موسى افشار يكتب:
محاولات خامنئي العسكرية تضيق حبل المشنقة على عنقه
في يوم الثلاثاء ، 14 مايو، أطل الولي الفقيه ليلملم مسؤولي نظامه المذعورين وقال لن تنشب حرب وأن المفاوضات هي السم. ومع ذلك، لم ينجح خطابه حيث لم يمر يوم من تصريحاته حتى أعطت زمرتا النظام الضوء الأخضر للتفاوض، في حين أن هجوم زمرة خامنئي على حكومة روحاني بسبب الدعوة للتفاوض مستمر.
إن التركيز على ضرورة التفاوض، وكذلك قبول شروط المجتمع الدولي من مسؤولي الحكومة، يكشف عن عمق الانقسام الداخلي للنظام وكذلك مفرق طرق مميت يعيشه خامنئي وإذا اختار طريق التراجع أو خيار المواجهة فينتهي كلاهما إلى سقوط نظامه.
وقال هرميداس باوند من مسؤولي وزارة الخارجية السابقين في تصريح جاء في صحيفة آرمان الحكومية بعد يوم من تصريحات خامنئي «على طهران أن تطلق سراح بعض السجناء لإحباط ذرائع واشنطن بانتهاكات لحقوق الإنسان». وأضاف أن «على النظام أن يقوم بسلسلة من الإجراءات داخليًا وخارجيًا. في الساحة الداخلية، بخصوص الصورة التي رسمتها واشنطن من النظام في مجال حقوق الإنسان، والسجناء السياسيين، وما إلى ذلك، فإن مصالح البلد، تقتضي حتى من الناحية التكتيكية إحباط تلك المزاعم، ومن ثم اقتراح مفاوضات غير مشروطة». وأوضح بشأن ضرورة تلك الخطوة «بما أن غالبية الدول الأوروبية، وحتى روسيا والصين، لديها ارتباط اقتصادي واسع النطاق مع الولايات المتحدة، فمن الطبيعي أنهم يفضلون واشنطن على طهران. الهند والصين تبحثان عن مقايضة البضائع مع إيران، ولكن هذه الصفقة لاتحل مشكلة من طهران». وأضاف: «في الواقع، في الوضع الحالي، إيران وحيدة. إن تتطلع إيران إلى الشرق، مثل روسيا والصين، ليس تطلعًا يمكن أن يرد على التهديدات الأمريكية».
من المثير للاهتمام أن نلاحظ أنه في زمرة الولي الفقيه نفسها، قال الحرسي إسماعيل كوثري: «إذا كانت المحادثات مرة واحدة ، فكان بالإمكان الجلوس للمرة الثانية» وأضاف: «إلا أن يقوم الطرف الآخر فعلا باتخاذ سلسلة خطوات ونرى ذلك بالفعل. وإذا كان هذا الإجراء بلا هامش، فسيكون من الممكن دراسته واتخاذ القرار القيام بذلك في النهاية».
من ناحية أخرى، ترك كمال خرازي، وهو مقرب من خامنئي والمسؤول عن المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، باب إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة مفتوحًا في مقابلة مع صحيفة اكسبرس الفرنسية، وقال رداً على سؤال: «دونالد ترامب أعلن بأنه منفتح على التفاوض» قال: «الخطوة الأولى هي إعادة أمريكا إلى الاتفاق النووي».
من ناحية أخرى ذكر مهدي أبو الفتح، خبير آخر في النظام الجهد الأوروبي لتقريب النظام من الولايات المتحدة وقال: «هذا جهد بدأ منذ سنوات عديدة، وحاولت أوروبا لحث النظام وأمريكا على التفاوض ويمكن القول إن الأوروبيين ماعدا أول سنة أو سنتين من الثورة الإسلامية وتأسيس الجمهورية الإسلامية، اتبعوا دائمًا هذه السياسة وحاولوا خلق نوع من التفاهم أو التسوية بين النظام والولايات المتحدة».
والحقيقة هي أن خامنئي ونظامه يواجهان المشكلة الرئيسية التي تتمثل في أزمة المواجهة الشعبية ضد نظام الجهل والجريمة قبل أن تكون لهما مشكلة المفاوضات أو مقاومة مطالب المجتمع الدولي. إن مبدأ ذعر النظام هو هذه القضية الرئيسية التي فرضها الشعب والمقاومة الإيرانية، وكذلك معاقل الانتفاضة على النظام في شوارع المدن.
لذلك، مع وجود هكذا ظروف للتفاوض، فإن التفاوض للنظام، كما قال الولي الفقيه للنظام ، هو السم الذي سينتشر داخل هيكل النظام ويسرع في انهياره.
من جانب آخر فإن مواجهة أمريكا تؤدي إلى مزيد من الضغط على نظام الملالي الذي يواجه حاليًا وضعًا على وشك الانفجار للمجتمع الإيراني.
ولهذا السبب، يحاول خامنئي أن يناور بهكذا أعمال مثل تفجير ناقلات النفط في شواطئ الإمارات أو الهجوم بالطائرات المسيرة على محطات النفط السعودية لينقذ نظامه ولكن هذه المحاولات تضيق حبل المشنقة على عنقه ولا تستطيع مناورات خامنئي إنقاذ نظامه.
وفي حال ارتقت تحركات خامنئي إلى مواجهات عسكرية، فبالتأكيد سيسرع عملية إسقاط الملالي على يد الشعب الإيراني.
*عضو مجلس الوطني للمقاومة الايرانية