاب له آثار عميقة وخفية لا تؤثر فقط على النظام والمعادلات الداخلية الإيرانية بل وبسبب دور هذه العصابة المسلحة والمجرمة في تصدير الإرهاب ونشر الحروب في دول المنطقة تغير أيضا المعادلات الإقليمية في غير صالح النظام.
إن التدخلات ونشر الحروب وتصدير الإرهاب كان يتم تنفيذه من قبل قوات الحرس (IRGC) 
ووفقا للمبادئ التأسيسية لقوات الحرس فإن قوات الحرس هي عبارة عن مؤسسة تحت القيادة العليا للمرشد الأعلى" وهي تابعة لولاية الفقيه من وجهة نظر سياسية ودينية. ( المادة ١ و ٤٧) وليس من قبيل الصدفة بان  مؤسسة  قوات  الحرس لا  تحمل مفردة  ”إيران” في تسميتها الرسمية المعلنة ” سپاه  پاسداران انقلاب  اسلامي”.

المقاومة الإيرانية قد أكدت مرات عدة بأن قوات الحرس (IRGC) في الأداة الأساسية لحماية نظام ولاية الفقيه والجهاز المحوري لتنفيذ القهر والقمع العسكري.
الديناميكية والمحرك لقوات الحرس وروحها الحاكمة هو تصدير الأصولية والإرهاب ونشر الحروب ويستند هذا على نظرية الولاية العالمية وفي هذا الصدد فقد تم تنفيذ مشروع الحصول على القنبلة النووية من قبل قوات الحرس بشكل كامل.

قوات الحرس (IRGC) بمثابة وزارة خارجية
صادق خرازي قال مرة بأن جناحي السياسة الخارجية للنظام هو وزارة الخارجية وقوات الحرس اللتان تعملان معا.
لقد أنفق النظام حتى الآن مليارات الدولارات من أموال الشعب الإيراني على حروب المنطقة. وفي الأيام القليلة الماضية قال وزير الخارجية الأمريكي بأن النظام ينفق سنويا مليار دولار على مليشياته في المنطقة وهذا الرقم بالطبع أكبر بكثير لأن النظام لا يعلن أبدا عن الإحصائيات الحقيقية ويخفي دائما الميزانيات الحقيقية لقوات الحرس والأجهزة الإرهابية التابعة له. وفي الوقت نفسه ، يستخدم جزءا من ميزانيات وزارات النظام لتصدير الإرهاب.
على سبيل المثال قال أحد خبراء مركز الأهرام للدراسات قبل عان ونصف: في الخمس سنوات الماضية أنفق النظام ١٠٠ مليار دولار في العراق وسوريا واليمن ولبنان.

ما  هي اسباب استثمار النظام في الإرهاب الخارجي:
بسبب معارضة النظام لمطالب الثورة الشعبية التي قامت ضد الشاه وسرقته لقيادة الثورة بالدجل والكذب والاحتيال قام خميني الدجال منذ بداية قدومه للسلطة بالسعي لحماية بقائه بدلا من حماية الشعب واعتمد على أساسين اثنين:
- الأول القمع في داخل ايران
- الآخر نشر الحروب وتصدير الإرهاب والأصولية لخارج ايران
منذ بداية قدومه للسلطة وحتى الآم قام النظام بتنفيذ هذين الأمرين بالاستعانة بقوات الحرس وفي الأساس تم تأسيس قوات الحرس لهذا الهدف.

ما هو  الفارق  بين دكتاتورية الملالي مع الدكتاتوريات الأخرى:
هذا النظام يملك اختلافا هاما مع بقية الأنظمة الدكتاتورية 
في نظام ولاية الفقيه ، ليست قوات الحرس جزءًا من النظام فحسب ، بل هي أيضًا النظام كله.
ويمكن مقارنة نظام الملالي بحكومة هتلر والنظام النازي.
أسس القوة والحكم الديني مبني على القمع والمسؤول عن تنفيذه هي قوات الحرس وسواءا بالنسبة للقمع في الداخل أونشر الحروب في الخارج فإن قوات الحرس من الاعمدة  الاساسية لبقاء النظام الديني واذا تخلى هذا النظام عن نشر الحروب، فانه  فقد القوة والسلطة من يديه.
ويجب التأكيد على أحد الأسس الهامة لبقاء النظام هو التدخل في شؤون الدول الأخرى في المنطقة والنظام يستفيد منها ككرت وورقة رابحة في علاقاته الدولية.

خصائص سياسة النظام الابتزازية:
إن حضور النظام في المنطقة يمكن تشبيهه بسكين بلطجي الحاد والابتزاز بحيث في اليوم الذي يهيمن فيها على المنطقة يبتز الآخرين بسكين حاد وقاتل.
إن أساس وجذور الملالي وقوات الحرس منذ بداية قدومهم للسلطة كان نفس الامر والشيء ذاته ومنذ اليوم الأول أدخلوا هؤلاء الأشخاص في اللجان وقوات الحرس. لقد حولوا بنفس الطريقة إلى سياساتهم واستراتيجياتهم في التعامل مع العالم واستسلمت سياسة الاسترضاء أمام ذلك.
وكانت المقاومة الإيرانية وحدها من وقفت أمام سياسات الاسترضاء وقدمت ثمنا باهظا وصل ل ١٢٠ ألف شهيد حتى وصلت لهذه النقطة.
مثلا في ثمانينات القرن الماضي عندما أراد النظام القول لفرنسا بأنه لا يجب على مجاهدي خلق التواجد في فرنسا واحتجز رهائن فرنسيين في لبنان أو قام بعمليات تفجير في باريس حتى يقوم بابتزاز فرنسا من أجل طرد مجاهدي خلق. أو قام بتفجير السفارة الفرنسية والأمريكية حتى يقوم بالابتزاز.


مثال آخر:
من أية أوراق استفاد الملالي في المفاوضات النووية مع الغرب حتى لا يتم تدمير مشروعهم النووي بشكل كامل؟ 
كانوا يقولون بأن العراق وسوريا في يدنا و سنتفاوض عليهما.
في أحاديث خامنئي و الرموز الآخرين للنظام كان أهم عامل للقوة وأهم ورقة رابحة لهم في نفوذهم وهيمنتهم واحتلالهم لدول المنطقة. بحيث أنهم شكلوا فرعًا باسم قوات القدس من أجل هذا الهدف ولكن أينما دعت الحاجة في سورية واليمن وغيرها من الدول تم إدخال قوات الحرس بأكملها.  

تأثير إدراج الحرس:
هذه كانت ضربة استراتيجية لمؤسسات النظام و أضعفت النظام بشدة في ميزان القوى الداخلي والإقليمي والدولي كما كانت دورة سياسية مهمة وضعت حالة النظام في المنطقة تحت التأثير المباشر.
الآن تتجه التحولات الإقليمية نحو هذا المنحى بحيث يجب على النظام إخراج قوات حرسه ومليشياته من المنطقة. حتى أن عناصر النظام يقولون بأن هذا الإدراج بمثابة إدراج النظام كله وهنا تكمن أهمية الموضوع لأن كل علاقات النظام في المنطقة تدار أساسا من قبل قوات الحرس.
ولذلك عندما يتعين على أوروبا وضع علاقاتها مع النظام وفقا لميزان القوى الجديد فإن لدول المنطقة لها مكانها أيضا.

الإدراج هو نقطة تحول ميزان القوى الإقليمي:
أن النظام من خلال عمليات الابتزاز التي نفذتها قوات الحرس استطاع التقدم في سوريا والعراق ولبنان واليمن وأفغانستان وفي الحقيقة احتلال الدول هو أن أمريكا والغرب وقفوا صامتين أمام النظام وكانوا يكسبون امتيازات ومصالح ضيقة. مثلا في العراق قامت الحكومة الأمريكية بالتوافق والتنسيق مع النظام أسقطت الحكومة السابقة في العراق وقاموا بقصف جميع مقرات مجاهدي خلق وبهذا الشكل فتحت الطريق أمام النظام للدخول للعراق.
وفي المرحلة التالية في عام ٢٠٠٩ أخرج اوباما القوات الأمريكية من العراق بدون إجراء حسابات وقدم العراق للنظام ومرتزقته. وفي لبنان قبل ثلاثين عاما كان الغربيون يتبعون سياسة الاسترضاء مع النظام وحزب الله. واستطاع النظام من خلال هذه التسهيلات التقدم في المنطقة.
الآن ومع هذا الإدراج فشلت تلك السياسات وتم استبدالها بسياسات أخرى ولذلك فإن التطورات تجري بالاتجاه المعاكس وتغلق الطريق أمام النظام.
لقد انتهى عهد السياسة الواحدة وبدأ عهد إجراء السياسة الجديدة التي تختلف ١٨٠ درجة عن سابقتها وفي النقطة المحورية لهذه التغييرات ، التي تقع في قلب العاصفة ، تقع الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، التي لا تملك الآن أية قواعد في الداخل أو أي داعم في الخارج.
والعصي التي يتكئ عليها خلف ظهره تتساقط واحدة تلو الأخرى.
الدور الرئيسي في تغيير هذه السياسة لعبته تلك القوة التي تحمل على عاتقها الإطاحة بنظام الملالي والقضاء على الديكتاتورية الدينية لولاية الفقيه.
أي الشعب الإيراني ومقاومتهم المنظمة. أي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

*عضو عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية