جهاد الحجري يكتب:
رسائل الإخوان من التعيينات الوزارية الأخيرة
استثمار الأزمات والاصطياد في الماء العكر، سياسةُ خبيثةُ دأبت عليها الحكومات والأحزاب السياسية في الشمال، وتظهر اليوم جلياً في التعيينات الأخيرة لحكومة الشرعية التي يديرها تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن.
فمحمد الحضرمي المٌعيَّن لحقيبة الخارجية، هو من الد الأعداء لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأحد ابرز المتنكرين لتضحياتها الجسيمة في سبيل تعزيز الشرعية واستعادة اليمن من الأيادي الإيرانية.
ولذى كافأه الجنرال العجوز محسن بتسليمه منصباً حساساً سيكون له دور سلبي في إطار مكافحة الإرهاب والمد الإيراني في اليمن، وهي خطوة ذات أبعاد خطيرة ودنيئة في ذات الوقت.
فالجنرال محسن يقول للتحالف: "إما بقاء الجنوب محتلاً، أو الابحار شرقاُ باتجاه إيران، عبر تعيين حلفائها في الحكومة."
وليست الخطوة الأولى للإخوان ومحسن باتجاه إيران، فكثير من وزراء وأعضاء شرعيتهم، هم من المحسوبين بشكل أو بآخر على الحوثي، وكيل إيران في اليمن.
وقد دأبت حكومة الإخوان على فعل ذلك، مع كل مرة تتعارض توجهاتها مع التحالف العربي، خاصة حول الجنوب ، فهم يسعون إلى لَيّ ذراع التحالف في هذا التوقيت الحساس، وإجبار قيادته على تقديم تنازلات تتعلق بحرية واستقلال شعب الجنوب.
ورغم أن معظم وزراء الشرعية يدلون بين الفينة والأخرة بتصريحات معادية لإيران إرضاءً للتحالف، إلا أن أفعالهم تكشف خلاف ذلك، وأن الوجهة هي طهران وليس الرياض، تماماً كما فعل عفاش الذي سلم اليمن للفرس، وكان على وشك تسليم الجنوب أيضاً لولا تضحيات ابطال الجنوب الجسيمة، والتي حالت دون تمدد الحلم الصفوي.
فالولاء لإيران كما يبدو متجذراً في النفس الشمالية، أياً كان انتماؤها وعقيدتها، ولولا الله والخوف والتحالف، لرفعت جماعة الإخوان العلم الإيراني فوق مبنى المحافظة في مارب، ورددت الهتافات الإيرانية داخل أروقة اجنحتهم الفندقية في الرياض.
التقارب الذي تمارسه قوى الشمال مع إيران أصبح اليوم في العلن، والهدف هو مهاجمة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تناهض كل المشاريع الاستعمارية والارهابية في المنطقة، خاصة تلك القادمة من قطر وإيران.
ومن مصلحة الدوحة، زرع عملاء إيران في كل زوايا حكومة الشرعية المعترف بها من المجتمع الدولي، والهدف هو جعل اليمن ولاية إيرانية لتفخيخ ظهر المملكة والإمارات في أي صراع عسكري محتمل مع إيران.
إن حساسية الصراع العربي الإيراني قد بلغت اليوم ذروتها بعد هجمات بقيق الارهابية. وتفرض المصلحة القومية الكبرى على العرب جميعاً التوحد في مواجهة إيران وأنشطتها العدائية، إلا أن أحفاد أبي رغال يعملون على الاستثمار في ذلك الصراع، والمتاجرة ليس فقط بمصير شعب الجنوب العربي وحسب، بل ومستقبل الجزيرة العربية برمتها، وعلى رأسها أرض الحرمين الشريفين، والتي رفضت قيادتها في يوم من الأيام أن ترى حكام وشيوخ الشمال مشردين في الأرض فآوتهم ونصرتهم، وهاهم اليوم يجازونها جزاء سنمار، ويهدون أعداءها الطعنة تلو الأخرى في خاصرة التحالف العربي.
وما لا يعلمه أذناب الإخوان، هو أن مصيرهم غداً لن يختلف عن مصير عفاش بالأمس، فقد جازاه الفرس خير الجزاء على خياناته العظمى للأمتين الإسلامية والعربية، وجعلوا منه عبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.