جهاد الحجري يكتب:

هل تبقى ثروات شبوة للغزاة، أم تعود لأهلها؟

طالعتنا المقاومة الجنوبية الباسلة اليوم، بخبر أثلج صدور أهل شبوة جميعاً، وتمثل في استهداف ‏أنبوب نقل النفط الخام بمديرية الصعيد جنوب المحافظة.
هذا التطور النوعي في أنشطة أبطال الجنوب الشرفاء، يأتي رداً على استمرار ميليشيات الإخوان الإرهابية في قمع سكان المحافظة، التي تحولت اليوم إلى سجن كبير، تمارس فيه العصابات الإجرامية هوايتها في التعذيب والتنكيل وقتل الأبرياء، لمجرد اختلافهم معها في الرأي والتوجه والمنطقة.
إلا أن هذه العملية فتحت عيوننا على جانب حيوي وحساس لم نلتفت له طيلة فترات الصراع الشمالي الجنوبي وهو نفط شبوة، أو ما يعرف في أدبيات الأهالي ب"البزبوز".
فإيرادات نفط شبوة الجنوبية، ومنذ يومها الأول مثلت عامل شقاء ضد أبناء المحافظة، رغم أن الطبيعي أن تلعب تلك الثروات دوراً كبيراً في نهضة وإنماء أصحاب الثروة الأصليين.
وبحسب التقارير الرسمية لحكومات الاحتلال، فإن محافظة شبوة تنتج خمسين الف برميل يومياً، وتقدر عائداتها بنحو أربعة ملايين دولار يومياً، هي إيرادات النفط فقط، ناهيك عن مشروع الغاز المسيل وأرقامه الكونية.
وإذا افترضنا أن الأرقام التي يكشف عنها الاحتلال حقيقية، وما يٌروج له من آبار خاصة بعائلات الأحمر وعفاش غير صحيحة، فإن المحافظة ينبغي أن تحظى على الأقل بأدنى مستوى من البنية التحتية من تعليم وصحة وطرق وغيرها من الخدمات الأساسية التي تكاد تنعدم في شبوة.
كما أن نسبة الفقر في المحافظة مرتفعة جداً، ويعيش الكثير من سكانها على تحويلات أبنائهم المغتربين، وفي أحيان كثيرة على إعانات إنسانية مقدمة من دول التحالف.
وهذه حقيقة مخجلة بحق محافظة يكابد أهلها الفقر والعوز، وهم ينامون على بحور من الثروات التي تذهب لجيوب المحتلين، وينفقها أبناؤهم ونساؤهم على كماليات الحياة الفارهة، ويتجولون بها بين مدن العالم.
إن بقاء نفط شبوة تحت تصرف الاحتلال، هو الاحتلال بحد ذاته، وقد حان الوقت لفتح هذا الملف وإعادة الحقوق لأصحابها شاء من شاء وأبى من أبى.
والأدهى أن الجزء المخصص رسمياً للمحافظة يذهب فقط للمتنفذين الموالين للاحتلال، أو على عمليات القمع التي تمارس بحق سكانها.
وفي كل الحالات يجب أن تنتهي هذه المهزلة، وأن يتوقف ذلك الإجرام بحق شبوة وأخواتها الجنوبيات، وأن تعود الأمور إلى نصابها الطبيعي، وهذا ما لا نراه في القريب العاجل، وحتى المنظور خلال السنوات القادمة، إلا إذا فقد المجرمون مصالحهم في المحافظة.
ولا سبيل في تحقيق ذلك إلا بالقوة، ومنع تلك الأطراف من الاستئثار بثروات شبوة خاصة وثروات الجنوب بشكل عام. وتحويل نعمة المجرمين تلك، إلى نقمة حتى يعوا أن واقع اليوم غير ماض الأمس. وأن الجنوبيين وحدهم من يقرر كيف تنفق أموالهم وعلى ما تنفق.
وعلى المقاومة الشبوانية أن تمعن اليوم أكثر وأكثر في استهداف المنشئات النفطية، والعمل على إيقاف العمل بها، بهدف تحييدها عن خدمة المحتل، حتى تعود لأهلها عاجلاً أم آجلاً، فالعدو لن ينسحب من الجنوب، ولن يعترف باستقلاله حتى يدرك أن لا فائدة ترجى من تواجده على أرضه.