جهاد الحجري يكتب:

غدر الشرعية يحوم حول الجنوب رغم الحوار والتهدئة

مظاهر التصعيد اليومية لميليشيا الإخوان في المناطق الجنوبية المحتلة، تؤكد أن لا نية لهذه الطرف في انجاح حوار جدة، الذي قبل به الانتقالي ، وترعاه قيادة المملكة العربية السعودية.
فالسلام والحرب ليست واردة في قاموس الإخوان، فالسلام يقيد تحركاتهم المشبوهة، والحرب من شأنها أن تقضي عليهم، لذى هم يفرون من المواجهة بحجة السلام، ويستغلون تلك العبارة لتحقيق أغراضهم الدنيئة من تحت الطاولة.
ويرى الجنرال العجوز محسن، ومعه عصابات الموت الإخوانية، أن هذه الفترة هي الأنسب لقمع الشعب الجنوبي وضربه في مقتل، خاصة وأن قيادة الجنوب ملتزمة بالتهدئة المنصوص عليها في حوار جدة، وأي تصعيد ستقدم عليه، سيحسب عليها لا لها.
وبالتالي تستمر الاستفزازات الإخوانية بالسر رغم عدوانيتها وهمجيتها، فهم يريدون استدراج خصمهم لإعلان الحرب حتى يحملوه مسؤولية تفجير الوضع، وفي حال حدث ذلك، فسيلجؤون كالعادة لمناشدة المجتمع الدولي بالتدخل لحماية شرعيتهم المزعومة.
إذن لا مواجهة مكتملة الأركان، ولا سلام محقَق تنشده الجماعة الإرهابية، وبين الوضعين يمررون جرائمهم ومخططاتهم التدميرية ضد شعب الجنوب، وقيادة الانتقالي التي تمارس أعلى درجات ضبط النفس في وجه كل ذلك الصلف.
وهم باستفزازاتهم تلك يجرون أنفسهم إلى النهاية الحتمية، فبركان الجنوب إذا ثار فلن يخمده شيء، حتى لو استعانوا بكل جيوش العالم، بحجة دعم ومناصرة الشرعية المعترف بها دولياً.
وقد أثبتت أحداث أغسطس الماضي مدى وضاعة هذا التنظيم وشرعيته المذكورة، فهم من جهة يتربصون بأبناء الجنوب ويخططون للإرهاب ليل نهار، وقد انتهى إرهابهم بقصف معسكر الجلاء واستشهاد ثلة من خيرة رجال الجنوب.
وعندما رد الجنوبيون على تلك الجريمة الغادرة، بدأوا بالصراخ والعويل، ومناشدة التحالف لحمايتهم في وجه الهجمة الجنوبية المشروعة.
وسيبقى الوضع على حاله ما بقيت تلك الجماعة الإرهابية في التحكم بالمشهد السياسي، إلا أن يتم إسقاط مصطلح “شرعية” التضليلي وتصويبه في مساره الطبيعي والمنطقي. فهل يعقل أن يتعرض شعب برمته للضياع والهلاك من أجل قضية لا تعنيه، وقد سقطت في عقر دارها، ولم يبذل أصحابها أي جهود تذكر لحمايتها في حينه.
وقد بدأت دول الجوار تستوعب مدى خطورة ذلك التنظيم الإرهابي على المنطقة ودول التحالف بالتحديد.
فالإخوان لا يفرقون بين حليف وعدو، وهم ينظرون للتحالف والحوثي بنفس العين، رغم كل ما ارتكبه الحوثي من أفعال شنيعة بحقهم، إلا أنهم الأقرب بحكم عوامل كثيرة مشتركة بين الجماعتين الإرهابيتين.
إلا أن ميليشيا الحوثي، وبحسب المقاتلين الجنوبيين، تظل أشرس بكثير في قتالها من جماعة الإخوان، وإذا كانت معركة تحرير عدن من الحوثيين استمرت عدة أشهر، فإن معركة تحريرها من الإخوان لم تستغرق إلا ساعات، إلا أن الأخيرة تتستر بالإعلام التضليلي والمكايدات السياسية لتواري ضعفها وحجمها الفعلي على الأرض.
وعليه فإن أي معركة قادمة بين الجنوب والإخوان يجب أن تكون فاصلة، وتنتهي بطردهم من الجنوب إلى غير رجعة، ولن يكلفنا ذلك إلا القليل من القتال، مع الكثير من الصراخ والعويل لقناة الجزيرة وبقية إعلام الإخوان.
وهي مرحلة ينبغي تجاوزها بسهولة كما تجاوزتها مصر عقب ثورة ال30 من يونيو المجيدة. وعلينا أن نحذو حذوها في مواجهة زوابع الإخوان الصوتية.