جهاد الحجري يكتب:
اذا كان الشر من اليمن فالخير من الجنوب
“الإمارات بلد العطاء والخير، وعطاؤها يصل إلى المحتاجين في أرجاء العالم” هذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات، خلال لقائه برئيس وزراء الشرعية معين عبدالملك الذي زار أبوظبي للإستحواذ على مساعدات الاشقاء لدولة الجنوب العربي.
رسالة الشيخ محمد بن زايد كانت واضحة، فالإمارات بلد الخير ويدها ممدودة بالعطاء للجميع، ليس في الجنوب وحسب، بل وفي بقية دول العالم بما فيها اليمن.
فالفعل إذن واحد، ولكن ردة الفعل تختلف، وشتان ما بين موقف اليمن والجنوب العربي تجاه أياد الإمارات البيضاء وآخرها حملة الاستجابة العاجلة لإغاثة متضرري السيول، التي شهدتها مؤخراً محافظتا عدن ولحج .
وهي حملة بسيطة نسبياً بالمقارنة مع ما سبق وقدمته دولته الإمارات للجنوب خلال السنوات الأربع الماضية، والتي عمقت أواصر الإخوة بين البلدين الشقيقين، ووحدت مصيرهما إلى ألابد في السراء والضراء.
فعلى النقيض تماماً، تقف حكومة الشرعية ومن يساندها من القوى السياسية التي لا تقف مع الإمارات إلا في السراء، أما في حال الضراء فهم يصنفونها كدولة احتلال غاشمة ليس لهم منها إلا نهب الثروات والمعتقلات الجماعية كما يزعمون.
ورغم كل ذلك التشويه لإعلام الإخوان ومطابخ الشرعية، إلا أن صاحب السمو الشيخ محمد بن سلمان استقبل وبتواضعه المعهود، رئيس وزراء هادي وهو يعلم أنه وبعد كرم الضيافة الإماراتي سيعود لمهاجمة أبوظبي والتشنيع بها، واتهامها بالتآمر ضد حكومته الفاشلة .
لم يخل اللقاء من رسائل فطنة وجهها الشيخ محمد بن زايد لأذناب الشرعية ومفادها ” أن الإمارات بلد العطاء والخير، وعطاؤها يصل إلى المحتاجين في كل أرجاء العالم، واليمن بلد عربي شقيق ومساعدته ليست مجرد عطاء بل هي- أيضاً- التزام”
وكأنه يقول لهم نحن نكرم الضيوف ولكم أن تردوا كرمنا كيفما شئتم وبطريقتكم التي تفضلونها.
ولكن
ليس بعامر بنيان قوم *** إذا أخلاقهم كانت خرابا
هيهات أن يدرك معين سعيد ومن ورائه جنرالات الحرب في اليمن مضمون هذه الرسالة، فقد تعودوا على الجحود بالمعروف والتنكر لتضحيات الاشقاء التي لولاها لكان أذناب إيران يحزون رؤوسهم في شعب ووديان صرواح ونهم وغيرها.
ولأن الشعوب لا تستوي في مواقفها، فشعب الجنوب يقف اليوم على أعتاب الاستقلال وهو يحمل لإخوانه في الامارات مشاعر الحب والامتنان، تقديراً لجهودهم في دحر واضعاف ميليشيات الحوثي والإخوان الارهابية.
ويدرك أن رجال الإمارات هم رجال الجنوب في الشدائد، ولذى كان لزاماً عليهم أن يردوا الجميل بمثله، ولن يرى أبناء زايد من أهل الجنوب غير ما توقعوه منهم.
وتواجدنا جغرافياً بجانب بلد يجحد المعروف، لا يجعلنا مطلقاً محل مقارنة به، فشعب الجنوب ليس كشعب الشمال، وليس القائد الزبيدي كهادي وستكشف لنا الأيام وفي القريب المأمول، أن حكومة الشرعية سعت من خلال زيارة معين عبدالملك للإمارات إلى قطع دعم الأخوة للمجلس الانتقالي ومشروع تقرير مصير شعب الجنوب، وستبدأ عاصفة من الهذيان الإخواني ضد الإمارات قيادة وشعباً عندما تصدمهم برفضها لمطالبهم الاستعمارية البغيضة تلك.
وحسبنا من إخوتنا في الإمارات دعمهم العسكري والأمني لنا، ومساعدتهم في إنشاء نواه للجيش الجنوبي العربي والذي سيكون سنداً لهم، عند نزول الشدائد.