جهاد الحجري يكتب:
عصا الجنوب التي لا تنكسر في مرمى غدر الإخوان
تلعب الشرعية الإخوانية لعبتها الأخيرة للإطاحة بالانتقالي، ونزع هيبته واحترامه أمام الشعب الجنوبي، الذي سبق وبايعه ومنحه الشرعية في مسيرات حاشدة، لن تتكرر لطرف آخر في الجنوب وغير الجنوب.
وتستغل الشرعية في سبيل ذلك الوضع الإقليمي الحساس بين المملكة العربية السعودية وإيران، وتلوح بين الفينة والأخرى بالارتماء في أحضان طهران، في حال توقفت مصالحها وأموالها المقدمة من التحالف.
وترى تلك الشرعية أن الانتقالي هو الخصم الوحيد الذي قد يحيل كل أحلامها إلى خواء، فهي تعمد إلى تفعيل كل الأوراق الممكنة في سبيل تهميشه وتقويض بنيانه، والأخطر هي المحاولات المستمرة كل يوم لكسر الثقة بينه وبين جماهير الجنوب، وتصويره بالمتاجر المستغل لقضيتهم ومعاناتهم.
ولكي تكسر عصا الانتقالي والجنوب بشكل عام، يستنفر إعلام الإخوان لمهاجمة يافع العز ورجالها الشرفاء، وتشن ضدهم حملة تشويه واسعة لا حصر لها، حتى تزرع فتيل الفتنة المناطقية بين أبناء الشعب الواحد، وتشق صفوفهم.
فتنظيم الإخوان يدرك أن يافع قد ألقت بكل ثقلها في سبيل تحرير الجنوب واستعادة دولته، وأن شيوخ يافع ووجهاءها أكبر من أن تغريهم الأموال والمناصب، فقد قرر الدخول معهم في مواجهة غير مباشرة، وعبر وسائله التحريضية القذرة التي تعود على استخدامها ضد أبناء الجنوب، منذ عهد ما قبل الوحدة المشؤومة.
ولكنه هذه المرة يخصص الحرب برمتها ضد يافع فقط، فهي الصخرة الصماء التي تنكسر عليها كل مؤامرات الغزاة، ولا بد من تحطيمها حتى يتسنى للإخوان حكم الجنوب ونهب ثرواته بدون أي منغصات.
ومن أساليب الحرب على يافع، تحريض بقية الجنوبيين ضد أبنائها، وتصويرهم بالمتنفذين المستغلين للجنوب وثرواته ومناصبه، وتوزيعها ببينهم دون غيرهم، رغم أن الجنوب لم يستقل بعد، إلا أنها تزرع الخوف والشك لكي لا يتحقق للجنوبيين ذلك الاستقلال المنشود.
ولا يخفي الجنرال الأحمر نواياه وحقده الدفين تجاه يافع ورجالاتها، فهو يحرض ضدها في كل مناسبة تجمعه مع ممثلين عن الجنوب، ولا يتورع في إنفاق المبالغ الضخمة لإقناع الجنوبيين بذلك.
كما أن إعلام الإخوان الرسمي وغير الرسمي لا ينفك في سرد الشائعات المغرضة والملفقة، وبعناوين مختلفة جداً تصب في مجملها في ذات السياق، وهو الفتنة المناطقية بين الجنوبين بشكل عام وضد أخل يافع على وجه التحديد.
ورغم أن نتائج حوار جدة لا تزال غير معلنة رسمياً، إلا أن الإعلام الإخواني وطابوره الخامس قد بدأ في شن الحملات الدعائية، التي تزعم أن نتائج الحوار هي من صالحه هو، وأن ساسته حققوا انجازات عصماء عبر طاولة الحوار، وأنجزوا بالسياسة ما عجزوا عن تحقيقه بالسلاح على حد زعمهم.
وهم بذلك يثبتون أن لا عهد لهم ولا ذمة، وأن التهدئة التي ينشدها الجنوبي، بالنسبة لهم ليست إلا فرصة لالتقاط الانفاس، وبث سمومهم من جديد، وتوجيه طعناتهم الغادرة في ظهر الجنوب.
وعودتهم المحتملة إلى عدن، ستكون فرصة أخرى لهم، لإعادة ترتيب صفوفهم داخل عاصمة الجنوب، التي يراهنون اليوم عليها لإثبات شرعيتهم المزعومة الفاسدة.
ومن هناك يريدون الانفراد بالعاصمة عدن، وفصلها عن باق الجسد الجنوبي، وتحديداً يافع التي تمثل الحارس الجسور لعدن، ولكل أرض الجنوب العربي، ولا نستبعد أن يٌمعنوا في استئجار أبواقاً جنوبية مرتزقة، في سبيل كسر ثقة الشعب بحراسه الأمناء وجهاء يافع.
فالإخوان لا ينسون أبداً هزائمهم، وينتقمون لها بالطرق المشروعة وغير المشروعة، ويافع هي خير من جرع الإخوان الهزائم الكبيرة، ومرغت أنوف الأحمر وعصابته في التراب، وأخرجتهم صاغرين من عدن، بعد أن تآمروا مع باقي إخوتهم الشماليين، وأقدموا على اغتيال ابن يافع البار، “أبو اليمامة”.. أسد الجنوب “وكاسر” شوكة الإخوان وإرهابهم بعدن