جهاد الحجري يكتب:

إلى هؤلاء.. لا تختبروا القيادة الجنوبية

إذا كانت حكومة الفنادق تستمد شرعيتها من المجتمع الدولي، فإن القيادة الجنوبية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه القائد اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي يستمدون شرعيتهم من الشعب الجنوبي نفسه. وقد أثبتت التجارب التفاف الشعب الجنوبي حول القيادة في أكثر من مناسبة، ولا يزال يبرهن كل يوم على ولائه المطلق لقيادته التي ارتضاها منذ الرابع من مايو عام 2017.
وكما برهنت الجماهير على ولائها، فالقيادة كذلك قابلت الوفاء بالوفاء، وكانت عند حسن الظن، وقادت السفينة الجنوبية في ظروف صعبة، وتمكنت حتى اليوم من تحرير معظم أراضي الجنوب من دنس الاحتلال والجماعات الإرهابية الموالية له.
وكما نعلم جميعاً، فإن معسكرات ما يسمى بالشرعية في الجنوب، ليست إلا أوكاراً للجماعات الإرهابية، ولأعداء الجنوب وأنصار الاحتلال، وكانت القيادة على علم بذلك، وتجاهلت التصعيد حقناً للدماء الجنوبية، رغم الضغط الشعبي باتجاه طرد قوات الاحتلال والإرهابيين.
ولكن، وبعد جريمة الأول من أغسطس التي راح ضحيتها ثلة من خيرة أبناء وقيادات الجنوب، وفي مقدمهم الشهيد البطل أبو اليمامة، كان لزاماً على القيادة أن تضع حداً لتلك الجرائم، وبادرت بالرد بعد ثبوت تورط حزب الإصلاح في الجريمة.
وكان الرد حازماً، وتم دحر الإرهابيين من العاصمة الجنوبية عدن، ومن ثمَ من محافظتي لحج وأبين وكان النصر حليف الجنوبيين في معاركهم التحررية تلك.
وعندما اتجهت القيادة الجنوبية لتحرير المحافظة الرابعة، وكادت أن تحسم الأمر هناك، تلقَّت القيادة دعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين للمشاركة في حوار جدة لإنهاء التصعيد وتهدئة الأمور.
وفي الوقت الذي قابلت فيه القيادة الجنوبية تلك الدعوة من خادم الحرمين الشريفين بكل ترحاب، وتنازلت عن التصعيد رغم أنها على حق، كان الطرف الآخر ممثلاً بحكومة الفنادق يرفض المبادرة السعودية ويرفض الاحتكام للحوار والجلوس مع الجنوبيين على طاولة واحدة، وهو موقف يجافي دعوة خادم الحرمين الشريفين ويظهر للمملكة حقيقة العدو من الحليف.
ولم يكتف تنظيم الإخوان الإرهابي بذلك، بل استغل التزام الجنوبيين بالتهدئة ليصعّد هو ويرسل جحافله إلى أرض شبوة، ليدمر بيوت ومباني عتق على رؤوس ساكنيها، ويحول المدينة الوادعة إلى ساحة حرب غير متكافئة، ومستعيناً بالجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش في تحقيق مآربه.
وبالمقابل جددت القيادة الجنوبية التزامها بالتهدئة رغم الجراح وحجم التهويل الإعلامي لأعداء الجنوب في قطر وتركيا، الذي صور ذلك التسامح بالهزيمة الجنوبية المنكرة، وتوعدوا بإتمام المعارك حتى عدن. ونسوا أنهم بتصرفاتهم تلك، يصبون الزيت على النار، ويجهلون أن الانتقالي قادر بقواته على اجتثاثهم في زمن قياسي كما حدث في أبين وعدن.
وسيستمرون في غيهم حتى يتم الردع، ولكن الانتقالي يسعى لاقامة الحجة عليهم أمام الشعب والمجتمع الدولي، حتى يهلك من هلك عن بينة. ولا شك أن اختبارهم لصبر القيادة الجنوبية سيعود عليهم بالموت والوبال، ولكن بعد أن تتضح معالم الحق والباطل أمام الجميع، وحتى تكون معركة شبوة هي الفاصلة بين الجنوب والاحتلال.
وليس هناك ما يدعوا للقلق من الناحية العسكرية، فالجنوبيون رجال حرب، وعليهم فقط أن يستجمعوا كل قواهم في سبيل معركة الاستقلال بما فيها سحب كل مجنديهم المرابطين في الساحل الغربي، ونقلهم إلى أرض المعركة الحقيقية في الجنوب، حيث عليهم الدفاع عن وطنهم الحقيقي حتى تحرير آخر شبر منه.
إضافة إلى ذلك فالقيادة تمتلك أوراقاً كثيرة، منها قطع إمدادات المناطق الشمالية من البترول والغاز، والحول دون وصول إمداداتهم القادمة من مارب عبر تفعيل منظومة الدفاع الشعبي.
وقبل كل ذلك، لايزال الأمل كبير في أن تبادر قيادة التحالف في إجبار الغزاة والإرهابيين على التراجع وردعهم عن الاعتداءات المتكرر على أرض وشعب الجنوب العربي، فنحن أقرب لهم أرضاً وإنساناً من تلك الجماعات المارقة التي تشكل ما يسمى بحكومة الشرعية، وهي عبارة عن عصابات مأجورة تابعة لتحالف الشر القطري الإيراني لا أكثر.