جهاد الحجري يكتب:

أين ألوية العمالقة الجنوبية من جرائم الاحتلال بحق شبوة وأهلها؟

بالعودة للتاريخ سنجد أن الجنوب لا يُهزم أبداً، إلا إذا تخلى كل حر وشريف عن دوره وواجبه الوطني والأخلاقي في الدفاع عن عن الوطن , تماماً كما حدث في حرب صيف 94 عندما تقاعس ثلة من أبناء الجنوب عن الوطن وانحازت لصالح الغزاة والمحتلين وفي مقدمتهم للأسف ابن ابين الرئيس عبدربه منصور هادي.
وكانت النتيجة أن تعرض أبناء الوطن جميعاً للذل والامتهان، بما فيهم الخونة الذين نسوا أنهم باعوا أنفسهم رخيصةً يوم باعوا الوطن.
و اليوم نحن أمام مفترق طرق، ومعركة شبوة هي الفاصلة بين ماضي الاحتلال ومستقبل الاستقلال، فإما أن نتحرر أو نخضع مجدداً للطغاة، فتضيع كل تضحيات الجنوبيين وتذهب أدراج الرياح.
وما يحز في النفس أننا نرى الشماليين اليوم يتوحدون بكل طوائفهم ومشاربهم في سبيل إعادة احتلال الجنوب ومنع شعبه من التحكم في مقدراته وخيراته. بينما يقف الكثير من أبناء الجنوب موقف المحايد الذليل الذي لا تعنيه القضية الجنوبية، وأبرز الساكتين اليوم، هي ألوية العمالقة الجنوبية التي ارتضت القتال إلى جانب الطغاة والدفاع عن أرضهم مقابل المال ولو على حساب أرضهم وشعبهم المظلوم منذ عقود.
ويعلم الجميع أن ألوية العمالقة بجميع تشكيلاتها، هي ألوية جنوبية صرفة، لكنها تقاتل دفاعاً عن كرامة حكومة الشرعية التي أهدرها الحوثي في الشمال، وبقيادة شمالية كانت إلى عهد قريب تقاتل الجنوبيين وتنهب ثرواتهم وتتهمهم بالعمالة والتبعية لجهات أجنبية.
فهل من العدل يأبناء الجنوب، أن نرى الاخوان والقاعدة وداعش والحوثي، وخلفهم كل قبائل الهضبة ، يأتمرون بأمر واحد ليركّعِوا الشعب الجنوبي، ويكسروا إرادته وتطلعه إلى الحرية، في الوقت الذي ينأى الجنوبيون بنفسهم عن المعركة، بل ويفضلون في أحيان كثيرة الاصطفاف إلى جانب الأعداء؟
أليست أرض الجنوب أولى أن يقدم الجنوبيون التضحيات الجسام في سبيل تحريرها من دنس الاحتلال الشمالي، الذي يسومها سوء العذاب، ولا يخاف لومة لائم وهو يمارس الجرائم بكل أشكالها، في سبيل ثني الإرادة الجنوبية عن التحرر؟
إن الحرب اليوم جنوبية شمالية بامتياز، ومن سره ألا يرى الجنوب مستعبداً مرة أخرى فليبادر إلى نصر إخوانه، فالمعركة معركة الجميع والوطن للجميع إن انتصر أو هُزم، ولن يُهزم وهناك رجال يذودون عن حياضه.
وأملنا لايزال كبيراً في أن تبادر ألوية العمالقة وغيرها من القوات الجنوبية المرابطة في الشمال، إلى التخلي عن العدو والانضمام إلى إخوانهم في جبهة شبوة، حيث الدماء الجنوبية الزكية تنزف دفاعاً عن كرامة الشعب برمته.
فهل تنتظر تلك الألوية أن يتكرر سيناريو 94، وأن يشاهدوا أرض الجنوبيين وأعراضهم مباحة لكتائب الاخوان والعفافيش؟ عندها سيندمون يوم لا ينفع الندم.
تذكروا أيها المحايدون أن المعركة لا تزال قائمة، والنصر لايزال في أيدينا، فلا تدعوا الكرة تنقلب علينا، ونذهب جميعاً إلى المجهول. اصحوا اليوم قبل أن تندموا غداً أيها الجنوبيون فالوطن اليوم يحتاجكم، والنصر ليس إلا بصبركم اليوم على معركة عتق والانتصار لشبوة من سيوف أعداء الأمس واليوم