جهاد الحجري يكتب:

لا حياد عن مسار الشعب الجنوبي نحو الاستقلال

يحلم تنظيم الإخوان بتنفيذ مشروعه الاستعماري عبر الحوار المنعقد حالياً في جدة، مستغلاً الأوضاع الإقليمية الحساسة، وظناً منه بأن الجنوبيين سيتخلون عن شلالات الدماء التي بذلوها في سبيل الاستقلال من أجل حفنة من المناصب والمصالح المؤقتة.
ويتجاهل إخوان اليمن أن مالم يحصلوا عليه بقوة السلاح، فلن يتحقق لهم بالمفاوضات، فعودة الاحتلال إلى عدن مستحيلة ولو تكالب على ذلك كل القوى الشمالية المتعطشة لدماء الجنوبيين وثرواتهم.
فواقع اليوم غير الأمس، وقد استوعب الجميع مدى خبث النوايا الشمالية والأطماع الدنيئة لهم في أرض الجنوب، ولن تعود عدن إلى حكم الكهنوت الشمالي ولو على بحور من الدماء.
وما يروج له إعلام الإخوان، من تنازلات قدمها الانتقالي في جدة غير صحيح، فهل يعقل أن يقبل الزبيدي الحر بأن يتنازل عن الجنوب وقضيته مقابل مكاسب شخصية، له وللبعض من أعضاء الانتقالي دون غيرهم.
لو كانوا بهذه العقلية، لقبلوا بمغريات الشرعية في الماضي، ولما ارتضوا أن يعرضوا أنفسهم وذويهم للأخطار من أجل حرية وكرامة كل أبناء الشعب الجنوبي من عدن إلى المهرة.
ولا نستطيع أن ننكر أن تلك التسريبات مزعجة للشارع الجنوبي إلى حد كبير، لما فيها من الافتراء والكذب على القيادة الجنوبية الحرة الأبية، إلا أننا ورغم حجم التضليل الإعلامي على ثقة مطلقة بالقيادة التي بايعناها وارتضينا بسياستها في سبيل تحقيق الاستقلال واستعادة كامل الحقوق الجنوبية.
ويجب أن يبقى ذلك الموقف، هو عنوان لكل جنوبي يثق في قيادته، فالرائد لا يكذب أهله والزبيدي لا يغدر بمن بايعوه من إخوانه وأبناء جلدته وكلفوه بتحرير أرضهم من دنس الاحتلال والطغاة.
فحرب الإخوان النفسية لا تنطلي بعد اليوم على أبناء شعبنا، فالجميع يدرك ما الهدف منها، وفي سبيل ماذا تصب، خاصة وأنها تزامنت مع حملات أخرى لذات الابواق، تقلل فيه من أهمية حوار جدة ونتائجه على الطرف المحتل.
فالشرعية نفسها في مأزق، وتسعى للخلاص من اتفاق جدة ولكن بلسان غيرها، فتسعى جاهدة إلى تعقيد الوضع بمختلف الوسائل بما فيها الحرب الإعلامية، وبث الشائعات المضللة، بغية إضعاف الخصم وكسر مستوى الثقة بينه وبين مريديه.
ورغم كل ما يقل وسيقال، فإن الدولة الجنوبية قادمة، شاء من شاء وأبى من أبى، ولن ينال عويل الإخوان وزمرة مارب من عضد شعب الجنوب، فالكل هنا ماضون باتجاه الاستقلال ولا رجعة عن هذا المسار بعد كل تلك الدماء التي بذلناه في سبيل العيش بكرامة، بعيداً عن اليمن ولصوصها.