جهاد الحجري يكتب:
الحرب سجال أيها الإرهابيون والنصر لمن يربح المعركة الأخيرة
معركة عتق ليست إلا واحدة من سلسلة معارك طويلة، على الجنوب المرور عبرها إلى بوابة الاستقلال. ومن الطبيعي جداً أن يكون هناك مد وجزر في مسيرتنا التحررية، وأن نتعرَّض في سبيل ذلك إلى متاعب جمَّة وعوائق كثيرة لا حصر لها.
إلا أن كل تلك الصعاب لا تمثل عائقاً أمام الجنوبي المتشبِّع بقيم الحرية والرجولة، ويتطلع إلى تحقيق هدفه رغم كل محن الطريق وأولها خذلان من كنا نظنهم حلفاءً وإخوةً لنا.
ولا نغفل أن نستشهد بما أكده نائب الرئيس الشيخ هاني بن بريك في خطبة عيد الأضحى عندما قال " الحوثي صمد خمس سنوات فكيف بشعب الجنوب" وهذه حقيقة لا يدركها إلا المتمرِّسون في بحور السياسة مثل الشيخ هاني حفظه الله.
وما يحدث اليوم في عتق ليس إلا دروساً لأبناء الجنوب، وسيكون ريعها أكبر بكثير مما نتوقعه ويتوقعه الأعداء، والايام حبلى بانتصارات كبيرة ستثلج صدر كل جنوبي. وكل ما علينا القيام به هو الاستمرار في الطريق والتنبه لجميع أبعاد المعركة الميدانية والسياسية والإعلامية.
ومما حدث خلال الأيام الماضية، نستطيع أن نجزم أن الجنوبيين هم رجال حرب وميدان بامتياز، وأن المعركة لا تزال تسير في صالحنا، لكن علينا أن نركز على الجانب الأضعف في المعركة وهو حجم الإعلام المعادي لنا، والمناورات السياسية التي شنتها ضدنا حكومة الإخوان، وأسهمت في تعثر عملية تحرير عتق.
فالشماليون دهاقنة سياسة، ويعلمون من أين تؤكل الكتف، وعندما أحسوا بقرب الهزيمة، وتساقط معسكراتهم الواحد تلو الآخر، لجأوا إلى تفعيل ورقة الضغط السياسي واستغلوا بعض النقاط الحساسة لدى قيادة التحالف.
وأبرزها ورقة "إيران" والتهديد بالارتماء في أحضانها في حال استمرت تلك الانتصارات الجنوبية، لذى شاهدنا تراجعاً كبيراَ في موقف التحالف، وظهر ذلك جلياً في وسائل إعلامهم التي ساندت الشرعية وأظهرتها في موقف المنتصر عبر التدليس وتزييف الحقائق والاستعانة بمشاهد لا علاقة لها بالمكان والزمان، فقط لإحباط معنويات المقاتل الجنوبي، وكسر الثقة بينه وبين قيادته وشعبه.
ولكن حبل الكذب قصير، فسرعان ما استوعب الجنوبيون حجم المؤامرة والخذلان، وبدأوا بالتجهيز لجولة جديدة من القتال، يرسم فيها المقاتل الجنوبي وحده ملامح المعركة دون الثقة في ما يروج له البعيد والقريب.
إلى جانب ذلك، فالسياسيون والإعلاميون الجنوبيون مطالبون بمواكبة شروط المعركة، وإظهار الحقائق للعالم وكشف التدليس، وتصوير حقيقة الموقف، ولصالح من دولياً وإقليمياً تجري الأمور.
وبما أن شرعية الإخوان، استعملت كافة الطرق الأخلاقية وغير الأخلاقية، فإن للقيادة الجنوبية اليوم، الحق في تفعيل تلك الأوراق بما فيها الابتزاز المضاد لأوراق الشرعية.
ولن يتحقق لنا النصر إلا إذا واكبنا كل التغييرات التي تطرأ على المعركة، وتكيفنا مع واقعها، حتى يدرك العدو أن نفسنا في المعركة الطويل، وأننا الخسارة ليست في قاموس الشعب الجنوبي.
ولا ننسى أن شبوة اليوم تئن من جراح حزب الإصلاح، الذين يتمادون في جرائمهم ضد أبناء المحافظة منذ صيف 94، وبات تحريرها منهم فرض عين على كل جنوبي حر.