جهاد الحجري يكتب:

شبوة تستجيب لصوت الحرية وترفع راية الجنوب

يعيش الجنوبيون هذه الأيام أفراحاً وطنية متتالية، ويشهدون ارتفاع راية النصر من محافظة إلى اخرى، حيث تتسابق المدن الجنوبية إلى إعلان استقلالها وعودتها إلى أحضان الوطن بعد أن أمضت أعواماً طوال، بين البؤس والشقاء.
فالاحتلال الذي خيم على قلوب الناس منذ عقدين ونصف، بات هشاً ولم يعد بإمكانه أن يتلقى الضربات الموجعة التي تسددها إليه محافظات الجنوب، الواحدة تلو الأخرى وكأننا في ماراثون سباق نحو الحرية والاستقلال.
و بعد أن تحررت عدن خلال أيام، وأبين خلال ساعات، ها هي شبوة تحطم الرقم القياسي للأحرار وتسقط الاحتلال في دقائق وبدون قطرة دم واحدة.
حيث تؤكد الأنباء الواردة من أرض الرجال والعطاء أن قيادة المحافظة سلمت عتق طوعاً لقيادة الانتقالي، فيما طهرت النخبة الشبوانية مديرياتها من الإرهاب ورافقها النجاح في تأمين الشريط الساحلي وموانئ التصدير وغيرها من المنشئات الاقتصادية الهامة.
وهو ما أكده المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي المهندس , نزار هيثم بتغريدة له قال فيها, انه “آن الأوان لتكون شبوة بأكملها تحت حماية أبطال النخبة الشبوانية “.
وخصوصية تأمين شبوة سيكون لها الأثر البعيد في تثبيت الأمن في بقية المحافظات المحررة، فهي الجبهة الأبرز لقواتنا في مكافحة الارهاب، وعليها كان يراهن المحتل الشمالي في تصدير الفوضى إلى بقية المحافظات الجنوبية.
وقد كانت المحافظة منذ سنوات الاحتلال الأولى محط اهتمام، لأهميتها الجغرافية وثرواتها الكبيرة التي تذهب فقط لجيوب أسر عفاش وآل الاحمر وحزبي الإصلاح والمؤتمر، وهي القوى التي خططت ونفذت احتلال الجنوب الأول عام 94 ولذلك عملوا على دعم التطرف والمناطقية وأثاروا بها مختلف النعرات حتى يبقى أهلها في صراع أبدي.
ومؤخراً، وحتى لا يخسر كل تلك المزايا، استبق الجنرال العجوز وحزب الإصلاح بزرع خلايا إرهابية في المحافظة حتى تحول دون الاستقلال أو تسقط في الفوضى في حال تحررت من الاحتلال.
لكن النخبة الشبوانية وبتوجيه من القيادة الجنوبية الحكيمة نجحت في إفشال تلك المخططات في شهر يونيو الماضي، وباغتت أوكار الارهاب الاخوانية وتجاوزت الكثير من التحديات رغم الحرب الشرسة التي تشنها وسائل الإعلام القطرية وفي مقدمتها قناة الجزيرة.
وبتحرير شبوة، يخسر المتنفذون في القوى السياسية المؤيدة للاحتلال مورداً مهماً من موارد الثروة الجنوبية، ولا غرابة أن نرى العفافيش والإخوان اليوم ينتحبون لهول ما فقدوه.
كما أن الممر الحيوي لتهريب السلاح للحوثي قد اختنق، فالشرعية المزعومة عاجزة من هذه اللحظة عن تموين حليفها وامداده بمختلف أنواع الأسلحة القادمة من إيران عبر شبوة.
والأهم من كل ذلك أن تحرير شبوة كان المحطة الأخيرة، قبل تحرير وادي حضرموت حيث يمارس الجنرال الأحمر وحزب الإصلاح أبشع الممارسات بحق أبناء المحافظة، ما يُلزم القيادة بسرعة التحرك لتحريرهم كما سبق ووعد الرئيس عيدروس الزبيدي في شهر رمضان المبارك.