جهاد الحجري يكتب:

على الشرعية أن تحمل عصاها العجوز محسن وترحل من الجنوب

أعظم الانجازات التي تضاف إلى الرصيد السياسي الجنوبي، هي القبول ببقاء شرعية هادي وأعضائها على اراضيه لمدة تتجاوز الأربع سنوات، رغم قدرة الجنوبيين على إسقاطهم منذ يومهم الأول.
فالعالم كله يجمع على أن هادي ليس إلا دمية بيد المتنفذين في الشمال، وأنه ليس إلا رئيساً فخرياً يستخدمه الاخوان كغطاء لتمرير مشاريعهم التآمرية ضد الجنوب وشعبه وثرواته. فهو لا يملك من المنصب إلا الاسم والعلم، أما القرار الفعلي فهو بيد الجنرال الأحمر وزبانيته.
ان الشعب الجنوبي بجميع أطيافه لم يشارك في مهزلة إنتخابه رئيساً لعد اعترافه بالمجمل بالوحدة وسبق وأن ناشد هادي بالاستقالة وأن لا يكون وسيلة يستخدمها الاحتلال ضد أبناء جلدته، إلا أنه أصر على أن يبقى في صفوف الغزاة والمحتلين وعليه أن يتحمل عواقب مسؤولية ذلك الاصطفاف.
وكما أن الواقع يحكم على الشرعية بالموت السريري، فإن المعاهدات والأعراف الدولية تشهد وتؤيد ذلك، حيث تنص إتفاقية مونتفيديو عام 1933 أن الدولة تتطلب أربعة شروط كي يتم الاعتراف بها وهي:
سكان ثابتون وإقليم جغرافي محدد وسلطة تفرض سيادتها، إضافة إلى علاقات طبيعية مع الدول الأخرى.
وإذا ما أسقطنا تلك الشروط على تلك الشرعية فإنها ليست دولة بالمعنى الفعلي.
فسكانها غير ثابتين، وكثير منهم لا يعترفون بحكومة هادي، أما إقليمها الجغرافي فهو غير ثابت، فهادي رئيس جنوبي غير معترف به في الشمال ولا في الجنوب.
كما أن سلطته وهمية ليست موجودة على أرض الواقع وإلا لما اضطرت سلطته الهروب أكثر من مرة من ميليشيا مسلحة لا يتجاوز قوام أفرادها الالاف.
الشرط الوحيد الذي حاول التحالف العربي البقاء عليه في شرعية هادي الهشة العلاقات الطبيعية مع الدول الأخرى ولو شكلياُ فدبلوماسيه المتفرغين في توظيف أقاربهم، اثبتوا فشلهم في مفاوضات السويد وبالصعقة المدوية التي وجهها له وزير خارجيته باستقالته امام الملاء.
شرعية هادي رغم ذلك لا تحترم حجمها الطبيعي على الأرض، وتسعى بمختلف الطرق لفرض هيبتها على شعب الجنوب الذي قال كلمته منذ اليوم الأول وصدح بالرفض لمشروع الاحتلال سواء بمبررات الوحدة الاندماجية أو الاتحادية.
فبدل أن تحافظ على ما تبقى لها من ماء الوجه، تستعين بمليشيا الحوثي ضد الشعب الجنوبي، وهو خيار يائس لا يقل فداحة عن خيار المواجهة التي تعجز عنها ميليشيا ما يسمى بالجيش الوطني.
في المقابل وخلافاً لشرعية هادي، تقف شرعية المجلس الانتقالي الجنوبي بشموخ وعزة على ترابها الوطني، بعد أن أمتلك المجلس كل مقومات الدولة.
فالجنوب يمتلك جغرافية محددة وسكان ثابتون وسلطة قادرة على فرض سيادتها، كما أن علاقة المجلس الانتقالي بالخارج في تحسن مستمر، بفضل الأشقاء في دول التحالف العربي.
وما تشهده اليوم المحافظات الجنوبية، من إرهاصات ليست إلا بشائر النصر بمستقبل الجنوب العربي، واستقلاله بعد غياب استمر عقود، وما على الشرعية إلا أن تأخذ عصاها العجوز علي محسن الأحمر وقواته التابعة لحزب الإصلاح وترحل. فالجنوب لم ولن يكون أرضية خصبة لها، وخير لها أن ترحل غير مجبرة على ذلك.
فالجنوب قد قال كلمته، وأي معارك تخوضها في الجنوب ستكون خاسرة، فلا الشرعية ولا الحوثي أو الاصلاح قادرون بعد اليوم على المتاجرة بأرض الشعب الجنوبي، ومن يروم غير ذلك، فليس له إلا النار.