جهاد الحجري يكتب:

تحرير الجنوب يبدأ بهزيمة الشرعية المزعومة

إن أي تقدم ميداني لميليشيا الحوثي على الأرض، ليس إلا نتاج لضعف مقصود أو غير مقصود لحكومة هادي ما تعرف بالشرعية المعترف بها دولياً .
وهذا ما أثبتته لنا معركة الضالع، التي حقق فيها الجنوبيون انتصارات افحمت الحوثي وعرفته حجمه وقوته الحقيقية، لأنه وببساطة واجه هذه المرة رجالاً من الجنوب يختلفون تماما عن اولائك الذين تعود عليهم في جبهات نهم وصرواح، ممن ينتمون إلى ميليشيا حزب الاصلاح أو ما يطلق عليهم في العلن مسمى “الجيش الوطني” بينما تشير إليهم ميليشيات الحوثي ب”المرتزقة”.
الحوثيين في توصيفهم بالمرتزقة لم يأتي من فراغ ، فقوات هادي أثبتت على مدى أربع سنوات أنها عبارة عن جماعات مأجورة لا تقاتل إلا من أجل المال فقط، وهذا يفسر سر هزائمها من قبل الحوثيين سواءً قبل عاصفة الحزم أو بعدها.
وفي الحقيقة أن أي نصر ميداني للحوثيين هو هبة قدمها لهم جيش هادي وحزب الاصلاح، ونستطيع القول أن معركة “قعطبة” هي أول حرب حقيقية يخوضها الحوثيون منذ هزيمتهم الاولى فيها عام 2015.
وهو ما يفسر حالة الارباك التي تعيشها حكومة هادي ومحاولاتها المستميتة في نسب النصر لها خوفاً من أن تتجه انظار الجنوبيين إلى المعركة التالية، وهي تحرير وادي حضرموت من بقايا الاحتلال الشمالي البغيض.
ويسعى الجنرال علي محسن اليوم إلى تسليم مدينة قعطبة وغيرها من المناطق المحررة إلى قيادات عسكرية موالية له وضالعة في تسليمها للحوثيين، والهدف منها ليس سلب الجنوبيين شرف الانتصار وحسب، بل وإعادتها للحوثي مرة أخرى حتى تبقى المعركة على حالها، ويستمر معها استنزاف الدم الجنوبي الغالي بهدف صرف الانظار عن معركة تحرير الوادي الوشيكة.
المعركة التي رأينا نصرها في دموع اللواء أحمد سعيد بن بريك، يؤمن الجنوبيون بأنها باتت قريبة من الإستقلال، بعد أن تعهد الرئيس عيدروس الزبيدي بذلك.
ولأن حزب الاصلاح ومعه بقايا فلول الاحتلال، تدرك ثقل العهد الذي قطعه الرئيس الزبيدي لشعبه، فقد أدركت أن هلاكها قد اقترب، وأن الهدف التالي للجنوبيين هو تحرير وادي حضرموت، آخر قلاع المحتل اليمني هناك، ومن بعدها سيتحقق لنا الاستقلال المنشود، وتنتهي به مصالح علي محسن وعائلتي الاحمر وعفاش، ولذى توحدوا جميعاً على ضرورة إعادة الحوثي إلى الضالع من جهة، وفتح جبهة أخرى في محافظة شبوة المحررة من جهة أخرى.
وحتى يتسنى لها ذلك، فقد هرعت إلى تفعيل ورقة الخارج واستغلال الاعتراف الذي منحها المجتمع الدولي بغية شن حملة ضغط لاخضاع الجنوبيين وكبح تدفق نهر انتصاراتهم.
ولكن تلك الشرعية المزعومة نست أو ربما تجاهلت أن مالم تحققه بقوة السلاح في الجنوب، فلن تحققه بورقة المجتمع الدولي والضغوط الخارجية وأننا ماضون إلى التحرير ولن يعيقنا في سبيل ذلك أوهام تلك العصابات الاجرامية.
صحيح أن الجنوبيين حققوا انتصاراً مدوياً في قعطبة، ولكن الحرب لا تزال قائمة، وطريق تحرير الجنوب هذه المرة يبدأ بانهاء دور حكومة الاصلاح ومظلتها الشرعية المتمثلة في هادي، وسحب الاعتراف بهم علناً، وطرد كل قياداتها ووزراءها وبرلمانيها من أرض الجنوب، وتحديداً من العاصمة عدن، تلك المدينة التي كانت وستظل عاصمتنا الابدية، وستخلو قريبا من دنس الغزاة والمحتلين و بقوة السلاح .