جهاد الحجري يكتب لـ(اليوم الثامن):
حكومة مناصفة أم حكومة الإخوان وخمسة جنوبيين؟
تفاجأنا ونحن نطالع أسماء الوزراء بهيمنة الإخوان على معظم الحصص بما فيها تلك التي تمثل المقاومة الجنوبية، رغم أن الحكومة حملت اسم "حكومة المناصفة".
فإلى جانب سيطرة الإخوان على حصتهم الوزارية، تمكنوا من الهيمنة على حصص مكونات سياسية أخرى بينها المؤتمر الشعبي العام والمستقلين، عبر أسماء معروفة الولاء ومتناقضة العناوين.
فالغر معمر الإرياني الذي حصل على ثلاث وزارات في آن واحد، وباسم المؤتمر الشعبي العام، رغم أن المسؤولين في حكومة الشرعية يطلقون عليه فتى على محسن الأحمر المدلل، والأخير معروف بأنه رأس الإخوان في اليمن.
فيما حصة المقاومة الجنوبية ذهبت لإخواني آخر محسوب على الجنوبيين، وهو القيادي نائف البكري، أحد أبرز أعداء المجلس الانتقالي، ويراهن عليه الأحمر كثيراً في تفريق صوت أبناء يافع وكسر شوكتهم.
المستقلون أيضاً كانت من نصيب المحامي الإخواني أحمد عرمان، وذلك مقابل الخدمات التي يقدمها للأحمر وشركاته التجارية ومؤسساته المختلفة التي تحصد الأموال باسم التنمية وحقوق الإنسان.
أما وزارة الأوقاف فكانت من صيب إخواني آخر، وأحد رموز جامعة الإيمان، ونالها باعتباره ممثلاً لحزب الرشاد السلفي، رغم أنه إصلاحي الهوى والهوية.
باختصار نستطيع الجزم أن حزب الإصلاح نجح في استدراج الجميع لحكومة إخوانية وبأسماء وعناوين مختلفة، حتى تستمر في خدمة مصالح قياداته الداخلية والمشاريع الخارجية في الدوحة وأنقرة.
ولا شك أن الخاسر الأكبر هو المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث أصبح شريكاً رمزياً في السلطة، وسيشار إليه باعتباره جزء من فسادها، ومع كل حديث عن فساد مسؤول هنا وهناك سيرد أنصار الإصلاح: وماذا عن وجودكم في السلطة؟
كما أن تواجد الإخوان في شبوة وحضرموت، واستئثارهم بالنفط والغاز سيكون مبرراً، وباسم الشراكة مع الجنوبيين في حكومة المناصفة.
أما الجنوبيون فعليهم أن يتجهوا شمالاً لمواجهة الحوثيين، وليكونوا وقوداً لمعارك الشرعية، التي تدفعهم إلى هناك بالآلاف دون أسف عليهم، فهي لا ترى فيهم سوى عدو يجب التخلص منه إما مباشرة أو بزجه للموت في معارك الشمال.