جهاد الحجري يكتب:

اخوان اليمن واللعب بالنار لهدم التحالف

تابعنا خلال الايام الماضية، الحملة الشرسة لوسائل وشخصيات إخوانية تسعى للنيل من سمعة الإمارات العربية المتحدة، وشيطنتها أمام الرأي العام المحلي والدولي.

وقد اشتدت وتيرة ذلك السعار الإعلامي، بعد الغارات الجوية التي استهدفت مجاميع مسلحة في عدن، وحالت دون سيطرة الإرهابيين على العاصمة الجنوبية، وتشريد أهلها، وخلق أكبر مأساة إنسانية قد يتعرض لها سكان المدينة العُزَّل.
وتجاهلت تلك الأبواق المأجورة، أنها من استدعت التحالف العربي بقيادة المملكة والإمارات لتحريرهم من الإرهاب والمد الإيراني. وأن الغارات الإماراتية تأتي في إطار دور التحالف في محاربة الإرهاب، والجماعات المتطرفة حتى وإن تدثرت برداء الشرعية.
التضليل الإعلامي للإخوان، هو حرب مبطنة تستهدف التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وهو أمر يظهره اعلاميو الاخوان في تركيا وقطر، ويخفيه زملائهم في الرياض، خوفاً على خسارة أجنحتهم الفندقية، ومرتباتهم العالية التي يتقاضونها من المملكة، فيكتفون فقط بمهاجمة الإمارات.
تناقضات الموقف الإخواني المؤيد للشرعية، كشفها المحلل السياسي السعودي عبدالحميد الغبين، الذي أكد أن قيادة بلاده أخطأت بتحالفها مع هؤلاء المجرمين، الذين نجحوا في استنزاف أموال المملكة ، ثم حملوها في الأخير مسؤولية فشلهم في تحقيق كل ما تعهدوا به قبل عاصفة الحزم.
تصريحات الغبين كشفت بأن هناك صحوة في الموقف الخليجي، وادراك القيادة في التحالف بحقيقة تلاعب الإخوان على الأرض، إلا أنها أتت متأخرة، فالإخوان اليوم يستغلون مظلة الشرعية الدولية لإضعاف موقف التحالف، وتصويره بالمحتل الغاشم والطامع في ثروات البلاد، حسب وصف مندوب هادي في مجلس الأمن.
تطورات الأحداث تلك، تكشف ايضاً حقيقة التواطؤ ضد التحالف من جهة، ويجبر جماعة الاحتلال على كشف ما تبقى من أوراق .
وأبرز تلك الأوراق، بلا شك احتلال الجنوب، واستغلال ثرواته إلى الأبد، حيث تسعى عصابات ما يسمى بالشرعية إلى جعل احتلال الجنوب أمر واقع أمام المجتمع الدولي، قبل الانسحاب المحتمل للتحالف من المنطقة، وانهاء مهمته التي أفشلها الإخوان في الشمال، ويريدون لها نفس المصير في الجنوب.
وحتى يتسنى لها ذلك، تستميت مارب وأنصارها في حشد كل ما بيدهم من سلاح وجماعات إرهابية وأخرى مرتزقة، بهدف احتلال الجنوب، واسقاط عدن مجدداً كما حدث في عام 1994.
إلا أن ذلك الإرهاب ارتطم بصخرة الصمود الأسطوري لشعب الجنوب العربي، ودعم دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أسهم تنسيق الجهود بين الحليفين إلى ردع تلك الجماعات وثنيها عن عدن، وإجبارها على العودة والفرار باتجاه مارب ومناطق سيطرة الحوثي في تعز.
ولا تزال المعركة في أشدها، سياسيا وإعلاميا، ولا يزال حزب الإصلاح يحلم بالسيطرة على الجنوب، لكن الصمود الجنوبي هو العنوان الأبرز في معظم الصحف العربية والدولية.
ولن ينجح إعلام الجزيرة والإخوان في تحقيق ما عجزت عنه التنظيمات التابعة لهم على الأرض، فالواقع يشهد أن الجنوب اليوم أقوى بأضعاف مما كان عليه قبل عقدين ونصف من الزمن.