جهاد الحجري يكتب:

هل حققت عاصفة الحزم أهدافها؟

مخطئ من يتوهم أن عاصفة الحزم قد انطلقت في فجر ال 26 مارس 2015 لتحرير صنعاء أو حتى استعادة الشرعية المنكوبة التي يقودها حزب الاصلاح ويرأسها فخرياً شخصية هامشية من الجنوب.
ولو كان الأمر كذلك، لانطلقت العاصمة في 21 سبتمبر 2014 ، يوم اقتحم الحوثيون صنعاء، ونكلوا بقيادات تنظيم الاخوان، واودعوا الرئيس هادي وشخصيات أخرى السجن أو وضعوهم تحت الاقامة الجبرية.
فليس هناك ما يستدعي للدفاع عن تلك الحكومة ولا عن تنظيم الاخوان المسلمين، وليس لدى التحالف العربي أي مصالح مشتركة مع الشعب اليمني، سواءً قبل مايو 1990 أو بعده.
فحكام ذلك البلد وعلى رأسهم الطاغية عفاش، كانوا طيلة عقود عالة على الاخوة في المملكة العربية السعودية، وعندما أحسوا بانقطاع رواتبهم الشهرية من الرياض، اتجهوا إلى طهران وتحولوا بين عشية وضحاها إلى كتائب معادية تشن هجماتها الحاقدة تجاه الملكة وشعبها.
ورأينا خطابات عفاش النارية التي حرض فيها على قتل أفراد الجيش السعودي، متناسياً أنه وقبل فترات بسيطة كان يخضع للعلاج في مستشفياتها، ولولا حكمة قيادة السعودية لما استطاع الخروج من السلطة بسلام، في أعقاب الربيع العربي الذي مولته قطر في تلك الفترة.
ولأننا مطالبون بوضع النقاط على الحروف، فسنوضح خلفيات انطلاق عاصفة الحزم وما إذا أنجزت أهدافها الحقيقة أم لا؟
عندما أحس الإخوة في التحالف بأن ميليشيات الحوثي على وشك الدخول إلى عدن وتمكين إيران من باب المندب، وعندها لن تقتصر المأساة على عدن فحسب، بل على المنطقة والعالم بأسره، فكان التحرك من قبل أشقاء العروبة والدين نصرة للجنوب العربي وشعبه في وجه تلك الحملة الشرسة القادمة من الشمال.
ولم تمر سوى أشهر قليلة حتى تمكنت عاصفة الحزم من تحرير الجنوب ودحر الحوثي إلى أراضيه شمالاً حيث يمتلك قاعدة شعبية خولته التحكم في البلاد على مدى سنوات.
ولأن الإخوة في التحالف العربي يدركون أنه من الخطأ أن تقاتل حيث تُقتل، فإنهم وبحكمة ودراية بالأمور أوكلوا مهمة تحرير الشمال إلى أهله، لعلمهم بنواياهم الخبيثة وتواطؤهم مع ميليشيات الحوثي الانقلابية.
ولو كانت تلك القوى حريصة على دحر الحوثي لما مكنته من البداية من الحكم، ولمنعته من عبور حجة وعمران وصنعاء وذمار باتجاه الجنوب.
ولكانت استغلت عاصفة الحزم على الأقل، للتحرك الجاد وانهاء سيطرة الحوثي على الشمال، بدلاً من استغلالها للتكسب وجمع الأموال والتجوال في العواصم على حساب الإخوة العرب.
ولكن القوى السياسية في اليمن لا تعترف مطلقاً بفشلها وانحيازها للحوثي، لذى عمدت إلى نسب فشلها إلى دول التحالف، واتهامها لهم بما هو فيها من فشل وخيانة وهروب من الزحف.
وهذه هي طبيعة الأنذال دوماً، وبدلاُ من رد الجميل للتحالف، سلموا سلاح التحالف للحوثيين، حتى يقتل به إخواننا في الجيش السعودي على الحدود.
وحتى لا تقوى شوكة الجنوب، سلطوا ميليشيا الحوثي على أراضيه، وقتلوا بوحشية خيرة أبناء الجنوب في حرب استنزاف دامية، تهدف إلى ثني الجنوب من المضي في طريق الحرية والكرامة.
وكم شيعنا من الأبطال والصناديد العظام الذين قضوا في معارك الحوثي، لا لأنهم جبناء أو ضعاف، ولكن لأن هناك من غدر بهم في ساحة المعركة، وطعنهم في الظهر انتقاماً منهم لمجرد أنهم من أبناء الجنوب.