جهاد الحجري يكتب:
تضحيات الإمارات.. تكشف أصالة الجنوب وغدر الشمال
لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل الدور الريادي العظيم لدولة الإمارات العربية في الوقوف إلى جانب شعب الجنوب، والأخذ بيده إلى شواطئ الاستقلال والتحرر من الاحتلال والتخلف القادم من الشمال.
ونقطف اليوم ثمار ذلك التعاون النوعي لتلك القيادة الحكيمة، التي أصرت على دعم شعب الجنوب عسكرياً وإنسانياً، وقطعت الطريق أمام أحلام الغزاة والمستعمرين، الطامعين في أرضنا وثرواتنا.
ونحن إذ نجدد العهد لقيادة الإمارات، لا ننسى في الوقت ذاته أن يبقى جميلهم ما بقينا، وما بقي أولادنا من بعدنا، ونبقى على العهد والمصير المشترك إلى الأبد.
فليس الجنوبي من ينسى فضل إخوانه ويتنكر لتضحياتهم العظيمة على أرضه وفي سبيل تحريره، واستعادة كرامته المهدورة منذ عقود.
وأقل ما يمكن أن نقدمه جزاء تلك التضحيات، هو الوقوف إلى جانبهم في وجه الهجمة العدوانية الشرسة لأبواق شرعية الإخوان، وبقية المكونات السياسية الشمالية، التي تتطاول اليوم على أسيادها ومحرريها من المد الصفوي الفارسي، ولولاها لكان الحوثي اليوم يتربع على كل عروشهم في الشمال، ولما تتحرر لهم شبر واحد من قبضة الحوثي وميليشياته.
لكنها عادة الجبناء دائما في التنكر لجميل الرجال، وهكذا دأبت قبائل اليمن وأحزابها المختلة عقلياً مع كل معروف تتلقاه ليس فقط من الإمارات، بل وحتى من المملكة العربية السعودية وباقي الأشقاء الخليجيين.
فلا نستغرب أبداً الترهات العدائية من قبل تلك الأبواق الوضيعة ضد حكام الإمارات، لا لذنب اقترفه حكامها إلا لأنهم يجودون بما فاض الله عليهم ليصلحوا ما أفسدته الأياد الآثمة من أعداء الأمة العربية.
وبغدر الشماليين المعهود، تكون الحقائق قد اتضحت للجميع، وبان المصلح من المفسد، ولا خير يرتجى بعد اليوم من عبيد إيران وتركيا.
فهم أعداء للأمة بالفطرة، ويصطفون دائما مع من يعاديها، وسبق أن خانوا العهد إبان حرب الخليج، واحتلال صدام للكويت العربية الشقيقة.
وحتى من لايزالون داخل المملكة من قيادة ما يسمى بالشرعية، فهم فقط ينتظرون الخروج منها كما سبق وحدث مع معظمهم، عندما انقلبوا على المملكة بمجرد أن وطأت أقدامهم قطر أو تركيا.
فالعدو يبقى عدواً، ولا تسقط كراهيته تلك بالتقادم، بل على العكس، تزداد مع كل معروف تناله أيديهم، فهم حوثيون بالأصالة، وتظهر حوثيتهم مع أبسط خلاف مع التحالف.
ويؤسفنا ما يتعرض له الدور الإمارتي من طمس وتشويه، ومطالبات شرعية الإخوان بالاحتفال بخروج القوات الإماراتية، واعتبار ذلك عيداً وطنياً يحتفلون به كل عام.
ولا نرى ذلك إلا جانباً من جحودهم ونكرانهم للأشقاء في التحالف، وقد ظهرت بوادر ذلك النكران أيضاً ضد الدور السعودي، فالأشقاء بشكل عام أعداء في نظر تنظيم الإخوان الاجرامي، وبقية أبناء الشمال الفارسي.
لذلك كان لزاماً أن نرد بعضاَ من ذلك الجميل، ولو بالرد على تلك الأبواق الناقمة، وتوضيح ما خفي من غدرها وجحودها المعروف، وأن نظهر للعالم حقيقة مهمة جداً، ويجب أن تبقى قاعدة للتعامل مع البلدين المختلفين، فالجنوب العربي أصيل لا ينسى من نصره، والشمال الفارسي عميل ولا ينصر من نصره، وعلى الباغي دوماً تدور الدوائر.