جهاد الحجري يكتب:
ما حقيقة وجود اتصالات بين الشرعية والانقلابيين في اليمن
حكومة الشرعية والأحزاب السياسية التي تقف خلفها، تراهن على خلط الأوراق، بما فيها تلك التي تُصنَّف على أنها عدوة للشعوب العربية، مثل إيران.
لا ندري هل تلك الازدواجية، هي نتاج تحالفها مع قطر، التي تلعب مع الجميع ضد الجميع، أم أنها استمرار لسياسة الرقص على رؤوس الثعابين التي رسخها عفاش في ثقافة السياسية اليمنية.
فبعد أن أدركت حكومة الشرعية، أن قيادة التحالف العربي تحترم رغبة الشعب الجنوبي المتمثلة في الاستقلال والتحرر من التبعية لصنعاء ومأرب، بدأت تلك الحكومة في البحث عن أبواب بديلة مناهضة للتحالف، وفي نفس الوقت، تدعم إحتلال اليمن للجنوب. ووجدت ضالتها في النظام الكهنوتي في إيران.
ويبدو أن التزاوج اللاشرعي بين إيران وحكومة الشرعية، نتج عنه الغزو البربري الحوثي على الضالع، والذي يهدف إلى كسر شوكة المقاومة الجنوبية واستنزاف قوتها البشرية خدمة لبقاء الاحتلال والمصالح المشتركة لإيران وقطر في المنطقة.
وقد أعدت حكومة الشرعية لهذه المرحلة من وقت سابق، ففي الوقت الذي كنا نظن حزب الإصلاح يقاتل إلى جانب التحالف ضد الحوثي، كانت حكومة بن دغر تحتفظ بوزراء حوثيين دخل أروقتها، وهو ما حسبناه اختراق حوثي في حينه، إلا أن توالي الأحداث كشف عن تنسيق مسبق بين الطرفين، وأن ذلك لم يكن بمنأى عن نظام الملالي في طهران.
تشير بعض التسريبات الأخيرة من داخل حكومة هادي، أن اتصالات مكثفة جرت بين وزراء حوثيين في حكومة هادي وبين قيادات ميدانية تابعة للميليشيات إبان احتدام المعارك في جبهة الساحل الغربي وبدء العد التنازلي لهزيمة الحوثيين.
إلا أن الالتفاف على المعركة وإخراج الحوثي من مازقه، تم بإخراج إيراني عبر وزراء وأعضاء في حكومة الشرعية ومنهم الوزير الحوثي عثمان مجلي الذي بدأ يتبرأ من التحالف في العلن مؤخراً وعلى عكس ما كان يضمره طيلة السنوات الماضية.
فقد رصد التحالف اتصالات لذلك الوزير مع قيادات حوثية في الساحل الغربي منه المدعو “أبو رعد الخطيب” قائد محور الجبلية، والذي كان يعمل مرافقاً لعثمان مجلي أثناء تواجده في صنعاء وصعدة.
ويناشد “الخطيب” في أكثر من مكالمة شيخه عثمان مجلي بالتدخل لوقف معركة الساحل الغربي التي كلفت الحوثيين خسائر فادحة في الارواح، وأن الوضع القتالي في تهامة لم يعد يطاق وستتلاشى قوة الجماعة اذا ما استمرت معارك التحالف هناك.
فيما رد مجلي بأن سيبذل أقصى ما بوسعه في مفاوضات السويد، حتى يتسنى اغلاق ملف الساحل سياسياً مقابل نقل المعارك إلى الجنوب وكسر هيمنة المجلس الانتقالي هناك.
وقد التزم الحوثيون بنقل المعركة إلى الجنوب، بعد أن أوفت حكومة الشرعية بالتزامها في اتفاق ستوكهولم، وأعطت للحوثيين امتيازات معنوية جعلتهم يخرجون من المعركة بماء الوجه.
ورغم أن رئاسة وفد الشرعية في مفاوضات السويد، كانت اسميا، لشخصية جنوبية وهو وزير الخارجية السابق خالد اليماني، إلا أن عثمان مجلي وآخرين كانوا ضمن الوفد وقد ضغطوا باتجاه حلحلة أزمة معركة الساحل، رغم تصريحاتهم النارية في وسائل الاعلام.
وأعطت تفاهمات السويد الحوثيين نفساً جديداً للحرب مكنهم من شن هجمات صاروخية وميدانية جديدة داخل الأراضي السعودية، وهو مالم يكن يتحقق لولا الدور السلبي الذي تلعبه حكومة الشرعية.
وإضافة إلى المكاسب التي تحققت للحوثيين من إيقاف معركة الساحل الغربي، فقد تحقق للشرعية أيضاً انتصارات رمزية تمثلت بحشد الحوثيين على الجنوب واستنزاف أكبر قدر ممكن من القوة الجنوبية تمهيداً للمعركة الكبرى التي يخطط لها الجنرال علي محسن في عدن.
وبالنسبة لإيران فقد استطاعت عبر حكومة الشرعية من تخفيف الضغط على وكلائها في اليمن، حتى يتسنى لها تنفيذ مخطط استهداف المملكة بأياديها التي تعمل عن بعد.
ولا شك أن قطر وبعد الأزمة الخليجية بالتحديد، قد ألقت بكل ثقلها على إيران، وهو ما يتجلى في حجم الاعتداءات التي يتعرض لها الجنوب العربي والمملكة والإمارات في آن واحد، فتحالف إيران – قطر يعمل على خلخلة التحالف بصمت منذ يومه الأول.
إن موقف التحالف اليوم في المعركة بعد كل التضحيات ، أصبح أكثر صعوبة بسبب خيانات “الشرعية” التي نسيت أن التحالف قد أعلن عاصفة الحزم إنقاذاً لها من الاستحواذ الإيراني.
وهاهي اليوم ترتمي بعد قطر في أحضان طهران، حتى لا تخسر مصالحها في الجنوب العربي، وحتى لا تعطي لدول التحالف الحق في مجابهة الخطر القادم من الشرق.