محمد عباس ناجي يكتب لـ(اليوم الثامن):
اللواء سيف سكرة والرحيل المفاجئ والغريب
مع انني لا احب الكتابة عن الاشخاص بعد رحيلهم الى جوار ربهم واشعر انه الاجدر بنا الكتابة عنهم وهم احياء لنعطيهم حقهم من التقدير ليكون دافعا لهم ولغيرهم لتقديم المزيد من العطاء لوطنهم فالاوطان يبنيها الاحياء وليس الاموات.
بالامس 30 مايو 2019م فجعت بخبر استشهاد اللواء الركن سيف علي صالح المعروف بسيف سكرة والذي تعرفت عليه عن طريق اخيه العميد الركن طيار عبد الحافظ علي صالح - قائد اللواء 15 طيران سابقا - وذلك في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي.. ثم توثقت علاقتي به عندما كان يشغل مدير مكتب وزير الدفاع صالح عبيد احمد حتى عام 1990م.. وقد كان انسان وقائد يتصف بكل معاني وسمات الانسان والقائد المميز والمتواضع والمثقف.
بعد احتلال وطننا من قبل نظام صنعاء عام 1994م تم تشتيت ابناء الجنوب مدنيين وعسكريين في الداخل والخارج وتقطعت بهم السبل واضحى كل منهم لا يعرف عن الاخر شيئا الا فيما ندر واصبحوا غرباء في وطنهم باحثون عن وطن علهم يجدون فيه قليل من الكرامة التي تحفظ لهم انسانيتهم كبشر فمستعمر وطنهم تعامل معهم باسلوب استعماري متخلف لم تشهد له البشرية مثيل.
ومنذ ذلك التاريخ انقطعت صلتي بالصديق سيف سكرة ومثله معظم اصدقائي.. وقبل ايام اتصل بي اخي سعيد عباس واخبرني ان سيف يسأل عني باستمرار وانه يشغل منصب قائد لواء.. ووصف لي محاسن سلوكه وتعامله الراقي مع مرؤوسيه ومع الاخرين.. وهذا امر لم يكن غريب بالنسة لي. فكلفت اخي ان يبلغه شكري وتقديري على سؤاله عني فمن كنا نعرفهم زملاء لنا مجرد ان شغلوا مناصب قيادية تنكروا لاصدقائهم واصبح كل همهم هو جمع الاموال فمن يمكنه سرقة الاخرين واستقطاع مرتباتهم هو المفضل والمؤهل لدى قيادة ما يسمى بالشرعية وتصدر القرارات بتعيينهم في المناصب المدنية والعسكرية.. فالسارق يكره الشرفاء لانهم لن يقبلوا به قائدا لهم.. واذا تم تعيين شخص شريف عن طريق الخطأ عملوا على افشاله في مهمته او قتلوه كما حدث لشهيدنا سيف.
استشهاد اللواء سيف سكره ورحيله الى جوار ربه في جبهة القتال مع انه لا اعتراض على قدر الله كان مفاجئ وغريب لكل اصدقائه فالمعارف العسكرية التي نعرفها ان قائد اللواء لا يكون موقعه الخط الامامي في القتال وانما في وسط او مؤخرة لوائه ومؤمن من كل خطر باعتباره عقل وفكر وحدته العسكرية.. وعندما يتعرض الرأس للخطر تتعرض بقية. اجزاء الجسد للشلل في اقل الاحوال ان لم يكن الموت نصيبها.
استشهاد اللواء سيف سكرة هو نتاج طبيعي لنهج قيادة ما يسمى بالشرعية والتحالف السعودي الاماراتي تجاه الوحدات العسكرية والامنية الجنوبية.. نهج لايقوم على منهج علمي.. فهي وحدات هيكلية اسمية غير مدربة ولا مسلحة قياداتها غير مؤهلة مع ان الجنوب فيه الالاف من الكوادر المحنكة ولكن نهج نظام المقبور صالح مازال هو المتبع مع ابناء الجنوب حتى اليوم فالنائب حل مكان رئيسه.
هذه الوحدات رغم نواقصها المعيبة يتم الزج بها في جبهات القتال ليس لتحقيق انتصار ساحق على جماعة الحوثة لان ذلك امر غير متوفرة شروطه ولكن بغرض القتل فقط.. واحدات يتم التعامل مع منتسبيها كمرتزقة وليس اصحاب قضية عادلة.. نقول للجنوبيين متى تفوقوا من غفلتكم؟؟؟