جهاد الحجري يكتب:
صوت المقاومة الجنوبية يكسر الصمت على جرائم الإخوان
أصوات رصاص المقاومة الجنوبيةِ يرتفع اليوم، ليكسرَ جدارَ الصمتِ، الذي يخيمُ على مفاوضات جدة الغامضة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة ما تسمى الشرعية.
ففي الوقت الذي تُصر فيه الحكومة التابعة للإخوان على إطالة مدة المفاوضات، دون تحقيق نتائج ملموسة، تحشد في الوقت ذاته، أكبر عدد ممكن من جنودها وقواتها باتجاه المدن والمحافظات الجنوبية، تماماً كما فعلت في الجولة الأولى من حوار جدة، التي عٌقدت أواخر شهر أغسطس الماضي.
ولم توفّر الشرعية الإخوانية أيَ جهد في سبيل إعادة احتلال أرض الجنوب، فقد تحالفت مع كل القوى والأحزاب السياسية الشمالية وعلى رأسها الحوثي والمؤتمر، وكلفت كل منهما بمهام تدميرية، كلٌ من موقعه. والكل يجند أكبر عدد ممكن من أنصاره للقتال تحت راية الشرعية المزعومة.
في ذات الوقت، كثفت جماعات الرايات السوداء من حضورها وهجماتها في المناطق، التي تسيطر عليها حكومة الإخوان، بغية ملاحقة وتتبع أي أنشطة شعبية مقاومة للاحتلال، وتمنع تحركات جحافله.
ورداً على كل ذلك الإجرام، كان لابد لأبناء الجنوب من ردود فعل حاسمة، تحد من ذلك التحشيد الإجرامي على الأراض المحتلة، فكانت عمليات المقاومة التي كبدت الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وأعادت للمواطن الجنوبي في شبوة وغيرها من المحافظات المحتلة، الثقة بقرب الخلاص من ذلك الكابوس الإخواني الجاثم على صدورهم.
فخلال الـ24 ساعة الأخيرة فقط، نفذ أبطال الجنوب ثلاث عمليات نوعية في محافظة شبوة وحدها، أدت إلى سقوط نحو ثلاثين إخوانياً بين قتيل وجريح.
ولا تزال العمليات المسلحة للمقاومة الجنوبية في بدايتها، فقد أدرك شعب الجنوب أن الإرهاب الإخواني لن يتوقف عن حصد أرواح الأبرياء، فكان لزاماً علينا أن نواجه الإرهاب بالإرهاب، لكي تتعادل القوى والبادئ أظلم.
جرائم حزب الإصلاح في شبوة، وما تقوم به عناصره من قتل وأعمال سطو ونهب واختطافات بحق المدنيين، لم تكن كفيلة بزرع هيبتهم في أوساط المواطنين، كما كانوا يعتقدون، بل على العكس، فقط عجلت من وتيرة زوالهم على أيدي أبطال الجنوب الشرفاء الذين، لا يقبلون الذلة والخنوع وانتهاكات الحرمات.
كما أن الحرب الإعلامية المضللة، والتي تهوِّل من حجم وقوة تنظيم الإخوان، لم تزد المقاومة الجنوبية إلا إصراراً على مواجهتها، وقد نجحت إلى حد كبير في فضح حقيقة الكثير من الزيف الدعائي لميليشيا الإصلاح.
وبعيداً عن السياسة ودبلوماسيتها، يدرك الشعب الجنوبي أن استعباده باسم الدين والوحدة لم يعد ممكناً في ظل الحركة التنويرية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتقودها دولة الإمارات العربية المتحدة، رائدة الحرية والتنمية والتحديث في العالم العربي.
وعليه، فإن الاخوان وشرعيتهم المهترئة، أمام خيارين لا ثالث لهما، الأول الانسحاب من أرض الجنوب العربي، والاعتراف بحق شعبه في تقرير مصيره.
أو الانخراط في حرب دموية طويلة الأمد، ستنتهي وبلا شك بانتصار الجنوبيون لإرادتهم رغماً عن كل تلك الجموع الإجرامية التي تسعى إلى إعادة إنتاج مرحلة القرون الوسطى، وتعميمها على الجنوب والشعوب العربية، في إطار مشروع ظلامي تروج له وتموله الأنظمة الراعية للإرهاب في قطر وإيران وتركيا.